محمد المليجي “شرير السينما الفيلسوف”

علي الشيخ26 سبتمبر 2020آخر تحديث :
محمد المليجي “شرير السينما الفيلسوف”

 

كتب: بدور عاشور 

ترك محمود المليجي الدراسة من أجل الفن، ومع تألقه على المسرح فشل في أول عمل سينمائي، ليترك التمثيل ويعمل ملقنا بالمسرح، إلا أنه عاد مرة أخرى للتمثيل ليتألق في السينما ويكون واحداً من أشهر أشرار الشاشة الكبيرة في الوطن العربي .. إن محمود المليجي ، «شرير السينما الفيلسوف».

محمود حسين المليجي من مواليد 22 ديسمبر عام 1910، كانت نشئته في وسط القاهرة بحي المغربلين ثم الحلمية، وفِي المدرسة الخديوية الثانوية بدأت ملامح موهبته التمثيلية بمسرح المدرسة، التي كانت تستعين بكبار الفنانين لتعليم التلاميذ فن التمثيل ، مثل جورج أبيض وأحمد علام وعزيز عيد الذي كان يقول له أنت لاتصلح للتمثيل ومع ذلك يدعمه فنيًّا حتي لا يصاب بالغرور منذ الصغر، ليكون ذلك أول درس كبير يتعلمه المليجي بالفعل ويحافظ عليه طوال تاريخه.

و علي الصعيد الأخر كانت أول أعماله السينمائية بطولة مطلقة أمام فاطمة رشدي وكان عمره 22 عامًا سنة 1932، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل على بطولة مطلقة طوال حياته، ولكنه صنع نجوم وقدم معظم أبطال مرحلة الخمسينات والستينات عندما خاض تجربه الإنتاج ففي أفلام “الأم القاتلة، والمقامر، والملاك الأبيض، وسوق الـسلاح”.
كان الظهور الأول سينمائيًا لكل من فريد شوقي، حسن يوسف، تحية كاريوكا، محسن سرحان، والعديد من أصحاب الإدوار الثانية.

ومع العديد من الإدوار التي قدمها في حوالي 550 فيلمًا استطاع أن يجسد معظم الإدوار ولم يستمر طوال حياته داخل عباءة شرير السينما ، ومع اكتساب المليجي مزيدًا من الشهرة والحرفية، كان فيلم “الأرض” عام 1970 وشخصية محمد أبو سويلم الفلاح المكافح الذي لا يترك أرضه وعرضه، ومع تجسيده المتقن للشخصية، أضاف إليها المصداقية الكبري، عندما لم يقبل أن يأتي المخرج يوسف شاهين ببديل له ليؤدي مشهد النهاية وهو مربوط برجليه في الحصان مع تشبثه بجذور زرع أرضه، ليكون ذلك المشهد تميمة شخصيته الفنية، وليشارك في جميع أفلام يوسف شاهين التالية حتي مماته، وعن ذاك قال شاهين “كان محمود المليجي أبرع من يـؤدي دوره بتلقائية لـم أجـدها لدى أي ممثل آخر، كمـا أنني شـخصـياً أخـاف من نظـرات عينيه أمام الكاميرا”.

حيث عندما احترف التمثيل بعدما عرضت عليه النجمة فاطمة رشدي الإنضمام لفرقتها المسرحية بمقابل 4 جنيهات في الشهر، قرر ترك المدرسة وذلك لأن العمل اليومي لا يسمح له بأي وقت للدراسة، وكانت أولى مسرحياته مع الفرقة مسرحية “667 زيتون” ثم “مجنون ليلى”، قبل أن يخوض أول بطولة سينمائية أمام فاطمة رشدي البطلة والمخرجة والمنتجة لفيلم “الزواج”، ولكن الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب وخسرت كثيرا المنتجة التي اعلنت بعد ذلك بعام حل فرقتها المسرحية، ليبتعد المليجي عن التمثيل ، ويقرر أن يكسب عيشه بعيدًا الفن، ولكنه لم يجد عَمَلًا مناسبا له إلا أن يصبح ملقن للممثلين علي المسرح بفرقة يوسف وهبي بمقابل 9 جنيهات في الشهر.

حيث بعد حوالي عامين علي ابتعاده عن التمثيل عرض عليه المخرج إبراهيم لاما القيام بدور البدوي منافس قيس علي حب ليلي في فيلم “قيس وليلي” عام 1939، ومنذ ذلك التاريخ وحتي نهاية الخمسينات وهو يقدم أدوار الشر والعنف والبلطجة، ليخرج من تلك العبائة ويقدم أدوار الخير مثل المحامي والفلاح وأب الأسرة ورجل الأعمال.

كما مع المسرح و السينما لم يبتعد المليجي عن التليفزيون وقدم أعمالا خالدة كانت أشهرها مسلسلات “العنكبوت ، مارد الجبل، وصيام صيام، عمرو بن العاص، أحلام الفتي الطائر، القط الأسود”، ويعتبر مسلسل “حصاد العمر ” هو آخر أعماله بالتليفزيون.

حيث خلال حياة المليجي كان لكلمة الزواج اسرار وحكايات غامضة، ففي حياته الفنية كانت أول بطولة في فيلم يحمل اسم الزواج، وفِي الواقع كان المليجي يبحث دائمًا عن الزواج، فعلي الرغم من زواجه بزميلته علوية جميل التي ساندته شاباً ، كان يقع دائما في حب غيرها، بسبب تسلطها المبالغ فيه علي حياته وعلاقاته واعتبارها كأم وليس زوجه ، وكانت أول مغامراته العاطفية مع الفنانة درية أحمد التي كانت تعمل معه في فرقة إسماعيل ياسين، وانقلبت المغامرة إلي حب وزواج سري دون أن تعرف زوجته، ولكن الأمر انكشف واجبر علي الابتعاد عنها، وبعد تلك الحادثة بأكثر من 15 عامًا، ارتبط سرًا أيضًا بالممثلة الصاعدة سناء يونس منذ مسلسل “ظلال السنين” عام 1964 الذي جمعهما معًا، وتزوجها بالفعل في بداية السبعينيات بعد الانتهاء من تصوير فيلم “عيب يا آنسة”.

و من الجدير بالذكر أنه في عام 1983، ودع محمود المليجي الحياة بسبب أزمة قلبيه حادة، وهو في لوكيشن تصوير فيلم “أيوب” أمام عمر الشريف والمخرج هاني لاشين بعد تناوله فنجانا من القهوة، وأثناء تصوير مشهد موته بالفيلم.

الاخبار العاجلة