كتب : عبد الرحمن محمد
يواجه الإنسان عقبات كثيرة في حياته ، تفقده توازنه تجعله ينجرف مع تيار الأحزان .
وفقدان الأمل حتى ينتهي به الأمر إلى شاطئ اليأس والموت الداخلي ، ولكن!! هذا الكلام لا ينطبق على كل البشر .
ففي هذا العالم يوجد صنفين من البشر ، صنف يستسلم لعقبات الحياة والأخر لا يعرف الاستسلام له طريق .
وفي هذا المقال سوف أستعرض لكم نموذجا يحتذى به، لشاب استطاع أن ينفي كلمة المستحيل من قاموس حياته .
وجعل من أحزانه والمصاعب التي واجهها رياحا تدفع سفينة احلامه إلى بر الأمان .
” محمود بدري عطيتو أحد شباب قريه كلح الجبل مركز إدفو محافظة اسوان ولد في 1 من نوفمبر عام 2000 م .
بقرية الصعايدة قبلي تربى ، وسط أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة إخوة وأخت درس بمدرسة الصعايدة والكلح الإبتدائية .
وبدأت قدراته تظهر منذ نعومة أظافره حيث أنه كان شخصية فريدة ومميزة عن باقي زملائه ، وذلك بسبب تفوقه الدراسي وبعد إتمامه المرحلة الإبتدائية .
انتقل ليلتحق بالمدرسة الإعدادية واستطاع أن يتفوق فيها أيضا ، ثم انتقل للمرحلة الثانوية حاملا معه النجاحات التي حققها .
وكان عازما على تحقيق المزيد من النجاحات وقد كانت حياة ‘محمود قاسية بعض الشيئ عمل محمود فى بلدها فى كثير من المجالات .
كما شارك في الأعمال الحرفية ثم سافر إلى القاهرة ليعمل بها ويحسن دخله لتستقر حياته ولكن اشتد عليه المرض فعاد إلى بلاده مرة أخرى .
بينما تعددت مهارات “محمود ” كان من أبرزها رياضة كرة القدم ، حيث تعلق بها محمود منذ صغره .
وأحبها مما جعله ماهرا بها ، استطاع أن يحقق الكثير من النجاحات في هذه الرياضة .
و حصل على العديد من الشهادات على مستوى المركز وعلى مستوى المحافظة .
وفاز بلقب هداف الدوري لأول مره في عام 2018 م أحب محمود الأعمال التصميمية والإنتاج ودخل مجال السوشيال ميديا كما تعلم الهكر والإختراق .
بدأت حياة محمود منذ صغره حياة غاية في الجمال والتفاؤل ، تلونها السعادة بألوان البهجة والفرح .
ولكن لم يدم هذا طويلا!!! فسرعان ما تفاجئ محمود بموت أخته الصغيرة بسبب المرض التى كان يعتبرها زهرة حياته .
فانقلبت حياته من السعادة إلى الحزن ومن الفرح إلى التفجع على أخته مما جعل حياته الطفولية حزينة جدا ومؤلمة ساخبة بالحرمان من أشياء كثيرة .
وبعد حزن دام طويلا إستطاع محمود أن يتغلب على هذه المرحلة ويكمل حياته بكل نجاح وتنقل في المراحل التعليمية إلى أن وصل لمرحلة الثانوية العامة .
ولم يكد محمود يلتقط أنفاسه من صدمه موت شقيقته إذ يفاجئ بموت أمه!!!
ومن هنا بدأت المرحلة الكارثية لمحمود ، حيث أطفئت شمعة حياته بموت والدته التي كانت بمثابة القدوة والمركز الرئيسي للتشجيع .
فتغير نطاق حياة محمود وانكسر قلبه وظل الحزن يرافقه ملونا جميع إتجاهات حياته باللون الأسود .
حتى محى بسمته وجعله يشعر بالوحدة واليتم والإنكسار .
ففكر محمود أن يترك التعليم ، إلا أنه واجه إنتقادات كثيرة من من حوله ولأن حماسه كان أكبر من الصعاب التي واجهها .
كما تذكر كلمات والدته ، التي ظلت تتردد في عقله دفعته له نحو الأمام .
إستطاع أن يكمل مسيرته منطلقا كالسهم كاسرا كل الحواجز متجاوزا كل الصعاب .
حتى استطاع أن يحصل على 91٪ في الثانوية العامة ، وكان لأصدقائه دورا كبيرا في هذه الفترة الصعبة .
حيث كان محمود يصادق مجموعة من الشخصيات الودودة ، الذين إستطاعوا ان يساعدوه على التغلب على أحزانه في هذه الفترة.
كما ساندوه ومن أبرز هذه الشخصيات ، ” محمد حرجي ” وهو أقرب أصدقاء محمود وذلك لكونه شخصية غاية فى الإحترام وكان بمثابة الأخ والصديق الوفي لمحمود .
ولم تنتهى أحزان ” محمود هنا بل إزدادت الأمور سوء ، حيث أحب ‘محمود فتاه لعدة سنوات .
ولكن حدث صراع بينهم وكانت نتائج الصراع ؟؟؟ الإنفصال إشتدت الصعاب على محمود مرة أخرى وأظلم العالم من حوله من جديد .
كان “محمود يحلم أن يكون ضابط شرطة، ولكن كان للقدر رأي أخر فتسببت الماديات في ضياع هذا الحلم بعد إتمامه إختبارات الكلية .
ولم يقف محمود عند هذه النقطة!! بل أكمل طريقه والتحق بكلية التجارة ، واستطاع أن يثبت نفسه بها من أول سنة .
رغم كل ماحدث معه فحاز”محمود على درجة “جيد جدا مكملا سلسلة النجاحات التي حققها منذ بداية حياته .
ومحققا حلم والدته وتكملة لفرحته عوضه الله ببنت الجامعة التى أحبته واستطاعت أن تلون حياته بالحب من جديد .
إن في الحياة احزان كثيرة وإن سرورها اكثر من أحزانها
لا تيأس فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .