كتب : هايدي الصقار
أنزلَ الله سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على أفضل المرسلين نبيّه محمّد -صلى الله عليه وسلّم- لهدايةِ الناس إلى طريق الحقّ والخير وإبعادهم عن طريق الشرّ والكفر، ففي تلاوته سكينةٌ للقلب وهدوءٌ للجوراح، وعصمة للرقاب من النار، ويحتوي القرآنُ الكريم على مئة وأربعِ عشرةَ سورة، ولكلّ سورة منه سببٌ وفضلٌ لنزولِها.
بإذن الله عزَّ وجلّ سنتحدث في هذا المقال عن معلومات عن سورة ص :
سورة ص من المثاني، وعدد آياتها ثمانٍ وثمانون آية ، عدد كلماتها : 735 ، عدد حروفها : 2991 ، وترتيبها في المصحف 38، في الجزء الثالث والعشرين ، نزلت بعد سورة القمر.
بدأت بحرف من حروف الهجاء: ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ. و هي السُّورة الثامنة والثلاثون من القرآن الكريم ، ضمن الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم ، اسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها.
تتحدث سورة ص عن مسألة التوحيد والجهاد ضد المشركين، ونبوة الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم، وتتحدث أيضاً عن تاريخ أنبياء الله، كداوود، وسليمان، وأيوب عليهم السلام وغيرهم، وتتطرق إلى مصير الكافرين يوم القيامة ومجادلة بعضهم لبعضٍ في جهنم، وتتناول مسألة خلق الإنسان وسجود الملائكة له.
– سور القرآن الكريم كلها لها فضلٌ كبير، ومن فضل سورة ص أنّها حققت الكثير من المقاصد الإسلاميّة، خصوصًا أنّ آياتها حملت توبيخًا للمشركين، ومواساةً للرسول -عليه الصلاة والسلام- عن تكذيب كفار قريش له، وفيها تشجيع له وتوجيه للاقتداء بالأنبياء -عليهم السلام- من قبله، وتوجيهًا له للصبر على إيذاء المشركين له، وأنّ بعد الصبر فرجٌ ورحمة من الله تعالى.
كما تضمّ سورة ص مشاهد لمصارع الأمم الغابرة التي عصت الله تعالى ولاقت جزاءها العادل، وتوضّح أيضًا أنّ الله تعالى يهدي من يستحقون الخير من عباده، ويعطيهم من النعم لأنّه يعلم أن يستحقون هذه النعم دون حسابٍ أو قيد.
– لقراءةِ سورة ص فضلٌ كبير على المسلم، حيث تُكتبُ لمن قرأها حسناتٌ بوزن الجبال، وفيها عصم للرقاب من النار، ومغفرة للذنوب والخطايا والمعاصي التي يقع بها الإنسان، كما في حديث أبي الواهي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ سورةَ ص كانَ له بوزن كلّ جبلٍ سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ذنب صغير أَو كبير) واللهُ تعالى أعلى وأعلَم.
فلكل سورة من سور القرآن الكريم أسرار وفضائل، وهدى ورحمة للمؤمنين، فتلاوة كتاب الله، عز وجل، تحث المؤمن على حفظه والارتباط الوثيق به.
واللهُ تعالى أعلى وأعلَم.
