في الذكرى الـ 49 لاستشهاد غسان كنفاني.. تسقط الأجساد لا الفكرة

ياسمين درويش7 يوليو 2021آخر تحديث :
غسان كنفاني
غسان كنفاني
غسان كنفاني
غسان كنفاني

يحل اليوم ذكرى استشهاد الكاتب والصحفي والسياسي الفلسطيني المدافع عن وطنه، رئيس تحرير مجلة الهدف، غسان كنفاني، الذي استشهد يوم 8 يوليو لعام 1972، بانفجار سيارة مفخخة من قبل عملاء إسرائيليون في بيروت، وكان بصحبة ابنة أخته لميس.

غادر كنفاني وطنه بصحبة عائلته إلى لبنان ثم إلى سوريا، وهناك نال الشهادة الثانوية من مدارس دمشق عام 1952، ودخل قسم اللغة العربية في جامعة دمشق لكنه استمر لمدة عامين فقط.

تخرج والد غسان كنفاني من كلية الحقوق، وعمل في تصحيح مقالات بعض الصحف، وأحيانا تحريرها، والذي كان له أثر كبير عليه.

انضم كنفاني إلى حركة القوميين العرب عام 1953 بتأثير من جورج حبش، وسافر للتدريس في الكويت عام 1955 وهناك كان إقباله على القراءة منقطع النظير، فعمل محررا في إحدى صحفها وكانت مقالاته تحمل اسما مستعارا وهو “أبو العز” والذي لاقى انتشارا واسعا، وكتب أول قصصه القصيرة في الكويت تحت عنوان “القميص المسروق” وبسببها نال الجائزة الأولى في إحدى المسابقات الأدبية.

انتقل كنفاني إلى بيروت عام 1960 ووجد فيها المكان الواسع للأدب الذي ساعده على العمل في مجلة الحرية، وكان له مقالا أسبوعيا في جريدة المحرر الييروتية، وأعاد الحماس في النفوس تجاه القضية الفلسطينية، حيث غاص في أعماق الإنسان الفلسطيني، بعد النكسة وقبلها بإبداع فنان ومهارة كاتب.

ومن غوصه في أعماق الإنسان الفلسطيني ذكر في روايته “عائد إلى حيفا” عام 1970 ما رواه مواطنو حيفا عن رحلتهم إلى عكا، كما ذكر ذكرياته في روايته “أرض البرتقال الحزين” عام 1963.

وعن نشاط كنفاني، فكان عبارة عن كتلة من النشاط، حيث تعدت ساعات عمله العشر ساعات يوميا حتى أثناء مرضه لم يستسلم، فكان مصاب بمرض السكري والنقرس، وفي ذلك الوقت لم يتوقف عن نشاطه بل كتب رواية “موت سرير رقم 12” عام 1963 ليعبر بها عن تجربته وهو على سرير المرض.

من أبرز روايات كنفاني:

– رواية “رجال تحت الشمس”، رواية “ما تبقى لكن” في إشارة إلى الفلسطينيين، كما كان فكره واضحا واضحا في روايته “عالم ليس لنا” عام 1965.

-رواية “أم سعد” عام 1969 التي يصف فيها الدور العظيم للمرأة الفلسطينية وتميزها.

-رواية “الشيء الآخر”، التي صدرت في بيروت بعد استشهاده و “القنديل الصغير”.

وكان له روايات لم تكتمل منها؛ “الأعمى”، “الأطرش”، “العاشق”، “برقوق نيسان”.

كذلك تميز في المسرح ومن أبرز مسرحياته؛ “القبعة والنبي”، “جسر إلى الأبد”، “الباب”.

رواياته التي عرضت على الشاشة الصغيرة:

-رواية “رجال تحت الشمس” التي أصبحت فيلما سينمائيا حمل عنوان “المخدوعين”.

-رواية “عائد إلى حيفا” والتي انتقلت إلى الشاشة الصغيرة عبر مسلسل سوري أخرجه باسل الخطيب.

حياة غسان كنفاني الشخصية:

تزوج كنفاني من امرأة دنماركية تأثرت بالقضية الفلسطينية وسافرت إلى البلاد العربية، وفي بيروت طُلب منها مقابلة كنفاني والذي طلب الزواج منها بعد 10 أيام من لقائهما وذلك في 19 أكتوبر 1961، أنجب منها طفلين هما فائز وليلى.

وقع كنفاني في حب الكاتبة والأديبة السورية غادة السمان، وذلك رغم كثرة أعماله، ورغم كونه متزوج، وسطر التاريخ رسائلهما في سفر العاشقين، والتقاها في عدة مناسبات أدبية.

ديانة غسان كنفاني:

ولد كنفاني لعائلة مسلمة سنية في عكا شمال فلسطين في 9 أبريل عام 1936 وعاش مع عائلته في يافا حتى عام 1948 ثم نزحوا إلى بيروت.

الجوائز التي حصل عليها كنفاني:

نال كنفاني العديد من الجوائز منها أثناء حياته، ومنها منحت لاسمه بعد استشهاده، ومن الجوائز التي حصل عليها أثناء حياته جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته “ما تبقى لكن” عام 1966 ، وعن الجوائز التي منحت لاسمه بعد وفاته جائزة منظمة الصحافة العالمية عام 1974 وجائزة اللوتس عام 1975، كما منح وسام القدس عام 1990.

ورغم قصر حياته وحصرها في 36 عاما إلا أن حياته كانت مزدحمة بالإنجازات والكفاح، فكان على ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية، وأول من كتب عن شعراء فلسطين، وصدرت كتاباته في كتاب له تحت عنوان “شعراء الأرض المحتلة”.

كما أنه يعد أول من كتب عن الأدب الصهيوني عن كثب وله مقالات كثيرة سواء باسمه الحقيقي أو تحت أسماء مستعارة منشورة في العديد من الصحف والمجلات.

وأصدر أكثر من 18 كتابا وعدد لا يحصى من المقالات.

شخصية كنفاني الاجتماعية:

كان الأكثر بين إخوته تأثرا بالمشاكل الأسرية، وكان ملفتا للنظر بينهم.

حياة غسان كنفاني المادية:

كانت حياته المادية بسيطة جدا حتى أنه في الكثير من الأحيان كان يضطر للاستدانة من أصدقائه.

أشهر عبارات غسان كنفاني:

-لا تتعلق بشخص لا يكتب لك لا يزاحم يومك، لا يقرأ ما بك، لا يحفظ أهم تواريخك ولا يملئ حياتك بالمفاجآت.

-لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفة مغلقة.

-أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.

-ليس المهم أن يموت الإنسان قبل أن يحقق فكرته النبيلة، بل المهم أن يجد فكرة نبيلة قبل أن يموت.

-إن شراستك كلها إنما هي لإخفاء قلب هش.

-يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كِسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم !!

-إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين.

-تسقط الأجساد لا الفكرة.

-لا تكتبي لي جوابا …لا تكترثي ، لا تقولي شيئا . إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد ، و سأظل أعود : أعطيكِ رأسي المبتل لتجففيه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحت المزاريب .

– سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لانه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد… لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب… وجذور تستعصي على القلع.

حقيقة حب كنفاني للفن:

كان كنفاني عاشق للفن، فكان يزين منزله في بيروت بأعمال فنية من إنتاجه، وكان يصمم ملصقات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

فلم ينفذ كنفاني عملية انتحارية أو استخدم البندقية والمواد المفخخة، ولكن استغل قلمه في نشر القضية الفلسطينية ومناصرة الفلسطينيين حتى قالت جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني عند اغتياله: اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح، حيث أن غسان بقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي.

الاخبار العاجلة