نصر أكتوبر الجزء الأول ( لا تموت عين وعليها دين حتى تستوفيه)

علي الشيخ2 أكتوبر 2020آخر تحديث :
نصر أكتوبر
نصر أكتوبر

 

بقلم : إسلام يوسف

نبدأ حديثنا فى هذا الجزء عن مرحلة ما بعد النكسة وارهاصات حولها والأمور التى حدثت بعدها لنتعلم العبر من دروس الماضى والتاريخ الذى يستفيض الأحداث على ذاكرة أبناء هذا الوطن الذين لم يروا مثل هذه الاحداث ولكن الذى صدر لهم هى ذكريات أيام تعد على الأصابع من مثل يوم النكسة ويوم العبور فقط وتصدير الأمر من جانب واحد فقط سواء صاحب قرار الإنسحاب أو صاحب الضربة الجوية الأولى وكأن الحرب ليس بها سوى تلك الأيام فقط ومن الكبت المعلومات عن الانتصار العظيم على اسرائيل وتدرس علوم الحرب فى معاهد الدراسات العسكرية وكليات الاستراتيجية فى الغرب أما نحن فلا يعلم الشعب حقيقة ما حدث الا أيام الإحتفال يستضاف عدة أبطال للحديث عن ذكريات بطولاتهم ، ولكن فى هذه المقالات نستفيض بما أفاء الله به عليهم  من معلومات من قلب الأحداث وبشهادة القادة .

بدأت العنوان لا تموت عين وعليها دين حتى تستوفيه ، ولا تغفل جفن عربي وبيته ليس ملكه ، تلك حكم التاريخ الجاهلي والاسلامي  الذى استشرفت به تلك الأمة العربية والإسلامية التى قال الأمراء عنها إياكم وأرضهم فإن اقتربتم منها جاؤوكم بعدد رمال جبالها وأطعموكم  كما يأكل السبع فريسته ، نبدأ حديثنا على النكسة وسميت بذلك لانتكاسة العرب فيها أنهم  أخذوا على حين غرة من أمرهم فى حرب استمرت ستة أيام وكانت اسرائيل محتلة للجولان السورية وأجزاء من الحدود اللبنانية والضفة الغربية وسيناء والحمد لله أن الله صرفهم عن احتلال القاهرة فليس هناك ما كان يمنعهم بعد أن دكت قواعد الطائرات والصواريخ وتم تصفية الجنود فى سيناء بالبدرة المحرقة المحرمة دوليا وفرك الدبابات الجنود والملقاة على الأرض ودفن بعض الجنود أحياء  فى الرمال وإعدام البعض رميا بالرصاص كل هذا بسبب خطأ عدم الإستعداد للحرب وتوزيع القوات العربية فى عمليات التحرير وبعض القضايا الإقليمية كالأزمة اليمانية عام 1962الى 1966 فى صراع داخلي مثل الذى يحدث الآن ، وبعد بدأ الحرب وأخذ هدنة سلام ووقف إطلاق النيران بدأت اسرائيل بحشد القوة العسكرية كاملة وارتداد بكل قوة والاجتياح الجوى بالطائرات للمدن العربية ، وسط تلك الوضع الذى لا يرسى له الجبين عرض الإتحاد السوفيتي توجه بضربة معاكسة للقوات الاسرائيلية داخل سيناء لأن عبد الناصر كان حليف الإتحاد السوفيتي والسلاح المصرى هو سلاح وتصنيع الإتحاد السوفيتى إلا أن الدولة التى كانت ستهبط الطائرات السوفيتية رفضت فتح المجال الجوى للطائرات السوفيتية وتلك الدولة تتشدق بالعلاقات الطيبة مع العرب ولكن الحقيقة هى تدمر العرب إنها تركيا .
فتم القضاء على القوات المصرية شرق القناة والقضاء على القوات السورية فى الجولان وبعض المدن اللبنانية على الحدود الاسرائيلية ولسرعة تلك الحرب سميت عند العدو بحرب الستة أيام .

فتم بناء خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة بمحاذاة قناة السويس وعزل سيناء عن مدن بالإضافة إلى مدن القناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد وتهجير سكانها الى الدلتا والقاهرة والجيزة ولم يبقى الا عرب بادية سيناء ، وتم عمل تحصينات أيضا فى الجولان بين مخابىء وحوائط رملية على الحدود السورية وأسلاك شائكة وأبراج مراقبة وغيرها من سوائل التحصينات والدشم العسكرية .
كذلك فى الضفة الغربية المصرية تم عمل خط رملي  واسمنتى بطول ٢٣متر ارتفاع عن سطح البحر وتحصينه بمواقع دفاع خنادق داخل الكتل الخراسانية فى الخط الممتد على طول القناة الذى تكلف بناءه مايقرب 140 مليون دولار ، وبناء كتلة نيرانية داخل القناة تسمى النابلم وهى مادة حارقة داخل المياه قال خبراء العسكرية الغربية أن محاولة اقتحام القناة وعبور خط بارليف سيكون على حساب حياة 500الف جندى قتيل لأنه أكبر مانع مائى نيرانى وأقوى خط عسكرى فى القرن العشرين وأن محاولة اقتحامه وتحرير الأرض أمر مستحيل وأن الجيش الإسرائيلى لا يقهر ولا يهزم وحاولوا إيهام أنفسهم انهم كآئنات ملائكية غير بشرية لا ينهزمون وبنوا لانفسهم مجد زائف بالجبروت والعنف والقتال ، ولم يكتفوا بذلك بل ضربوا مدارس التعليم كما حدث فى مدرسة بحر البقر لإضعاف الروح المعنوية لفكرة عودة المقاومة والتحرير .

