المعرفة والكتابة المستمرة تجعل الكاتب ناجحًا..في حوار مع الكاتبة ” مها مصطفى” 

المعرفة والكتابة المستمرة تجعل الكاتب ناجحًا..في حوار مع الكاتبة ” مها مصطفى” 
الكاتبة مها مصطفى

حوار : محمد جلال 

 

أولًا: دعونا نعرف من هي الكاتبة مها مصطفى؟

مها مصطفى، من مواليد الإسكندرية، درست بكلية سياحة وفنادق جامعة الإسكندرية.

صدرت أول رواية لي عام 2020 بعنوان ( إيفوچو ) مع دار فصلة للنشر والتوزيع.

أعمل الآن على رواية جديدة والتي ستصدر قريبًا مع دار الزيات للنشر والتوزيع بحلول عام 2021 وفي معرض القاهرة إن شاء الله.

هناك أيضًا تعاون قريب مع دار يافي كفائزة في مسابقة القصة القصيرة ( اعترافات ) التي تم إطلاقها في مهرجان يافي للكتاب في قصر ثقافة الإنفوشي مع الكاتب ضياء الدين خليفة برعاية شركة يافي في عام 2020، حيث سأشارك بقصة قصيرة وسيتم نشره في بداية السنة الجديدة ليتواجد بمعرض القاهرة الدولي.

 

عن ماذا يتحدث رواية “إيفوجو” وما الهدف منه، ومن هم وراء تسميتها لكي تخرج بكل هذه العظمة؟

تتحدث إيفوچو عن مجموعة من الأشخاص لا يعرف أحدهم الآخر ولكن يجمعهم القدر ليجتمعوا بمكان واحد وهدف واحد، حيث سنرى على مدار الرواية قصة كل شخص وهدفه الذي يسعى إليه.

 

الهدف من الرواية هو أن يرى الناس أن الهروب ليس حل للمشاكل التي تواجهنا، فالهروب ما هو إلا مُخدر مؤقت ومفعوله ضعيف لن يُفيد كثيرًا.

 

اسم الرواية كان من وحي خيالي واجتهادي بحثًا عن المعنى الرئيسي للرواية وهي الهروب، فإيفوچو تعني الهروب باللغة اللاتينية.

 

هل الهدف من روايتك أن يخرج للناس من جانب واحد أم من عدة جوانب وما هي إن أمكن ذلك؟

كما أوضحت سابقًا أن الهدف الذي كنت أسعى إليه في الرواية مع كل بطل هو مواجهة نفسه، وألا يهرب طوال الوقت من مشاكله، فيجب أن يصطدم بالحقيقة ويتقبلها ولا يهرب من مشاكله لأن الهروب لن يُزيد الأمر إلا تعقيدًا.

 

هل يستهدف كتابك فئة معينة من الناس، ولما بالتحديد تم إختيار تِلك الفئة؟

بنسبة كبيرة الكتاب يستهدف فئة الشباب وحتى سن الثلاثين.

 

بصفة انتمائك لفئة الكُتّاب ما المصاعب التي تواجه تلك الفئة في مُجتمعنا المصري؟

هناك دور نشر كثيرة تقوم باستغلال الكُتّاب من خلال جمع أموال كبيرة لتمويل الكتب خاصة المُبتدئين منهم.

 

إذا لم يكن الكاتب على دراية جيدة بأساسية التسويق لنفسه ولكتابه، فهو حقًا في مأزق كبير وعليه أن يعمل بجد أكبر لتخطي ذلك فالدار لن تقوم بالتسويق الكامل للكتاب ما لم يكن صاحب الكتاب نفسه غير مهتم.

 

يبدو أنكِ مُتعلقة في بعض اقتباساتكِ فمن هم أكثر الكُتاب اللذين تركوا في قلبك أثر و في روحكِ مكانًا للبعث وفي عقلك مكانًا لاختيار فن الكتابة؟

في الحقيقة على مر السنوات هناك كُتّاب شكلوا كثيرًا من تفكيري وتعلُّقي بالقراءة والكتابة؛

في فترة المراهقة كان لمكتبة الإسكندرية جزء كبير من وقتي، حيث أقرأ وأُطالع كل الروايات الخاصة بنجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، عبد الوهاب مطاوع، يوسف السباعي وغيرهم.

