الكتالوج الأمريكي” للمنطقة العربية في الألفية الثالثة

علي الشيخ11 ديسمبر 2020آخر تحديث :
السيد الرازقي

 

 

بقلم : السيدالزرقاني

 

 

كانت الحركات الجماهيرية والشعبية ضد النظم العربية، هي الموجة الأولي، لأحداث الفوضي في ربوع البلاد العربية، ولكن ما نشاهده الآن من نتائج مخزية لنا ولأمتنا العربية، يعد الموجة الأخطرفي إطار الكتالوج الأمريكي للمنطقة العربية، بعد عقود عديدة فشلت الإدارة الأمريكية في أطوارها ونظمها المختلفة في جر العرب بمختلف أطيافهم إلى البساط الصهيوني المحتل للأرض العربية في فلسطين.

 

 

ذلك بعد أن نجح في استمالة السادات وحسين بن طلال ملك الأردن إلى توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، حيث كان الكتالوج الأمريكي للمنطقة في بداية الألفية الثالثة قائم على عدة محاور أساسية يمكن تضمنيها في الأتي:-

 

أولًا: إسقاط النظم العربية المناهضة للكيان الصهيوني وكانت البداية في العراق ثم تونس وليبيا واليمن ومصر من خلال الموجه الأولي لما يسمي إعلاميًا بالربيع العربي، وكان العراق هو المقدمة لما كان يمثله من قوة عسكرية عربيةكانت هي الأولي من حيث القوة والعدد بالاقليم.

 

ثانيًا: القضاء على عدة جيوش عربية كانت تمثل محورًا عسكريًا متنامي في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، وكانت البداية بتدمير الجيش العراقي عندما تم جرة إلى حرب غير مبررة ثم حشد قوي عالمية لاخضاعه وتدميره، تم الجيش الليبي والجيش اليمني بادخالة إلى حرب أهلية مدمره ثم صنع حرب كونية طاحنه على الأراضي السورية تهدف إلى إنهاك الجيش السوري أولًا ثم تدمير بنية الدولة الاقتصادية والاجتماعية،ولم يفلت من تلك المنظومة الجهنمية إلا الجيش المصري بحكم إدراك الشعب وطبيعة البناء الاجتماعي والثقافي المصري،جر محور عربي أخر يسمي مجازاً التحالف العربي “السعودية،الإمارات،البحرين، عمان و قطر” إلى حرب إقليمية كانت المخابرات الأمريكية مطبخًا لصنعها لتدمير تلك القوي المتحالفة وتدمير البناء الإقتصادي والاجتماعي وتشوية فكرة القومية العربية.

 

 

ثالثًا: ضرب المشروع العربي المناهض لمل صور الأستعمار الغربي أو الإقليمي والذي دعى إليه جمال عبد الناصر من خلال تصدير صور دموية وخلق قوي غير متجانسة في الدول الكبري عامة والمجاورة لإسرائيل خاصة،وقد شاهدنا العديد من تلك الصور في العراق ولبنان وليبيا واليمن ومحاولة خلقها في مصر،كلها تهدف إلى ضرب المشروع العربي الذي يقوم على الانتماء إلى عروبة الأرض والكيان والثقافة والتاريخ،وخلق وجدان عربي موحد .

 

رابعًا:التطبيع العربي الإسرائيلي وهذا مانشاهده في الوقت الراهن من سعي الإدارة الأمريكية على خلق حالة تطبيعية مابين الكيان الصهيوني والدول العربية رغم أن تلك الدول ليس لها حدود، أو أراضي محتلة وتم اختيار تلك الدول بعناية على الحدود الشرقية والحدود الغربية للوطن العربي وتلك الدول تمثل مواقع استراتيجية كانت تضيف قوة سياسية وعسكريةمثل” الإمارات وعمان والبحربن” على مضيق هرمز والمغرب، على مضيق جبل طارق وحرب اليمن قد قتلت أهمية مضيق باب المندب بعد اللقاء السري بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزاراء الإسرائيلي والذي فضحته الصحف الإسرائيلية بشكل كان مقصود لزعزعة العلاقة الخاصة بين النظام السعودي وشعبه،وكذك السودان الذي أعلن منذ فترة ترحيبه بالتعاون مع إسرائيل في علاقة سياسية منتظمة من خلال علاقة تعاهدية ملزمة للطرفين.

 

ومع قرأة الصورة بشئ من التدقيق السياسي والثقافي،يمكن تحديد الأفاق البعيدة للمشروع الأمريكي للمنطقة العربية في ظل وجود مشاريع أخري أكثر نموًا ومناهضة له مثل المشروع الفارسي الذي تقوده إيران،والمشروع العثماني وتقوده تركيا، كل منهم له إدواته ومقوماته وجماعاته، والكل يخدم في صورة ربما تكون متناسقة للمشروع الصهيوني لإقامة ما تسمي إسرائيل الكبري على حساب الأرض العربية .

 

ولمن السؤال اين مصر من كل ذلك وهي التي تبارك أى تحرك أمريكي بالمنطقة ولو على حساب الأمن القومي المصري؟؟

 

الاخبار العاجلة