إنها أمي وليست العجوز.. !

علي الشيخ18 أكتوبر 2020آخر تحديث :
مصطفى شاهين
الاعلامي مصطفى شاهين

 

بقلم: مصطفى شاهين

في يوما ما سألني أحدهم عن صحة والدي، فأجابته الحمدلله أنه بخير وعافية، وشكرته وأختتم كلامه بسؤال أحزنني وازعجني كثيرًا حيا قال: “كيف حال العجوز؟” فسألته أي عجوز تقصد؟ والدتك فأخبرته يأن امي تعيش أجمل مراحل حياتها، وتستمع بوقتها الذي وهبها الله اياه، وتختار أطراف الحديث وعبارات الحب والشوق مع والدي كل صباح ومساء، ولا أناديها إلا أمي..

يضايقني مَن يستخدم مفردات (الشايب والعجوز)، سواء كان متصلاً أو مرسلاً، قولك والدي أو أبي أرقى وألطف وأقرب للبر من مفردة الشايب والعجوز التي قد تجرح بها غيرك ولكن حين تقول أمي أو والدتي فإنك تقترب من قلبها أكثر، وتبتعد عن عبارات القسوة والجفاف العاطفي والعقوق.

فقد أبلغنا الله عز وجل بقوله تعالى ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”، ليكن الأب والأم كيانًا عظيمًا لا يعلمه إلا المطيع لهم والمثقف التي على درايه من وجودهما على الأرض، لابد علينا إختيار الكلمات الطيبه التي تطيب خاطرهما.

 

وقد حثنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على بر الوالدين؛ فعن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله -عز وجل-؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.

 

البعض إذا قابل الناس فإنه ينتقي مفرداته وعباراته، ويحرص على استخدام الأجمل والأقرب للقلوب. وهذا أمر رائع، ولكن أكبر المشاكل أن يتحقق اللطف والسماحة مع الآخرين، ولا يجد الأب والأم إلا المفردات الباردة والجافة التي تدل على عدم الاهتمام وسوء الأدب!

 

اطلب من نفسي أولاً، ثم من كل من يقرأ هذا المقال، أن نتوقف عن استخدام مفردات “الشايب والعجوز”، وأن نلغيها من قاموس الكلمات التي نستخدمها.

 

السائق يقدم خدمة للوالدين، والعاملة المنزلية تقوم بكل واجبات التنظيف والترتيب، ولم يتبق لنا سوى الدور الأسهل والأكثر تأثيرًا، طيبة الخاطر التي تمنحهم القوة المعنويه الدافعه لأن تجلع من على الأرض كلهم سعداء، نحن أة عرفنا قدر محبتنا إلى الله ورسوله لذلك يجب علىنا أن نعلم مقدار الحب التي يتفق من شرايين كل مسلم ومسلمه أتجاه الوالدين، لابد ان ننتقي الحديث معهما بكل أدب واحترام، ثم الإنصات لقصصهما الجميلة، وتاريخهما الرائع الذي يحمل الحكمة والتجارب التي تستحق أن يُستفاد منها

الاخبار العاجلة