عبادة تغير حياتك 180 درجة إذا حرصت عليها ..

علي الشيخ3 نوفمبر 2020
عبادة

بقلم : أنهار أبوالعلا

قيام الليل هو أفضل العبادات بعد الصلوات الخمس التي فرضت على الأمة الإسلامية ، وله فضل عظيم .

ويجلب للإنسان الفرحة والبركة في دنياه كما يجعله في الجنة في الأخرة .

وقيام الليل شرعا : هو قضاء معظم الليل أو بعضه في عبادة الله وأطلق على الصلاة لأن الصلاة هي أقوم العبادات ، وسمي بالقيام : لغفلة معظم الناس عنه ويتطلب القيام له لأنه عبادة والعبادة تحتاج القيام والاستيقاظ حيث قال تعالى ” قم فأنذر ” .

 

_فوائد قيام الليل وفضله :

1ـ أن قيام الليل يدخل الإنسان الجنة حيث قال تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة :16-17}.
وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي.

2ـ سبيلٌ للخلوة بالله عزو وجل وأيضا شكر نعمه ، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة، كما قال تعالى: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
وقالت عائشة ـ رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً. متفق عليه.

3ـ سبيل لقربة العبد من ربه ، وتكفير ذنوب العبد ، فعن عمرو بن عنبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد. رواه الترمذي في جامعه وحسنه الألباني.

4ـ أنه وقت إستجابة الدعاء ، لأن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.

5ـ سبيل لكسب صاحبه الأجر العظيم ، فقليله يُزيلُ عنه اسم الغفلة، ومتوسطه يكسوه اسمَ القنوت، وكثيره يجلبُ له قناطير الأجر، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. رواه أبو داود.

_وقت قيام الليل :

قيام الليل يبدأ من نهاية صلاة العشاء، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر هذا قيام الليل، وإذا كان في آخر الليل في النصف الأخير أو في الثلث الأخير يكون أفضل، لما جاء في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: أفضل الصيام صيام داود؛ كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأفضل الصلاة صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه يعني يصلي السدس الرابع والسدس الخامس، ينام نصف الليل ويقوم ثلثه السدس الرابع والسدس الخامس.
وإذا قام في الثلث الأخير كان ذلك فيه فضل عظيم، لقوله ﷺ في الحديث الصحيح: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.. حتى ينفجر الفجر وهذا نزول يليق بالله، لا يشابه خلقه في نزولهم، بل هو نزول يليق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو ، كالاستواء على العرش وهو الارتفاع فوق العرش استواء يليق بجلال الله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، ولهذا يقول أهل العلم: استوى بلا كيف.

_الفرق بين قيام الليل والتهجد :

_ قيام الليل : ” هو قضاء الليل ، أو جزءا منه ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .

وجاء في مراقي الفلاح : معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة , وقيل : ساعة منه , يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ” انتهى . باختصار من “الموسوعة الفقهية الكويتية” (34/ 117) .

وأما التهجد : فهو صلاة الليل خاصة ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .

قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه : ” يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال الحافظ ابن حجر في “التلخيص

حيث يتلخص ذلك في أن قيام الليل هو الصلاة بعد العشاء وقبل الفجر دون أن يتخلله نوم و التهجد نفس الشي ولكن تكون بعد الاستيقاظ من النوم قبل صلاة الفجر فقيام الليل أعم من صلاة التهجد .

_كيفية صلاة قيام الليل / التهجد

فصلاة التهجد وقيام الليل تكون مثنى مثنى أي ركعتين ثم يسلم المصلي ثم يبدأ ركعتين ثانيا ويسلم وهكذا ، ويحسن أن تختم بواحدة توترها، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.

ولا بأس بأن يكتفي بإحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد على ذلك في رمضان ولا غيره، والأدعية والأذكار التي تقال في صلاة التهجد منها دعاء الاستفتاح وله صيغ عديدة يمكنك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 32439.

ومنها ما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله .

_عدد ركعات صلاة قيام الليل

_أقلها ركعتان وأكثرها أحدى عشر ركعة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخيرا فاحرص على استغلال جزء من الليل في عبادة الخالق وصلاة قيام الليل لكي تحظى بثواب وأجر عظيم ، وسعادة ليس لها مثيل ، وستزهر حياتك بكل ما هو أفضل إذا حافظت عليها .

الاخبار العاجلة