مشكلة تعدد الزوجات على الزوجين والمجتمع

علي الشيخ9 سبتمبر 2020
أماني أنور

بقلم : أمانى أنور

تعد مشكلة وقضية تعدد الزوجات واحدة من أخطر مشاكل المجتمع اذا انتشرت به فقد يدعو اليه بعض أطراف المجتمع ممن تمتعوا بنعمة المال والرفاهية في  الحياة فالزواج عندهم متعة فى المقام الاول وليس من أجل الاستقرار وتحمل المسؤولية الدليل انه يطلق ويتزوج فى حياته ما يقرب من عشرة إلى خمسة عشر إمرأة يتزوج الواحدة حتى تنغلق عليه الحلقة باجماع أربعة زوجات على الذمة ثم يطلق واحدة او اثنين ويتزوج غيرهن ، وعندما تسأله لماذا فعل ذلك يقول حلالى والله أباح الحلال ، ونسى حقوق وواجبات وكلفة فى الزواج الثانى والثالث والرابع ولأن الشرع الحميد ما ترك شىء فى حياة الفرد المسلم الا وذكره منها ذكر آيات عن النكاح التعدد يقول الحق سبحانه :” وانكحو ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وان خفتم الا تعدلو فواحدة او ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ”
ولأن القرآن به بكل حرف إعجاز لغوى ومعانى تشتمل عليها كلمات الذكر الحكيم استخدم للربط بين كلامات الاية الكريمة حرف الواو وهو من الحروف التى تتعدد معانيها فى اللغة العربية بين ( او – العطف – مع ) بالتأويل على معانى الحرف نبدأ بمعنى مع مثنى مع ثلاث مع رباع أى جمع ٢+٣+٤=٩
التأويل الثانى العطف وهو مشابه للصاحبية مع ٢و ٣و٤اى ٢+٣+٤=٩ هل عدد الزوجات المحللة للذكر المسلم تسعة الجواب الطبيعى لا بل أربع زوجات فقط .
ناتى للتأويل الثالث وهو معنى أو للتخيير بين الثلاثة أوامر أى انكحو زوجتان أو ثلاث زوجات أو أربع زوجات .
ولم يقتصر وصول المعنى للسامع وللقارىء للذكر الحكيم لأنه كامل المعنى بل قال الحق سبحانه ” وان خفتم الا تعدلوا فواحدة ” إن حرف توكيد ونصب وشك لما هو مستحيل حدوثه وهنا للشك لأن الحق سبحانه يعلم نفس البشر الذى خلقه فهو يعلم قدراته ولأن صفة من صفة الخلق العجز فان العدل سيكون ضعيفا هنا وذلك يؤكده قوله تعالى ” وان خفتم ” أى لو لم تستطيعوا العدل بين الزوجات فواحدة تكفى للنكاح بها .
وقال صلى الله عليه وسلم ” من لم يعدل بين زوجاته جاء يوم القيامة وشقه مائل ” أى شدقه مائل ، ولأن الشرع اختتم بواحدة اذا هى أساس الزواج لأن الزواج الثانى يتكلف على الزوج مشقة المال فى نفقة الزواج وهى شقة وعفش منزلى ومهر ما يقرب من نصف هذا الجانب المالى ، وأشار علماء الطب وخاصة متخصصين الذكورة أن الرجل الطبيعى القوي الذى لديه اسراف فى جماع زوجته مابين 8الى 10 جماعات فى الشهر بمعدل مرتين أو ثلاثة مرات فى الاسبوع هذا لزوجة واحدة مع أنه يقل فى العدد مع مرور الزمن لعوامل وضغط الحياة والعمل هذا حق زوجة واحدة ، فأراد الزوج أن ينكح زوجة ثانية التكلفة عليه اصبحت مليون والجماع الجسدى اصبح 16مرة فى الشهر وهذا عدل انك تاتى واحدة فلابد أن تأتى الاخرى والا فإنك ظالم فى حق من حقوق الزوجية اذا اتيت لواحدة بهدية فأتى الاخرى بمثلها من باب العدل ، تزوجت بالثالثة اصبحت نفقتك مليون ونص ماديا والجسدى 24مرة جماع ، الزوجة الرابعة تكلفة 2 مليون جنيه ماديا و 32مرة جماع مع عام أو عامين سيتغير كل شىء ، هذه الماديات والجسد وهو حق من حقوق الله عليك ستسأل عنهما ” عن مالك من اين اكتسبته وفيما انفقته ” وعن صحتك ما عملت بها فى زمن شبابك ” هل ستقول ضيعتها يارب فى الملذات والشهوات ولم تسمع قوله تعالى ” ولا تبذروا ” وقال : ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ” .
فاذا كان هناك أولاد من جميع زوجاتك فانك مطالب بحق ابوة على النفقة عليهم وعلى التربية والعدل بينهم ، انجبت اثناء ولم تجنب اثنان ثار بين اشبه بالحريق والغيرة التى كتبها الله للأنثى وميزها بها فهى كائن خلق من الرجل أى ترى رجلها هو السند والحامى فلا يشاركها أحد فيه ، هذا غير الغيرة بينهن فى التصرفات وتحكم واحدة بهن أو الخناقات فيما بينهن فأي الفريقين ستدخل .
الميراث بعد وفاتك كيف سيقسم اذا كنت على القدر الميسور ” يوم بيوم ” فستقوم حرب داحس والغبراء بين خمسة عائلات عائلتك وعائلات الزوجات على الميراث أيهم احق بميراث أكبر حتى تسطيع انت ان تهلى ملذاتك .
وقد ننقل هنا معاناة ومأساة أحد انواع تعدد الزوجات وهو الزواج الثانى للمتعة والنزهة فقط وتركها إما أن تكون معلقة او خادمة لزوجته الاولى وكلا الامرين اضل سبيل على الجميع وعلى الزوجة الاخرى فى بعض الحالات وقد يكون الهجر للزوجة الاولى اذا كانت الزوجة الثانية تفوق الاولى حيوية ونشاطا وجمالا ونسب .

