في ذكرى وفاة الإمام علي تعرف على مواقف مضئية في حياته

علي الشيخ27 يناير 2021آخر تحديث :
في ذكرى وفاة الإمام علي تعرف على مواقف مضئية في حياته

تقرير:علي الشيخ

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عمّ النبي -عليه الصلاة والسلام-أمّا والدة علي فهي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم، بنت عمّ أبي طالب.

ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة.

أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان.

هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

 

شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة.

وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

 

تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيّاً وإماماً وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمداً قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفاً لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة.

وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرة،ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.

 

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.

وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهاره عند المسلمين

اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة.

 

اغتياله

اغتيال علي بيد ابن ملجم بريشة فنان إيراني.

كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: “فزت ورب الكعبة”.

وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين ضربه ابن ملجم؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: “أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي” ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه.

وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين.

ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال.

وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل جثمانه وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من ابن ملجم بقتله،ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب.

 ألقابه

-ولي الله: حيث يقول بعض المفسرين مثل الطوسي أنه نزلت فيه آية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة:55).

-حيدرة: وتعني الأسد.

المرتضى.

-أمير المؤمنين: تعده بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين، بينما تشير الروايات السنية أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين.

-يعسوب المؤمنين ويعسوب الدين.

-الصديق الأكبر.

-الفاروق الاعظم.

-باب مدينة العلم: وهي تسمية مستندة لحديث الرسول محمد بن عبد الله يقول فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وهو حديث يقبله كل الشيعة وبعض أهل السنة كالسيوطي الذي ذكر في كتابه تاريخ الخلفاء أنه حسن أما السلفية يرفضون هذا الحديث.

-وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.

-شهيد المحراب: لأنه قتل أثناء الصلاة.

-أبو الحسن.

-أبو تراب.

-أبو السبطين.

-أبو الحسنين.

-أبو الريحانتين.

 

مواقف مضيئية في حياته

الموقف الأول الهجرة النبوية

ما فعله عليّ بن أبي طالب في الهجرة النبوية الشريفة حينما طلب منه النبي أن ينام مكانه في فراشه لكي يرُد الأمانات إلي أصحابها أبدى استعداده والتحف بردتُه ونام مكانه رغم أنه يعلم بالمخاطرة، ولما حاصر زعماء مكة بيت النبي “صلي الله عليه وسلم” يُرِيدون قتله، أعمى الله عز وجل أبصارهم وخرج من بينهم آمن وكاد القوم أن يقتلوا عليًا ظن منهم أنه النبي عليه الصلاة والسلام ولما تفاجئوا بوجود عليَ اشتد غضبهم قال أحد هم: قسم لأقلتن عليّ إلا أن رد عليه آخر وقال: لو كان لنا ألف حُجة لقتل محمد ما حُجتنا لقتل عليّ، ثم انصرفوا يبحثون عن النبي “صلي الله عليه وسلم”.

الموقف الثاني يوم بدر

 

في بداية غزوة بدر برز من المشركين عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج للقائم فتية من الأنصار، فنادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال النبي “صلي الله عليه وسلم”:

 

“قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا عليّ”، فبارز عبيدةُ عتبة، وبارز حمزةُ شيبة، وبارز عليَ الوليد.

 

فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وكذلك فعل عليَ مع خصمه، وأما عبيدة وعتبة، فقد جرح كلاهما الآخر، فَكَرّ حمزة وعلي بسيفيهما علي عتبة فأجهزا عليه، وحملا صاحبهما.

 

الموقف الثالث يوم الخندق

 

خرج عمرو بن عبد ودَ وكان فارس مغوارًا، وهو مقنع بالحديد أي مستتر، فنادى: من يبارز؟ فقام عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقال: أنا له يا نبيَّ الله، فقال “صلي الله عليه وسلم”: إنه عمرو، اجلس”

 

ثم نادي عمرو: ألا رجل يُبارزني؟ فجعل يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قُتل منكم دخلها؟ أفلا تبرزون إليّ رجل؟ فقام عليّ رضي الله عنه، فقال أنا يا رسول الله، فقال “صلي الله عليه وسلم”: “اجلس”، ثم نادي الثالثة، فقال: فذكر شعر.. قال: فقام عليّ رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، أنا فقال إنه “عمرو بن عبدودّ”

 

فقال: وان كان عمر، فأذنَ له رسول الله “صلي الله عليه وسلم” فمشى إليه حتى أتي وهو يقول:

 

لا تعجلنَ فقد أتاك .. مُجيب صوتك غير عاجز

 

في نية وبصيرة .. الصدق مُنجي كل فائز

 

إني لأرجو أن أقيم .. عليك نائحة الجنائز

 

فقال له عمرو: من أنت؟ قال أنا عليّ، قال: بن عبدمناف؟

 

قال: أنا عليّ بن أبي طالب، فقال: يا ابن أخي من أعمامِك من هو أسن منك، فاني أكره أُريق دمُك، فقال له عليّ: لكن والله، لا أكره أن أُريق دمُك، فغضِبَ فنزل، وسل سيفهُ كأنهُ شعلة نار، ثم أقبل نحو عليّ، رضي الله عنه، مُغضب، واستقبله عليّ بخوذتهُ، فضربه عمرو في خوذتهُ فقدّها، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه، وضربهُ عليّ على حبل عاتقه (موضع الرداء من العنق) فسقط عمرو وثار الغبار، وسمع رسول الله “صلي الله عليه وسلم” التكبير، فعرفنا أن علي قد قتله ثم أقبل عليّ رضي الله عنه نحو رسول الله “صلي الله عليه وسلم” ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه هل أخذت منه درعه؟ فإنه ليس للعرب درع خير منها؟ قال: ضربته فاستقبلني بعورتهِ، فاستحييت ابن عمي أن أخذه منه.

يوم خيبر

كانت الراية مع عليّ بن أبي طالب، وتحصن اليهود ولما بدأ لقتال بين المسلمين واليهود، شن المسلمون هجومهم على الحصون فبدأت تنهار تحت وطأتهم حصن بعد حصن، وخرج من الحصون فارس يهودي يُدعي مرحب فنادى المسلمون: من يبارز؟ فضرب علي مرحباُ ففلق رأسه، وكان الفتح، وسقطت كل الحصون وانتصر المسلمون.

 

علمه

 

أخرج ابن سعد، عن عليَ رضي الله عنه، قال: “والله ما نزلت آية إلا وقد علمتُ فيمَ نَزلت، وأين نَزلت، وعلى من نَزلت، إن ربي وهبَ لي قلب عقول، ولسان صادق ناطق، هكذا كان علي بن أبي طالب بطل شجاعًا، عالم زاهد.

 

استشهاده

وبعد رحلة مباركة قضاها عليّ في الإسلام مدافعا عنه أُستشهد ورسول الله عنه رضيٍ، بعد أن قتله عبد الرحمن ابن مُلجم عليه من الله ما يستحق، وغسله ابناه الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر، وصلى عليه الحسن رضي الله عنه.

الاخبار العاجلة