بقلم : د/السيدالزرقاني
لم يكن تصاعد الأحداث في مصر في الفترة الأخيرة وليد الصدفة أو تطور طبيعي لحالة الإرهاق الاقتصادي الذي يعاني منه قطاع ليس بالقليل من أبناء الأمة المصرية نتيجة السياسات الإقتصادية والإجتماعية المجحفة للطبقات الفقيرة والمتوسطة ، وإنما تنفيذًا لمخطط أعد مسبقًا في مطابخ عدة مخابرات لاتريد الخير المصر وصرح بذلك ضابط المخابرات الأمريكي السابق في محاضرة تعتبر هي الأخطر علي الإطلاق حيث كان يلقيها علي ضباط من الجيش الإسرائيلي ، حيث قال (مكس مانوارينج) : ” إن خطة الحروب الجديدة هي (الانهاك-والأكل البطيء للدولة العدو) أي إدارة الأزمة وليس حلها ، حتي تصبح تلك الدولة المنهكة صيد ثمين في أيدينا يمكن لنا استغلالها طواعية فيما نريد تحقيقه من أهداف مستقبلية دون أدنى خسارة لنا مع تمددنا أفقيا في نطاقات جغرافية جديدة، تلك العبارات تحمل في دلالتها أخطر ما في الموضوع وهو تطبيق نظم حروب الجيل الرابع المعروفة في علم السياسة بالحروب الصفرية ،أي إشعال حروب داخلية بايد أبناء الدولة (العدو) في مناطق متعددة لاستنزاف كل الطاقات المادية والبشرية بها وتصبح في حاجة ضرورية لتدخلنا وهنا نكون نجحنا في القضاء علي كل المؤسسات المؤثرة في كيان الدولة (العدو) ما يبقي منها لايصلح لبقاء كيان الدولة .
تلك المحاضرة الخطيرة تظهر لنا مادار وما سيدور في أوطاننا العربية المختلفة في العراق وسوريا وليبا واليمن ، بان الإدارة الأمريكية وغيرها مازلا عازمين علي المضي قدمًا في تنفيذ تلك السياسة طالما تلك الشعوب المغيبة عن الحفاظ علي أوطانها تستجيب لذلك، ومن هنا هل يدرك المصريون ما يدبر لوطنهم من تلك الدعاوي للتظاهر والتخريب تحت أي مسمى ؟؟؟
أعتقد أن الألتفاف الشعب وتوحدة خلف مؤسساته الآن واجب قومي للحفاظ على الوطن ، لان كل مايدبر لصالح الكيان الصهيوني وأمريكا وسوف يودي الي تحقيق ماربهم القذرة والنيل منا في وقت نحن أحوج إلى البناء لاستعادة مكانة مصر علي الخريطة العالمية والإقليمية، من خلال التماسك والاصطفاف ، ومنع تغلغل تلك الأفكار المنهكة لقوتنا ووطنا المصري .