أَرَدْت التَّطَرُّق لَوَاقِعٌ الْكَلِمَ وَعُمْقُهَا مُثْنِي وَثُلَاثَ وَرُبَاع ، وَهَذَا مَا يَعْرِفُهُ الْكَثِيرِ مِنْ الرِّجَالِ
دُون دِرَايَة ونضوج وَعُلِم بالتعاليم الْإِسْلَامِيَّة وَهُنَا اُشِير بِأَمْر لَسْت اعْمُم إنَّمَا أَخَصّ بِبَعْض الرِّجَال أَخَذُوا مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، هَذِه الكلمات دُون تَمَعَّن وَتَعَمَّق بِمَعْنَاه الْمَقْصُود منها وبدلالتها بَعْضُ مَنْ الرِّجَالِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ التَّعَدُّد لِمُجَرَّد التَّعَدُّد . ولارضاء نزواتهم وَإِمْلَاء رغباتهم وملذاته ، من دُونَ التَّفكير فيها
والْبَعْضِ مِنْ الرِّجَالِ لَا يَفْقَه قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَي وَلَا يُعْرَف شَيْءٌ عَنْ الْعَدْلِ وَتَفْسِير الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ
بَل الْكَثِيرُ مِنْهُمْ يُرَيْد فَقَط زَوْجَة أَخرِى لِإِرْضَاء شَهَوَاتِه وَرَغَباتِه الَّتِي لَا تَنْتَهِي ، مبررا ذَلِك الِاتِّجَاه بِأَنَّ زَوْجَتَهُ لَمْ تَعُدْ تُعْجِبُه وَلَا ترضيه وَلَا تلبي حَاجاتِه الدُّنْيَاوِيَّة .

هَذَا مِنْ وَجْهِة نَظَرِهِ فيتزوج بأخري وويلها كُلُّ الْوَيْلِ الزَّوْجَة الثَّانِيَةِ حَيْثُ أنَّهَا قَبْلَ الزَّوَاج كانَّت تَمَنِّي النَّفْس بِعَيْش مَرْيَح وَعَدالَة رَبُّ الْعِبَادِ ، لِأَنَّهُ قَبْلَ الزَّوَاج يَكُونَ الرَّجُلُ المِثَالِيّ الْمَمْزُوج لِسَانِه بِالْعَسَل فَقَدْ قَالَ لَهَا مَعْسُولٌ الْكَلَامِ وَإِنْ الْحَيَاةُ مَعَهُ سيسودها الدِّفْء وَالْأَمَان وسيغمرها بالْحَبّ وَالْحَنَّان والمسكينه مالذي تُرِيدُه غَيْر الْعَيْش الْأَمْن الَّذِي تَحْتَاجُه الزَّوْجَة وَأَنَّه بِالطَّبْع سَوْف يَعْدِل كُلّ الْعَدْل ويطبق كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى .

لَكِن سُرْعَانَ مَا يَزُولُ كُلُّ هَذَا وتتحطم الْأَحْلَام الْوَرْدِيَّة الَّتِي حَلَمْت بِهَا هَذِهِ الزَّوْجَةِ الْمِسْكِينَةِ الَّتِي ظَلَمْت مِنْ قِبَلِ رَجُلٍ أَنانِيٌّ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَهُمُّه سَوِيّ رَغَبَاتِه الشَّخْصِيَّة فَقَط وَلَا يُعْرَفُ عَنْ الْعَدْلِ أَيْ شَيْءٍ بَل يُطَبِّق مَا يَرَاهُ مِنْ وَجْهِهِ نَظَرِهِ فَقَطْ وَيَكُونُ كُلُّ انْتِمَائِه لِزَوْجَتِه الْأَوَّلِيّ وَبَيْتَه وَأَوْلَادِه فَقَط فيظلمها ظلم وَاضِحٌ لَكِنَّه دَائِمًا يُنْكِرُ هَذَا لِأَنَّهُ دَائِمًا لَا يُبَالِي سَوِى بِمَصْلَحَتِه فَقَط وَالزَّوْجَة الثَّانِيَةِ مِنْ تُدْفَعُ الثَّمَن ، بَل تُشْعِرُ أَنَّهَا مُجَرَّدٌ شَىْء أمتلكه كَمَا لَوْ كَانَتْ قِطْعَة أَسَاس جَمَادٌ لَا تَشْعُرُ وَلَا تُحِسّ وَالْمَطْلُوب مِنْهَا إلَّا تُحَرّكَ سَاكِنًا لَا مُطَالِبَ لَهَا لَا حُقُوق مَسْلُوبة مِنْهَا كُلّ شَيْءٍ حَتَّي لَيْسَ لَهَا الْحَق فِي التَّعْبِيرِ عَنْ ظُلْمِهِ لَهَا حِينِهَا تَكُون إثْمُه إنْ اعْتَرَضَت عَلِيّ ظُلْمَة لَهَا وتتوالى الخيبات وَالظُّنُون فِي هَذَا الزَّوْجُ الَّذِي وَعَدَ وَعُود وأخلي بِهَا تَمَاماً وتعيش الْمُعَذَّبَة هَكَذَا طَوِيلاً وَكُلّ ذَنَبِهَا أَنَّهَا توسمت فِيهِ الخَيْرَ وَالصِّدْق وحسبته سيعدل كَمَا قَالَ لَهَا قَبْلَ الزَّوَاج المشؤوم .

رِفْقًا أَيُّهَا الرِّجَال رِفْقًا بِالنِّسَاءِ الَّتِي وَصِى بِهَا اللَّه فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ وَفَرَضَ لَهَا الْحُقُوق وَوَصِى بِهَا الرَّسُولُ الْكَرِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ رِفْقًا بِالْقَوَارِير كَيْف لِلرَّجُل أَنْ يُقَرِّرَ الزَّوَاج دُونَ عِلْم زَوْجَتِه الْأَوَّلِيّ لِيَتِمّ الْعَدْل حَتَّي وَإِنْ لَمْ يَقُلْ لَهَا فَعَلَيْهِ الْعَدْلِ كَمَا قَالَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ وَلَيْسَ اجْتِهَادٌ مِنْهُ بِتَحْقِيق الْعَدْل حَيْثُ إنَّ مُعْظَمَ الرِّجَالِ لَا يَفْقَهُونَ شَيْءٌ عَنْهُ وَلَا يَعْرِفُونَ عَنْ الْعَدْلِ سَوِيّ الْمَعْنِيّ العمقي لِلُّغَة الْعَرَبِيَّة فَقَط مُجَرَّد كَلَام يُقَال وَلَيْس أَكْثَرَ وَهُوَ “مثني وَثَلَاثٌ ورباع” .

رِفْقًا بالأنثي رِفْقًا بِهَا هِيَ تَتَأَلَّم عِنْدَمَا تُظْلَم وتتوالى الخيبات وَاحِدَة تِلْوَ الأُخْرَى وَهِيَ تَصْبِر عَسَى أَنْ يَعْدِلَ مَعَهَا حَسْبَمَا وَعَدَّهَا و قَالَ لَهَا وَصَدَّقَتْه إلَى أَنْ يَسْقُطَ أَمَامَهَا الْقِنَاع الَّذِي كَانَ يَرْتَدِيه ذَلِكَ الزَّوْجُ الْكَاذِب المراوغ.

الاخبار العاجلة