كتب :-د. محمد صبَّاح
تحدي كبير قررت أن تخوضه فعلى الرغم من ولادتها بإعاقة وهي فقدانها لذراعيها، إلا أنها لم تلتفت إليها يومًا، ساعية خلف حلمها الأول والأخير، وهو إظهار موهبتها الفنية في رسم اللوحات أمام الأعين، إذ تتمكن ندى محمود، صاحبة الـ22 عاما، من الرسم باستخدام أرجلها فقط.
«أنا اتولدت فاقدة لليدين وبعاني من انحناء في العمود الفقري والأطراف السفلية الأيمن أصغر من الأيسر في مدينة الرياض بالسعودية، جيت مصر مع أهلي واستقريت في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وبعدين دخلت المدرسة، ومكانش فيه قدامي أي عائق، وبابا وماما كانوا فخورين بيا، وكانت ماما هي اللي بتوديني المدرسة، وجدتي كانت وكيلة مدرستي، فهي اللي علمتني الكتابة والقراءة، ومسكتني القلم برجلي»..
تفوق في الدراسة والموهبة
بعد وصول «ندى» للمرحلة الإعدادية، أصبحت تعتمد على نفسها في الذهاب إلى المدرسة عن طريق كرسي متحرك كهربائي، «كنت بروح وباجي لوحدي، وجبت 99% في تالتة إعدادي، ودخلت ثانوية عامة، والتحقت بالشعبة الأدبية، وبرضو في الوقت ده كنت بروح وبرجع لوحدي، بس كانت بتحصلي مضايقات كتيرة من الناس، ودي كانت بتزيد إصراري إني أحقق حلمي بسبب حبي الشديد للرسم، وفي الوقت ده، كانت مُدرسة التربية الفنية بتشجعني جدًا أكمل في الرسم، اللي بدأ معايا من وأنا عندي 5 سنين، واتعمل ليا 3 معارض في التلت سنين بتوع الثانوية العامة، واتعمل ليا معرض تبع قصر الثقافة».
المعارض الدولية حلم «ندى»
«اتكرمت وبقى ليا ترتيب على مستوى المحافظة في الرسم والتعليم، واتكرمت ضمن أوائل الثانوية العامة، ودخلت كلية الآداب قسم علم اجتماع، وبقيت بقدم لوحات فنية بسيطة خالص كتيرة وأفكار أكتر، ومش بحس بأي تعب بل بالعكس، بتبسط جدا، وبطلع حاجة أنا بحبها، وبحلم تتعمل ليا معارض دولية كبيرة، وابقى فنانة مشهورة، وأفيد ولاد بلدي، وأدي أمل لأي شخص من ذوي القدرات الخاصة إنه يشوف الدنيا».
