نجاحك لا يعتمد على عملك فقط بل بقدرتك على التخطيط..حوار مع الكاتبة وسام طارق

علي الشيخ26 مارس 2021آخر تحديث :
نجاحك لا يعتمد على عملك فقط بل بقدرتك على التخطيط..حوار مع الكاتبة وسام طارق

الكاتبه وسام طارق

حوار:محمد جلال

 

الكاتب الناجح هو ما أرتبطت حروفهُ بالواقع الذي نعيش به، الكاتبة وسام طارق خاطفة الأنظار كما قال عنها كُتاب السوشيال ميديا.

 

وسام طارق خاطفة الأنظار كما قال عنها كُتاب السوشيال ميديا، مصدر أمل وقدوة لكُل مُتابعيها، فلكل قلب مُجتهد روحًا تسعي لترتقي به.

الكاتبه وسام

-في البدايه عرفينا بنفسك؟

 

وسام صالح علي، عرفت على السوشيال ميديا باسم “وسام طارق” مواليد محافظة الجيزة عام 1996 حاصلة على بكالوريوس it في 2020 صدرت رواية “وسن” عن دار الهدف للنشر والتوزيع وفي 2021 صدرت رواية “خَبْلُ” عن داري الرسم بالكلمات والعليا للنشر والتوزيع.

 

 

-الكاتب الناجح هو ما أرتبطت حروفه بالواقع الذي نعيش به، ولابد أن تكُن بدايتهُ كانت مليئة بالصعوبات التي تواجهه، والبارع من يخرُج منها بنجاح وتقدير، حدثينا عن بداياتُكِ مع الكتابة؟

 

بدأت ألتفت للكتابة في عام 2017 وكنت أكتفي بأني أكتب بعض الاقتباسات والقصص القصيرة على السوشيال ميديا حيث نالت إستحسان عدد كبير من جمهوري وبعد عِدة سنوات استلمت عقود من دور النشر وفي يوم قررت بعد تفكير طويل الأجل إني هكتب رواية ورقية عشان يبقى بيني وبين القارئ لقاء دائم.

 

كتاب وسام

-ككاتبة صاعدة، مُبدعة وبارعة، هناك أشخاصًا خلف الستار رُبما كانوا سبب في نجاح موهبتكِ، وتشجيعكِ علي مواصلة هذه الموهبة العظيمة فمن هم رفقائكِ في هذا النجاح؟

 

الحمدلله أهلي بيدعموني بشكل كبير ومتابعيني إليّ أكن لهم الود والمحبة ولكن كان أكبر داعم لشخصي هو حب المنافسة التي تجعلني استطيع التغلب على الوسام الذي يخصه كل عام في العام الذي يليه.

 

 

-رواية “وسن” أولى رواياتُكِ الشهيرة، والأكثر مبيعًا وتداولًا في الأونة الأخيرة، فما الفكرة العامة التي تدور حولها الرواية، وما السر وراء تسميتها بهذا الاسم؟

 

يروي تلك الرواية مُحاضر بارع يعرض الأفكار في محاضرة بسلاسة ورصانة، وأروع ما في الرواية بساطتها ومُطابقتها للواقع تمامًا حيث ستجد ذاتك بالطبع إن لم تحدث معكَ القصة بعينها، لكن من المؤكد أنَّ حدث معك الأفكار التي تتمحور حولها القصة؛ بدايةً من فكرة الخيانة التي قاسينا آلامها جميعًا، مرورًا بفكرة التناقض بين الكره والحُب وكونه سلاحًا ذا حدين، ثم فكرة تعويض الله للإنسان المخذول، وأخيرًا فكرة الإنتقام حينما ننتقم قبل أن ننتظر عدالة الله وعواقب ذلك التعجل.

 

وتابعت الكاتبة قائله أن السر وراء تمسيتها بذلك كونه اسم تغير تقليدي ويحمل حروف أول اسماء من شخصيات قريبة لقلبي.

