« تأثير وفوائد الحروب »

علي الشيخ22 سبتمبر 2020آخر تحديث :
« تأثير وفوائد الحروب »

بقلم : عصام سليم

تعد حادثة 1983 التي جاءتْ في قمة التوتر بين البلدين النوويتين حيث ورد إنذار للرادارات السوفيتية بإطلاق الولايات المتحدة لعدة صواريخ باليستية بإتجاه موسكو، كان على الكولونيل السوفيتي سلاف بيتروف الرد بسرعة ، وإطلاق صواريخ نووية باتجاه واشنطن ، ولولا حنكة وهدوء الكولونيل ، لكانت الكارثة قد وقعت فقرر أنّ الإنذار كاذب ولم يرد على الصواريخ الوهمية ، وأنقذ العالم من الهلاك .

تلك الحادثة لم تجعل قادة العالم يتعظو إلى عام 1980كان هناك أكثر من 70 الف سلاح نووي في العالم وكان لدينا القدرة على تدمير أنفسنا في خلال أسابيع وهذا جزء من الوضع العام الذي جعلنا نسأل عن فوائد الحروب .

فالحرب شيء مدمر بمعنى الكلمةحيث أنه في القرن الماضي قتل أكثر من ١٥٠ مليون شخص بسب الحروب
ولكن الإجابة هنا قد تكون غريبة وهي أن الحروب السبب الرئيسى للسلام والرخاء الحالي ولآلاف السنين كنا مثل الغابة الحرب كانت مطروحة دائما ويجب على كل شخص أن يكون على أهبة الإستعداد لأن يحارب خوفا من هجوم أي دولة على أخرى واحتلالها وتعذيب أهلها ولكن ابتدأ من النصف الثاني من القرن العشرين بدأ الوضع في التغير حيث أن العنف لم يتسبب إلا ب15 % من نسبة حالة الوفاة.

في القرن العشرين العنف سبب 5% من حالات الوفاة .
في اوئل القرن العشرين العنف سبب أقل من 1%لحالات الوفاة حسب إحصائيات الأمم المتحدة سنة 2012 في أكثر من 56 مليون شخص توفوا .

620 الف شخص ماتو بسب العنف ، وأكثر من
800 الف ماتو منتحرين ، مليون ونصف ماتو بسبب السكر
السؤال المطروح الآن كيف حصل ذلك ؟

نحن الآن نمتلك أخطر وأقوى أسلحة في تاريخ البشرية
ولابد أن يكون الوضع مريب مع تواجد هذا الكم من الأسلحة نحن اليوم نستطيع أن نقضي على أنفسنا تماما وهنا تكمن الإجابة وهي أن الحرب هي سبب انتهاء الحروب وأصبح لدينا حروب أقل على مدار القرون الماضية المجتمعات كانت في حروب مستمرة وكان المجتمع المنتصر يحتل المجتمع المهزوم ليصبح مجتمع واحد ثم يحتل بلد أخرى ويضمها إليها وكذلك الأمر
ليصبح أكبر وهذا إحصائيأ يقلل من نسبة الحروب بسبب قلة المجتمعات .

فمن الطبيعي تصبح نسبة الحروب أقل فمثلاً لو لدينا 80 الف مجتمع غير أن يكون لدينا 200 دولة مثل الآن أو أقل ثم يأتي هنا دور القائد ليحكم مجتمعه الكبير فيحتاج إلى حكومة لتحكم شعبه ويحتاج أيضا إلى أن يكون محتكر العنف حتى لا يحدث بلبلة بين شعبه ، في القرون الماضية لم يكن هناك أحد محتكر للعنف فكان الأشخاص يقتلون بعضهم البعض لأبسط الأشياء كالحصول على الطعام وغيره ولكن النظام الآن يختلف فأصبح الآن لا يوجد جهة معينة محتكرة للعنف ومع الوقت أصبحت المجتمعات الأكبر أمنا ومنظمة عن ذي قبل وأصبح كل شخص متخصص بعمل شيء معين يقوم به بدوره ومع الوقت أصبح الإقتصاد متطور أكثر واصبح استقرار الحياة أفضل عكس القرون الماضية فكان الاقتصاد مبني على المادة مثل احتلال روندا لمنجام ال (coltan) بالكونغو 1989.

ولكن بالنسبة للاقتصاديات المتطورة المبنية على المعرفة هذا بلا قيمة ، على عكس الآن مثل تعاون الصين مع (silicon valley) مما يحقق لها أرباح بالمليارات سنويا .

في النهاية الحرب شيء مؤسف لكل من عاشها ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لما نحن فيه الآن من تطور ورخاء وازدهار وغير ذلك الحرب كانت وسيلة متميزة لفتح البلاد وإتصال بعضها البعض وانا اعلم بأن جميع الحروب لم تكن مفيدة ولكن كان هناك عدد كافي منها يبني لنا ذلك العلم والعمل الموجود اليوم .

الاخبار العاجلة