لماذا دخلت السودان حظيرة إسرائيل عنوة؟؟

علي الشيخ27 أكتوبر 2020
السيد الرازقي

بقلم : السيد الزرقاني

– سؤال مطروح بقوة على عقل كل مواطن مصري وعربي بعد إعلان كل من السودان وإسرائيل والولايات المتحدة عن التوصل إلى مسودة إتفاق للتطبيع بين السودان وإسرائيل برعاية ترامب، ولكن لماذا اصرار اسرائيل على إخضاع السودان بالذات إلى حظيرتها عنوة؟ أولا لأن السودان هي الدولة العربية الوحيدة التي بها قانون تم تشريعه عام  1958ينص على محاربة أي مواطن إسرائيلي بل وقتله على اعتباره غاصب للأرض العربية في فلسطين، كما أن مدينة الخرطوم شهدت إجتماع أقوى قمة عربية عام1967والتي صدرت قرارا تاريخيا بالإجماع على مساعدة جميع الدول العربية لدول المواجهه مع إسرائيل وهذا ما تحقق في حرب أكتوبر 1973من وقوف جميع الدول العربية بكل ماتملك سياسيا وعسكريا واقتصاديا بجانب مصر وسوريا، اضف إلى ذلك حتى لا تتحالف مع مصر ضد إثيوبيا في مشروع المفاوضات المصرية الإثيوبية بخصوص سد النهضة الأثيوبي والذي تصر فيها مصر على التوصل إلى إتفاق ملزم للطرفين ويحافظ على حق مصر والسودان في مياه  النيل وهي حقوق تاريخية تنظمها اتفاقيات دولية سابقة لم تعترف بها إثيوبيا الآن بحجة أنها أبرمت إبان فترات الاحتلال لكلا البلدين رابعا وهذا هو أهم دافع جعل إسرائيل وأمريكا يتحركان بكل قوة صوب السودان وهو الدافع العسكري،حيث قامت مصر بإنشاء أكبر قاعدة عسكرية في “برنيس”وبها قضت على حلم الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى من التواجد والتأثير على مصر من جهة الجنوب بل دفعت إثيوبيا إلى إعادة النظر في أسلوب التفاوض مع مصر،إلا أن الولايات المتحدة أدركت أن البحر الأحمر صار بحيرة مصرية خالصة من هنا أرادت زرع اسرائيل بشكل أو بأخر في السودان لتشغل جزء من التفكير العسكري المصري في أي تطور للأحداث في المستقبل خاصة منطقة القرن الإفريقي والحبشة أو الخليج العربي وبالتالي يكون التواجد الإسرائيلي في الشمال الشرقي لها والجنوب من بعطل كل الخطط الإستراتيجية المصرية،واذا كانت هذه دوافع إسرائيل وأمريكا صوب السودان فلماذا أجبرت الإدارة السودانية على الموافقة؟؟

أولا: لأن مصر كانت ومازالت منذ عهد البشير على قوائم الدول الداعمة للارهاب بالمعايير الأمريكية وهناك العديد من القرارات الدولية التي تعرقل أي مشاريع للتنمية ومن هنا كانت الإدارة الإنتقالية تبذل قصار جهدها لرفع اسم السودان من تلك القائمة السوداء عالميا ولكن كان التمن الذي طرحته الإدارة الأمريكية هو الموافقة الجبرية على التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وإعلان السودان تخليها عن اي عدد للفصائل الفلسطينية المقاومة لإسرائيل وغلق كافة المعسكرات التدريبية لها على أرض السودان .

ثانيا:قيام حركات تمر وانفصال في كل من كردفان ودار فور ومهاراتهم للإدارة الانتقاليه في الخرطوم وهذا يقود كيان الدولة السودانية خاصة بعد انفصال الجنوب بما يملك من موارد هي عصب الاقتصاد السوداني .

ثالثا:تراجع الدعم الاقتصادي العربي وانشغال كل دولة بمشاكلها الداخلية على حساب الدعم للسودان خاصة دول الخليج العربي والتي سبقتها الي التطبيع مع اسرائيل”الامارات-البحرين”
رابعا حاجة الدولة السودانية إلى الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي وهذا يحتاج إلى موافقة وضمان من الولايات المتحدة وبالتالي أجبرت السودان على الموافقة على أي طرح أمريكي في هذا الإتجاه وهذا ماتم الإعلان عنه مؤخرا…. ولكن هل تدرك الحكومة الانتقالية حجم الخطورة على الأمن القومي العربي والمصري؟؟
هل فوض الشعب السوداني تلك الحكومة لتوقيع مثل تلك المعاهدات وهي التي جأت فقط لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فقط؟

الاخبار العاجلة