 

 

-للكاتبة وسام طارق أسلوبًا رائعًا في السرد، ولكل كاتب عظيم كُتاب آخرون تركوا في قلبه أثرًا وفي عقله فكرة، فمن من الكُتاب العظماء تحبين قراءة مؤلفاتهِ على المستوى الشخصي، وهل تحبين الأدب الإنجليزي؟

 

كُتاب كثيرون تركوا بقلبي أثرًا صعب ازالته ببساطة ولابد أن نأخذهم في الاعتبار مثل يحتزي به وعلى رأسهم أحمد خالد توفيق، نور عبد المجيد ودعاء عبد الرحمن أما الادب الانجليزي غني بالروائع الادبية المختلفة فمين فينا يقدر ميحبش كتاب روميو وجوليت للكاتب البريطاني وليام شكسبير والتي ظهرت مترجمة لعدة لغات ومُثلت كثيرًا في أفلام ومسرحيات.

 

 

-هل تركتِ باب النشر الإلكتروني أم مازلتِ تفضلين النشر التقليدي، وما الفارق بينهما في نظرُكِ؟

 

أفضل النشر التقليدي لأنه من الجيد رؤية عملك في الطباعة وأن يتم التعرف على تجربتك ووجهات نظرك حيث يخلق مكانة لك في عالم البحث عبر الإنترنت أما النشر الالكتروني وسيلة حديثة أصبحت مؤخرًا الأكثر انتشارًا والأكثر استخدامًا، وأقل تعقيدًا من دور النشر التي تكلف المؤلف مبالغ باهظة الثمن الفارق بينهم من وجهة نظري هو توثيق الحقوق الفكرية وتطبيق القوانين فيها فمن خلال النشر التقليدي يحصل المؤلف والناشر على ضمان الحقوق الكاملة لهم.

 

 

مما لا شك فيه أن للكاتب العربي موضع تقدير واحترام في العالم ككل، والوطن العربي خاصة، هل تعتقدين أن الكاتب العربي لديه القدرة المستمرة على الإبداع والتميز؟

 

بالطبع فالكاتب العربي عبقري وممبدع بالفطرة حيث يشعرك بصِدقه ويجعلك متعاطفًا مع قضيتهُ المطروحة ويكسب ودك ويسدي عليك النصائح، فيجعل القارئ متعلق به ومحبًا لأسلوبه ومقلدًا لنهجه في الكتابة.

 

 

-جائتنا أنباء حديثة عن نشر روايتُكِ الثانية “خبل” حدثينا عنها ولما كان أختيارُكِ مُدقق بعض الشيء لهذا الاسم بالتحديد؟

 

بين طيّات حُروفِها تجسيدًا لأمرك الحَالِك، هُنا تمرر عيونك علىٰ الذي عجِز لسانك عن تعبيره، وثقُل قلبك في حملِه، وضجّ عقلك به، تنغمس في كلماتها أجلّ الأوصاف للإنسان، تأخذك بين الحِين والحِين لرحلات كثيرة، وأحداث كُثر، بعيدة عن الأحلام، والأوهام تُجسّد الكثير من أحداث الواقع، ذلك حدث في أقصىٰ المدينة، وتلك الوقْعة في منزل أحدهُم، صراع بين اثنين لأجل الزاد، وحب مزيّف لأجل الجاه، وحزن مكلوم في أحد أركان الغُرف متوسلاً بعودة محبوبه، على نظير ذلك الحبيب ينازع الأخرى لينال منها، تأخذك من بداية موج الظلام لنهاية نور الوجدان، تدرك بمعانيها حقيقتك أنت بلمستك المختلفة، هي لا تقّدم حُلولًا إعجازية، ولا ربط خيوط أجلّ المشاكل، هي فقط تعلّم فيك أن آلام أحداث غيرك قد تصنع منك إنسانًا.

