تعرف علي رحلة الفنانة “نعيمة عاكف” 

علي الشيخ19 ديسمبر 2020آخر تحديث :
تعرف علي رحلة الفنانة “نعيمة عاكف” 

 

 

كتب : بدور عاشور 

 

قدمت” نعيمة عاكف” فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل، أسعدت الملايين، تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد وهاجمها وحش المرض الذى أنهى حياتها التى كانت مفعمة بحب الحياة والسيرك والفن، حياة قصيرة فى العمر.

 

 

حيث ولدت “نعيمة عاكف” فى مدينة طنطا، حيث كان سيرك والدها، يقدم عروضه خلال ليالى الاحتفال بمولد السيد البدوى، وخرجت نعيمة إلى النور لتجد نفسها بين الوحوش والحيوانات والألعاب البهلوانية مثل أبيها وأمها وسائر أفراد أسرتها، ولما بلغت سن العاشرة تزوج والدها من أخرى غير والدتها التى اضطرت إلى ترك السيرك مع أولادها لتستقر فى شقة متواضعة بشارع محمد على ثم انتقلت” نعيمة “إلى ملهى الكيت كات الذى كان يرتاده معظم مخرجى السينما، فالتقطها المخرج” أحمد كامل مرسى” وقدمها كراقصة فى فيلم ست البيت ومنه أختارها المخرج” حسين فوزى” لتشارك فى بطولة فيلمه “العيش والملح “وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها فى الأفلام التى يخرجها لحساب نحاس فيلم وقامت بأول بطولة سينمائية لها فى “لهاليبو”،وبالرغم من فارق السن الكبير بينهما إلا أن المخرج “حسين فوزى” تزوجها، ونقلها من شارع” محمد على” إلى فيلا بمصر الجديدة.

 

 

ومن جانبه كثيراً ماكانت “نعيمة ” تحصل على هدايا من المتفرجين من قبيل الإعجاب إضافة إلى الهدايا التي كانت تحصل عليها من والدتها وكان معظم هذه الهدايا “عرايس صغيرة” تتناسب مع مرحلة العمر التي تمر بها ونتج عن ذلك حبها للعرائس، فكانت كلما جمعت مبلغا من المال تشتري به عروسة.

 

حيث عندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها كان سيرك والدها يقدم عروضه في طنطا خلال موسم الإحتفال بمولد” السيد البدوي “ولاحظت” نعيمة” أن رجلا ريفياً ميسور الحال يبدو أنه من الأعيان تحيط به شلة من أتباعه، يحرص على حضور عروضها كل ليلة، وكان يبالغ في التصفيق لها، ولم يكن إعجابه يتجاوز هذا الحد خصوصاً أنه لم يكن مسموحاً لأي رجل الاتصال بالعناصر النسائية في السيرك.

 

 

كما انها ذات ليلة فوجئت” نعيمة” بسيدة ريفية تطلب مقابلتها وتقدم لها علبة أنيقة وقالت لها: “سيدي البيه باعت لك الهدية دي” فلم تستطع” نعيمة” أن ترفض الهدية، وكم كانت فرحتها عندما فتحت العلبة ووجدت بها عروسة ذات خمسة مفاتيح وكل مفتاح له رقصة تختلف عن رقصة المفتاح الآخر، وكلما أدارت مفتاحاً عزفت موسيقي شرقية جميلة، ورقصت عليها العروسة رقصة بديعة.

 

 

و علي الصعيد الأخر توالت أفلامها ولمع نجمها فى السينما من خلال أفلام: بلدى وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب. وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عن زوجها فى هدوء شديد بعد أن أخرج لها 15 فيلماً آخرها فيلم “أحبك يا حسن” ثم تزوجت من المحاسب” صلاح الدين عبد العليم” وأنجبت منه ابنها الوحيد “محمد صلاح الدين عبد العليم”.

 

 

كما حصلت نعيمة عاكف على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان الشباب العالمى بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت فى هذا المهرجان.

 

 

حيث عندما بلغت ” نعيمة عاكف ” سن الرابعة من عمرها أراد والدها أن يعلمها الفن الذى يتوارثه أفراد الأسرة، لكنها لم تظهر استعداداً أو تبذل أى نشاط فلجأ إلى حيلة جعلتها تتعلم المباديء الأولى فى بضعة أيام، فبدلا من أن يقوم بتعليمها، قام بتعليم شقيقتها الكبرى حركات جديدة أمامها وراح يشجع شقيقتها، وفى نفس الوقت يعيرها بأنها ضعيفة ولا تصلح للعمل مثل شقيقتها فامتلأت نفسها بالغيرة، وتعلمت مباديء الأكروبات فى بضعة أيام، وبعد عدة أسابيع تفوقت على شقيقتها وأصبحت نجمة الفرقة الأولى، مع أنها لم تكن قد أتمت العام الرابع من عمرها، وكانت هى فى هذه المرحلة من العمر تتشقلب وتغنى وتستحوذ على إعجاب جمهور الفلاحين الذين كانوا يشاهدونها، مما شجعها عندما بلغت السادسة أن تطلب من والدها أن يخصص لها مرتبا، وإلا فإنها ستبحث عن سيرك آخر تعمل فيه، وكان رد الوالد علقة ساخنة وفى اليوم التالى جمعت ملابسها وانطلقت فى الشوارع على غير هدى وقابلها بعض زبائن السيرك وعرفوا أنها هاربة من أسرتها، فحملوها على أكتافهم وأعادوها، وإزاء تهديدها بالهرب مرة أخرى قرر والدها أن يخصص لها مرتبا يوميا قدره قرشان إذا كان السيرك يعمل، وقرش واحد فى حالة البطالة والإجازات الطويلة.

 

 

جديرا بالذكر أنها شعرت ببعض الألم أثناء عملها فى فلم بياعة الجرايد وذلك فى عام 1963، وعند عمل الفحوصات اكتشفت أنها مصابة بداء السرطان وصارعت المرض فى الثلاث سنوات الأخيرة من حياتها ، توفيت في 23 أبريل 1966 بعد رحلة مع مرض سرطان الامعاء وأنهت مشوار سبعة عشر عاماً من الفن والتألق والإبداع.

الاخبار العاجلة