إلا كما قلنا لا تموت عين وعلينا دين حتى تستوفيه فتم تجميع جميع القوة الممكنة لدى العرب لبدأ التحضير لأضخم حرب بعد الحرب العالمية الثانية للتحرير بدأت تلك الحرب عام 1968 سميت بحرب الاستنزاف لاستنزاف قوة العدو عسكريا واقتصاديا ، وبثت الجواسيس فى داخل العدو وبدأ بناء القدرات والقوات المسلحة من جديد وقدوم خبراء عسكريين روس للتدريب وخاصة سلاح الطيران وبدأ تشكيل القوات البرية من المشاة والصاعقة والعمليات الخاصة والاستطلاع خلف خطوط العدو ، بالاضافة للميكانيكية والمركبات والبحرية فاشترك الشعب المصرى فى عملية إعادة القوات المسلحة حتى يذكر تبرعات العرسان بجهازهم كخدمة منهم لاعادة بناء القدرات العسكرية حتى أهل الفن الفنانة أم كلثوم التى كانت تحيي الحفلات وتجمع ما تم تجميعه من إيرادات الحفلات وتقديمه للقوات المسلحة لنكتب روح الشعب مع قيادته العسكرية روح واحدة لا يفصلها الا الموت لكلاهما فالجيش هو أنا وانت واخي وابن عمى وابن عمتى وابن خالى وصحبى وعمى وأبى وكل شخص من الشعب هو برتبة قائد عسكرى .

بدأت العمليات العسكرية خلف خطوط العدو من العام التالى للنكسة من قبل قوات الصاعقة وكانت أول عملية عبور كانت لعشرين فردا تسللوا القناة وعمل كامين للقوات الاسرائيلية شرق القناة وكانت هناك وحدة استطلاع اسرائيلية لمراقبة والمرور كان الهدف هو تلك الوحدة فتم تغطية الجنود بالرمال حتى لا يكشفوا لعيون الرادارات الاسرائيلية والطائرات التى كانت تطير على بعد عدة أمتار لكشف أى وجود بشري على الأرض وتم ضرب مدرعة اسرائيلية وقتل قائدها ومرافقه وأسر أحد أفراد المدرعة وكانت عسكرى امدادات .

ثم جاءت معلومات للقيادة بتحرك بحري  إسرائيلى نحو ميناء بورسعيد من قبل مدمرة بحرية فتم اعطاء الأوامر بتدميرها فتم الهجوم عليها بأربعة زوارق بحرية بدائية فتم استشهاد جميع أطقم الزوارق فتم التحرك فقطعتين بحرية حربية حاملات صواريخ بحرية وكانت العملية الأولى للحرب البحرية تم اطلاق ثلاثة صواريخ تجاه المدمرة واغراقها بالكامل وهروب الاطقم المدمرة فى قوارب خشبية .

والمعركة التى سجلت بضربة حاسمة للقوات الإسرائيلية هى المدمرة إيلات عام 1969 بورود معلومات بقدوم أسلحة وذخائر ودبابات حربية حديثة إلى ميناء إيلات البحرى قرب الحدود الأردنية فتم توجيه أبطال الضفادع البحرية المصرية إلى المياه الإقليمية الأردنية بعملية انتحارية وقطع شباك المنطقة العزل البحرى وربط القنابل فى بطن المدمرة وتم تحويل الميناء البحرى الى كتلة من النيران وكانت أكبر ضربة للاحتلال فى تاريخ تلك الحرب ، ثم الضربة الثانية فى ميناء استنغال فور وصول معلومات بقدوم سفينة حربية إسرائيلية إلى ميناء استنغال معها بترول وأسلحة سيتم امدادها لإسرائيل تم ضرب السفينة الحربية .
وكثير من العمليات خلف خطوط العدو كبدته خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات والإقتصاد حتى استغاثت اسرائيل بوقف اطلاق النيران لأن استمرار إطلاق النار يعنى ضياع  القوات الإسرائيلية فتم فى عام 1970 بدأ وقف اطلاق النيران الشكلى لأن كل طرف ينتظر المعركة الحاسمة سواء العبور المصرى للضفة الشرقية أو ضد الهجوم المصري واستباق الأحداث من قبل اسرائيل .
وإلى اللقاء غدا مع الموجة الثانية من مرحلة ما قبل الحرب 1970- 1973.

الاخبار العاجلة