في الانتظار تضيع حياتنا عبثًا

علي الشيخ8 يناير 2021
ياسمين حرب درويش

بقلم: ياسمين درويش

نضيع حياتنا في الانتظار… انتظار الغائب، انتظار النتيجة التي سبقها السهر والمشقة، انتظار موافقة من مدير عمل لقبولنا في وظيفة ما، انتظار صديق مخلص ليرافقك فيما تبقى من حياتك.

أيضا انتظار رسالة من صديق بعد موقف آلمك منه ليرد بها ويبرر فعلته كي تعود كما لو كانت أول لحظة ود بينكما، انتظار وصولنا لعمر معين حتى نبدأ في مرحلة عملية يحبذ أن تبدأ الآن، انتظار ليلة في الذاكرة لحدث معين فيها…

إذ نظل في الانتظار دون مراعاة ما يترتب عليه من الضياع، فتجد الوظيفة التي ننتظرها تأتي بعدما نجد غيرها وبعد فقد الشغف تجاه العمل بها، وتجد الغائب يعود بعدما نيأس من مجيئه وتضيع أيامنا.

وتجد رسالة الاعتذار تأتي بعدما تكون مكانة المعتذر قد حطمت بداخلنا فلم تعد تجدي نفعا، وتجد الصديق المخلص بعدما يحطمك الخذلان، وتجد كل شيء يحدث بعدما يحطمك اليأس ويسكن كافة خلاياك، فتجد الأشياء الأكثر جمالا هي تلك التي تأتي بدون انتظار.

و في النهاية تجد أن الانتظار بلا جدوى، بلا فائدة… لا يعود علينا بشيء سوى الألم ، فما فائدة أن يظل الإنسان منتظرا شيء ولا يحدث.

في الانتظار تتمزق أعضاء الأنفس وكأنك ترتدي ساعة وتكون منتظر قدوم شخص وعلى موعد وصوله عدد من الدقائق فتشعر وكأن الساعة قد رجعت عاما للوراء، فالعمر يا عزيزي أقصر من أن نضيعه في الانتظار، فلم ينتظرك العمر لترى الغائب أنت فقط تنتظر !

تنتظر أحدا ليأتي ولأن أحدا لا يأتي في موعده تضيع حياتك هباء، وكأنك منتظر المطر في وقت الصيف الذي تأبى الشمس فيه عن الرحيل، وكأنك أيضا منتظر الميت كي يعود !

الاخبار العاجلة