اقتباس منها “فبينما أُحَلِّقُ في سماء الحُب بحثًا عن السعادة، أسقطُ على الأرض فجأة، وكأن حُبُك يتعمَّد قَتلي أسرع من الرصاص”

بينما كان إختياري للاسم مناسبًا لمحتوى العمل حيث أن معناه “الحب الذي يصيبه الفساد والفتنة”.

 

 

-من وجهة نظرك ككاتبة ما الذي يجعل العمل ناجحًا طيب القبول، سريع الدخول في العقل قبل أن يتعلق به القلب؟

 

نجاحُك لا يعتمد على عملك فقط بل بقدرتك على التخطيط واتخاذ القرارات وتنفيذها أما الجزء الأكبر منه يعتمد على مهاراتك الشخصية وأفكارك وأخلاقك ومرونتك في التعامل ومدى تميزك في إقامة اتصال ناجح ومؤثر مع القارئ.

 

 

-الكُتاب الشباب والمبتدئين ربما تواجههم صعاب تجعل بعضهم يختل توازنه ويترك هذا المجال بسبب كثرة النقد عليهم فما هي نظرتُكِ في هذه القضية؟

 

يجب على الكاتب تقبل الأمر طالما النقد في حدود تقييم العمل والإهتمام بجميع الآراء الإيجابية والسلبية والاستفادة منها لتطوير نفسه.

 

 

-هل ما هو رائج ومعروف الآن من قصة، شعر ورواية يعبر عن الإنسان وأزماتة و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته؟

 

ليس ضروريًا أن تعبر عن الإنسان بشكل خاص ولكن يمكنها أن تصبح وقت الراحة الذي يمتعه وينسيه ضغوط الحياة ولو لفترة وجيزة.

 

 

-ما هو تعريفُكِ للمثقف؟ وكيف يمكن بناء جسر بين النخبة المثقفة و البسطاء من الناس؟

 

هو شخص يعمل على إفادة البشر بمعارفه وقادرًا على الاندماج والتواصل مع الآخرين مهما إختلفت طباعهم وأفكارهم فكما أضاف الدكتور علي الوردي: “المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون”

أما الوسيلة المثلى لبناء جسر بين المثقف والبسطاء بأن يصلح للتعبير عنهم، وسرد معاناتهم.

 

 

الروح الطموحة والقلب المُعطي تجاربهُ للآخرين للإستفادة منها، فما هي رسالتُك للشباب المُبتدئ والمحب لمجال الكتابه في عصرِنا الحالي؟

 

انصحهم بالاطلاع وإحكام الوقت بين القراءة والإهتمام بالكتابة، والتدريب المستمر وتدوين أفكارهم على الورق ومن ثم السعى لترتيبها وإعادة صياغتها.

 

 

-ما هي المؤثرات الثقافية الفكرية التي ساهمت بشكل كبير في تشكيل وجدانك الإبداعي؟

 

القراءة والإستماع والملاحظة الدقيقة وبمتابعة النقاشات المثيرة للجدل الدائرة على وسائل التواصل الإجتماعي فذلك يمنحني أفكارًا جديدة للكتابة عنها.

 

 

-هل تؤمنين برسالة يمكن أن تصل بحد أدني لذهن القارئ ويتم اتصالها بالقلم والكلمة؟

 

أؤمن بأن الكتابة قد تغير حياة الشخص للأفضل وتمنحك الفرصة للتركيز على الآخرين وآلامهم وليس على نفسك فقط.

 

 

-ما هي كلمتُكِ الأخيرة، التي تريدين أن تصل للعالم وكل قارئ عزيزتي الكاتبة؟

 

كُن نفسك دائمًا وإن لم تعجبك أجري عليها بعض التعديلات ولكن لا تكُن نسخة لشخصً آخر.

 

 

بكل الود والحب والثناء، أقدم شكري وأعتزازي للكاتبة الروائية المُبدعة وسام طارق علي إجراء هذا الحوار الجميل الذي سعدتُ بن كثيرًا، متمنين لها دوام التقدم والنجاح.

الاخبار العاجلة