 

وبعد فترة الجامعة وما بين التوقف عن القراءة والعودة مرة أخرى، فقد وجدت الكثير من العبارات والمشاعر المألوفة والتي مست قلبي في روايات الكاتب محمد صادق.

 

قرأت كل كتبه وأستمتع جدًا بطريقة سرده، أيضًا أحب الكاتب أحمد مراد وطريقة تفكيره المختلفة دائمًا عن القطيع والكاتبة غادة كريم، فقد وجدت الكثير من الأُلفة في كُتاب العصر الحالي.

 

من وجهة نظركِ وخبرتكِ في الحياة فما هو أكثر ما يميز العمل ويجعله ناجح في سماء العلم؟

من وجهة نظري كلما كان العمل فيه شيء من الواقع، كلما تعلق به الناس أكثر من غيره، فأنا ككاتبة لست مُجبرة على كتابة ( العمل يدور حول أحداث واقعية ) حتى تزداد مبيعاته، فأنا أحب القراءة عن حيوات حقيقية مع لمحة من الخيال والأحداث الغير متوقعة.

 

كجعلكِ شخصية مؤثرة، كيف قررتِ أن تتخذ الكتابة موضنًا على الرغم من إمتلاككِ وظيفة في السياحة

في حقيقة الأمر أنا خريجة كلية سياحة وفنادق، ولكني لم أعمل بمجال السياحة قط فقد جرفني بحر الحياة نحو مرسى عالم التسويق الإلكتروني وكتابة المحتوى.

 

أعتقد أن من يعمل في مجال كتابة المحتوى، يمتلك مَلكة كتابة الخط الدرامي ولو بجزء بسيط، في البداية كانت الكتابة بالنسبة لي هي الشيء الذي أقوم من خلاله بإخراج كل ما يؤلمني على الورق، كل المشاعر التي دفنتها لسنوات ولم أجد ملاذ لها إلا في الأوراق والأقلام، كانت نِعم العلاج لأشياء كثيرة بداخلي، إلى أن أصبحت جزء من يومي وتفكيري وأحلامي.

 

ما هي العوامل المؤثرة لجعل الكاتب ناجح من وجهة نظرك؟

أولًا: المعرفة والمُطالعة الكثيرة.

ثانيًا: الكتابة المستمرة، فلا تُهدر أي فكرة قد تأتي إليك في لحظة جنون وقُم بتدوينها سريعًا قبل أن تندثر وتنمحي من ذاكرتك ليعثر عليها ويظفر بها كاتب غيرك.

ثالث: وأهم شيء هو التسويق: الكتب هي سلعة ساحرة ومميزة إذا لم تعرف كيف تُظهرها ككاتب فلن تكن على الساحة لوقت كبير وسيُخفت بريقك تدريجيًا.

 

و في النهاية ما هي نصيحتكِ تجاه المُبتدئين من الكُتاب، وكيف للقارئ المُبتدئ أن يهتم بقراءة المحتوى والفكر الذي يليق به؟

لقد كنت تمامًا في نفس مقعدك يا عزيزي وأحب أن أخبرك سرًا بأن لا تلتفت كثيرًا إلى المُحِبطِين والمُحبَطين، فإن أدرت لهم أذنًا فسَتُصغي الأخرى بدون تفكير.

ثانيًا اقرأ كثيرًا واكتب أكثر، فالعلم لن يتوقف ولن ينتهي.

ثالثًا اُترك أثر في قلب من يقرأ سطورك، فهي ما سيتبقى بعد موتك.

شكرًا كاتبتنا مها على هذا الحوار الشيق، الذي سعدت به كثيرًا، فكل التوفيق لشخصكِ الراقي.