“معركة اليرموك” نقطة تحول في الفتوحات الإسلامية

علي الشيخ30 سبتمبر 2020
“معركة اليرموك” نقطة تحول في الفتوحات الإسلامية

بقلم الأثرية : مريم غريب 

تُعد معركة اليرموك من أبرز وأهم المعارك التي شكلت نقطة تحول في الفتوحات الإسلامية وذلك لاعتبارها أول انتصار للمسلمين خارج الجزيرة العربية.

 

حيث وقعت هذة المعركة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق بين الإمبراطورية البيزنطية والمسلمين بعد وفاة الرسول(ص) بأربع سنوات في عام 15 هجريًا.

 

“تعريف اليرموك” :-

هو نهر ينبع من جبال حوران قرب الحدود بين سوريا وفلسطين ويصب في نهر الأردن وقبل التقائه بنهر الأردن بمسافة يوجد وادٍ تحيطه من الجهات الثلاث جبال شاهقة وعرة في الجهة اليسري لليرموك.

 

بداية المعركة:-

– بدأ الفتح الإسلامي لبلاد الشام في عهد الخليفة الصديق أبو بكر الذي قرر مقاتلة الروم خاصة بعد أن قاموا بمهاجمة جيش خالد بن سعيد بن العاص فلما عزم الصديق على القتال قام بتوزيع الجيش إلى 4 فرق وهي كالآتي :-

1-عمرو بن العاص وأمره أن يتجه إلى فلسطين.

‏2-يزيد بن أبي سفيان وألحقه بجيش آخر بقيادة أخيه معاوية لجلب سهيل بن عمرو.

‏3-شرحبيل بن حسنة وقاد فرقة من جيش خالد بن سعيد رحمة اللّه .

‏4-أبا عبيدة بن الجراح .

– ولما انتهي الخليفة من التقسيم توجه الأمراء كُلهم إلى بلاد الشام فنزل أبا عبيدة الجابية؛ ونزل يزيد البلقاء؛ ونزل شرحبيل الأردن؛ ونزل عمرو الغربة.

 

– فجأء خبر وصولهم إلى الروم فقاموا بمكاتبة هرقل فكان رده عليهم أن يتصالحوا مع المسلمين ويأخذوا نصف الشام والنصف الآخر يأخذونه المسلمين فغضب الروم من هذا الرد وظنوا أن هرقل قد ضعف وسيقوم بتسليم البلاد للجيوش الإسلامية والحق يقال أن هرقل قد عزم كل العزم على مقاتلة المسلمين خاصة بعد غضب قوادة مع أنه كان يعلم يقينًا تامًا أنه سيغلب فقام بإعداد جيش ضخم وقسمه إلى 4 فرق وجعل كل فرقة منهم تقابل فرقة من جيش المسلمين فكان عددهم 240 ألف مقاتل وعدد المسلمين 30 ألف مقاتل.

 

– فلما وصلوا فزع جيش المسلمين من هذه الأعداد الكبيرة فكاتبوا أبو بكر و عمرو يسألون ماذا يفعلوان مع هذا الجم الغفير فكان ردهم الإثنين ألا يخافوا وأن يقفوا صامدين أمام العدو فاتجهو إلى اليرموك لتنفيذ وصية أبو بكر وعمرو بن العاص.

 

– وأخذ أبو بكر يفكر في مدى ضعف المسلمين فاستشار أصحابه وأخذوا يفكرون في الأمر حتى اهتدى بهم الحال أن يختاروا خالد ابن الوليد و في هذا الوقت كان خالد في بلاد العراق فأرسل إليه أبو بكر بأن يأتي ويوليّ أحدًا مكانه وبالفعل انصاع خالد لأمر الخليفة وسار بفرقة من جيشه وعبر صحراء الشام وهزم في طريقه الغساسنة وفتح بصري وكلما مرّ بجماعة من أعداء الإسلام تغلب عليهم وقاتلهم حتى وصل اليرموك في سنه 13هجريًا ، ‏في هذا الوقت كانت الجيوش الإسلامية قد نزلت موقعها قبل مجيء خالد بثلاثة أشهر والمسلمون قد ملوا من هذا الموقف على الرغم من إقدامهم وشجاعتهم في بداية الأمر فكاتبوا الخليفة يشكون له الحال وكان لعمرو بن العاص دور كبير في هذا الوقت حيث قام ببث الروح المعنوية لديهم وأخذ ينفخ فيهم روحًا جديدة تنبعث منها الأمل من جديد وتجدد عزيمتهم وحيويتهم وفي اليوم الذي جاء فيه خالد بن الوليد وصل باهان فاستبشر المسلمون به.

 

“استراتيجية خالد ابن الوليد التي أدت إلى الإنتصار” 

– رأى خالد أن جيش المسلمين ليس لهم أمير واحد يجمعهم بل كان يوجد على رأس كل جماعة قائد فنظر بعبقريته وخبرته العسكرية الفائقة التي تفوق باقي القواد أن هذا الأمر يؤدي إلى هزيمتهم وليس انتصارهم فقام وخطب بالمسلمين وكانت كلماته لها أثر كبير في نفوس القوّاد وبعد أن انتهى من خطبته قام بتقسيم القواد إلى فرق وجعل على كل فرقة قائد شجاع فأسند قيادة القلب إلى أبا عبيدة بن الجراح، وأسند الميمنة لعمرو بن العاص، وأسند الميسرة ليزيد بن أبي سفيان وقام كلًا منهم بواجبه فكانت كلماتهم لها أثر كبير في نفوس المسلمين فرأى خالد في عيون قواده حبهم وإقبالهم للجهاد وتأكد في هذا الوقت أنهم جاهزون لبدء المعركة فأمر عكرمة والقعقاع بالقتال وفي أثناء المعركة جاءت رسالة لخالد بن الوليد فأخذ الكتاب وقرأ ما فيه ووجد أن ابو بكر قد توفاه الله فخاف خالد على قواد وخفي عنهم الأمر واستكمل طريقه، في الوقت نفسه خرج رجل من صفوف الروم يدعى “جرجه” ودار حوار بينه وبين خالد حتى أسلم وأخذ خالد يعلمه أمور الإسلام.

 

– فظن الروم بذلك أن جرجة أصبح في صفوف المسلمين فقاموا بمواجهة المسلمين حتى تراجعوا عن أماكنهم ولكن عكرمة وأصحابه ثبتوا للروم أنه مهما حدث لن يفروا فتراجع الروم خوفًا منهم وأخذ خالد يضربهم بسيفه من طلوع النهار وبعد ان انتهى من قتالهم قام وصلى الظهر وذهب هو ورجاله لمواصلة القتال فزعر الروم منهم فقاموا بالفرار وأثناء فرارهم اقتحم خالد عليهم الخندق وجعلهم يتقهقرون أمام الهجوم الذي فعله فظل المسلمون يقاتلون هم ونسائهم صامدين في هذه المعركة وقتلوا عدد كبير من الروم وظلوا يقاتلوهم حتى هزموهم.

‏- ولما وصل خبر هزيمة الروم إلى هرقل كان وقتها بحمص ولى أحدًا مكانه وودّع سوريا وداعًا أخيرًا وفرّ هاربًا من المسلمين.

“نتائج المعركة” 

– هزمت الجيوش البيزنطية هزيمة ساحقة فأدرك هرقل في هذه المعركة أنه كان من الأفضل عدم الدخول في هذه الموقعة وقد ترتب على هذا النصر أن استقر المسلمون في بلاد الشام وقاموا باستكمال فتح باقي المدن.

 

المصادر:

-جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين

الاخبار العاجلة