« تعرف على التفكك الأُسري و حلوله »

علي الشيخ17 أكتوبر 2020آخر تحديث :
التفكك الأسري
التفكك الأسري

بقلم: بدور عاشور

الأسرة هي الجماعة المعتبرة نواة المجتمع، والتي تنشأ برابطة زوجية بين رجل وامرأة ثم يتفرع عنها الأولاد، وتظل ذات صلة وثيقة بأصول الزوجين من أجداد وجدات، وبالقرابة القريبة من الأحفاد والأنساب .

ما مفهوم التفكك الأسري؟

يمكن أن نعرف التفكك الأُسري، بأنه بُعد أفراد الأسرة الواحدة عن بعضهم بعضاً، وعدم ارتباطهم بالأحاسيس والمشاعر والأفعال.

كما يؤثر التفكك الأسري على أفراد الأسرة جميعهم، خاصة الأبناء، وكذلك على المجتمع، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.

لقد أسفرت بعض الدراسات عن وجود العوامل الآتية في التفكك داخل الأسرة :

_عدم النضوج الانفعالي أو النفسي أو العاطفي لدى أي من الزوجين أو كليهما.
_عدم وجود إتجاه واقعي نحو الزواج، وبالعكس من ذلك وجود إتجاه مثالي نحو الزواج أو توقع وضع مثالي أو خيالي من الزواج.

_ضعف إدراك مسؤوليات الزواج وواجباته.

_عدم الانسجام جراء وجود اختلافات في مستوى الذكاء أو السن أو الدين أوالقيم والمثل والعادات والتقاليد.

– العجز الجسمي أو الجنسي.

6- عدم وجود أهداف مشتركة لدى الطرفين فيما يتعلق بالأطفال أو كيفية إنفاق الأموال أو قضاء وقت الفراغ.

7- وجود عوامل بيئية متناقضة كالتدخل أو التناقض القانوني أو ضعف الصحة أو قلة الدخل المالي.

8- فشل الآباء في تدريب الأبناء إزاء الاتجاهات الجنسية وتكوين اتجاهات خاطئة.

9- تأسيس حياة أسرية مبكرًا وبصورة غير مرغوب فيها ووجود التوتر والنزاع أو النبذ أو وجود صعوبة في إعطاء الحب واستقباله.

ما هي أنواع التفكك الأسري؟

_حيث يمكن تقسيم التفكك الأسري إلى نوعين، وهما:
التفكك الأُسري المباشر: وهو الذي يتعلق بالأُسر التي تعرضت إلى تفكك محسوس، إما بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين.

التفكك الأسري غير المباشر: ويطلق على الأسر التي تعيش تحت سقف واحد، ويعانون من غياب جسور التواصل بينهم، ويسمى ذلك النوع أيضاً بالتفكك المعنوي.

آثار التفكك الأسري على المجتمع

ما هي آثار التفكك الأسري على المجتمع؟
يؤثر التفكك الأسري في العديد من القيم الحسنة الموجودة في المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون والمسامحة ومساعدة الآخرين.

حيث إنه يولد إحباطاً شديداً في نفس الفرد، مما يجعله يوجه اللوم للمجتمع؛ لعدم مساعدته على وقف الظروف التي أدت لتفكك أسرته، فنجد الفرد يتمرد على القيم الموجودة في المجتمع من حب ومودة واحترام وتعاون ومساعدة للآخرين.

ما هي آثار التفكك الأسري على الأبناء؟

غالباً ما يقع الأبناء ضحية التفكك الأسري وسوء العلاقات بين الزوج والزوجة، وهنا سنعرض الآثار السلبية للتفكك الأسري على الأبناء:

كمايتسبب التفكك الأسري بضعف شعور الأبناء بالأمان والاستقرار داخل الأسرة.

قد يلجأ أحد الأبناء إلى تحقيق الأهداف المرجوة بطرق غير مشروعة بسبب التفكك الأسري، حيث تتغير المبادىء والمفاهيم لديه، ليصبح المحرم مشروعاً.

و يتسبب التفكك الأسري في عيش الأبناء في حالة مستمرة من الاضطراب والقلق، حيث أن غياب الأب أو الأم بشكل مستمر يفقد الأبناء الأمان، ويسبب انعدام الأمان.

و يوجد هناك علاقة وثيقة بين تشرد الأطفال والتفكك الأسري، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن أغلب الأطفال الذين كان مصيرهم الشارع، كانوا في الأساس يعانون من التفكك الأُسري ، كما قد يتسبب التفكك الأسري في حالة من العدائية عند الأبناء.

من الجدير بالذكر أن حلول التفكك الأسري هي :

التفكك الأسري مرض من أمراض المجتمع، ولا بد من دواء شافٍ، وهنا نعرض لكم بعض الأساليب التي قد تكون مجدية في سبيل حل مشكلة التفكك الأسري:

_ على الأم والأب السعي الدائم لتقوية العلاقة بينهما، وحل مشكلاتهما بأسلوب راقٍ، بعيداً عن العنف والصراخ.

_وجود الوالدين العاطفي والنفسي والروحي والجسدي بين الأبناء، وتخصيص وقت خاص؛ لمعرفة مشاكل الأبناء واهتماماتهم وحاجاتهم.

و على الصعيد الأخر يجب على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم في كافة المجالات.

_مراقبة الأبناء ومحاسبتهم عند الخطأ، وتقديم النصح اللازم لهم.

_تقوية الوعي الديني والأخلاقي في نفوس الأبناء، وتربيتهم تربية صحيحة صالحة.

_الإهتمام بالجانب العاطفي والنفسي للأبناء.

كما يقع على عاتق الدولة دور كبير في التوعية لأهمية الترابط الأسري والتربية الصحيحة من خلال الدورات المجانية والإعلانات والبرامج التلفزيونية.

كما يقع على الإعلام دور مهم أيضاً في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية والإجتماعية.

الاخبار العاجلة