سيناء والصراع الإستراتيجي والاجتماعي

علي الشيخ23 أكتوبر 2020
السيد الرازقي

 

بقلم : السيد الزرقاني

 

كانت وستظل شبة جزيرة سيناء أحد المحاور الرئيسية للصراع على مر التاريخ في إقليم الشرق الأوسط.

نظرًا لموقعها الإستراتيجي الهام بين ملتقى القارات الأولى لتواكد التجمعات البشرية منذ فجر التاريخ.

حيث تعتبر البوابة الشرقية للقارة الأفريقية ومنها مرت كل الهجرات إلى مصر، ومؤخرًا ومنذ بداية القرن التاسع عشر ظهر الصراع عليها بين اليهود ومصر، بشكل فج.

وقامت من أجلها الحروب والمعاهدات الكبرى آخرها معاهدة السلام التي وقعها الرئيس السادات في مارس 1979.

حيث كان أكثر من 99% يختص بالوضع الأمني الإسرائيلي في سيناء، وما يتبعها من جزر ومياه إقليمية.

وبعد قيام ثورة 30 يونيو تغيرت الموازين تمامًا لصالح الأمن القومي المصري بعد إدخال الجيش الثاني والثالث الميداني إلى حدود فلسطين.

والتي تم احتلالها بكامل الأسلحة والمعدات الهجومية والدفاعية .

والذي جاء لمحاربة الإرهاب الأسود الذي زرع وتغلغل فيها بمعرفة جهات دولية ليكون وسيلة ضغط علي الدولة المصرية بل وإسقاطها إذا تطلب الأمر.

وذلك لفصل سيناء عن السيادة المصرية، وتحقيق ما تسمى بصفقة القرن في سيناء على حساب السيادة المصرية.

ومؤخرًا أقلقني فيديو منتشر على وسائل التواصل الإجتماعي لعدد ليس بقليل لسيارة الدفع الرباعي التي يستغلها الإرهابيون ضد عناصر الجيش والشرطة.

والتي تحمل أسلحة ثقيلة وعليها صور للرئيس عبد الفتاح السيسي وقيل إنها هدية الرئيس لقبائل سيناء.

أي أن الدولة تقوم بتسليح قبائل سيناء للتعامل مع الإرهابيين !!

وكان الجيش المصري أصبح عاجزًا عن أداة مهمته وهذا أمر جلل في علم الحروب الكبرى.

وأن على المصريين البحث عن السلاح لحماية أنفسهم ثم ينقلب الأمر إلى حرب أهلية وإسقاط الدولة المصرية !!

 

تلك هي رسائل الفيديو المنتشر على صفحات التواصل ومع كل أسف يقوم البعض بنشره بشكل عشوائي دون التأكد من مصدره .

وهذا يشكل خطرًا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا على الدولة المصرية:

أولا: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم الدولة والنظام المصري بذلك، لأنه يمتلك جيشا قويا له تصنيف متقدم عالميا.

ثانيا: أن السياسة العامة للرئيس هو تنمية سيناء على أرض الواقع بكثير من المشروعات الكبرى.

علاوةً على ذلك إقامةالعديد من المدن الجدية التي تستوعب عدد كبير من السكان .

أي زرع سيناء بالبشر خاصة الجزء الشرقي والأوسط منها، ربط سيناء بالوادي من خلال الكباري والأنفاق الكبرى للمرة الأولى في التاريخ.

حيث تم عمل أكبر شبكة طرق محزارية اقتصادية وعسكرية في آن واحد لربط كل محاور سيناء.

كما عمل قيادة عسكرية وغرفة عمليات عسكرية مستقلة شرق القناة خاصة بالجيش الثاني والثالث.

أيضًا أقام 12 مطار عسكري جديد للإمداد الجوي وحماية سماء سيناء من أي عدوان أو اختراق.

واعتقادي أن هذا الفيديو تم تصويره خارج مصر أو بمعرفة الجماعات الإرهابية.

خاصة جماعة أحرار الشام أو جماعة فجر في ليبيا التي تسيطر على أجزاء كبيرة من طرابلس.

والتي تمارس الضغط على حكومة السراج فهم أصحاب تلك الثقافة التامرية القذرة.

وأعتقد أن المخابرات العسكرية المصرية تعمل الآن على دراسة الفيديو.

وذلك بهدف تحديد موضع تصويره وإخراجه بتلك الصورة للحد من إثارة السلبية معنويا على أفراد القوات المسلحة.

وبصفتي أؤكد أن هذا الفيديو هو جزء لا يتجزء من الحرب التآمرية على القيادة المصرية والدولة المصرية.

وعلى الإعلام أن يلعب دورًا للرد عليه بشكل علمي وموضوعي لان عامل الوقت من الأهمية استغلاله.

الاخبار العاجلة