الساخر الهادف: استخدامي للحس الفكاهي جزء من طبيعتي..ولا أدعي المثالية (حوار)

علي الشيخ7 يوليو 2021آخر تحديث :
الساخر الهادف إبرهيم إمام
الساخر الهادف إبرهيم إمام

 

  • حوار : محمد شفيق – محمد سمير

 

هناك الكثيرون يتحدثون في أمور الدين وأكثرهم من أئمة المساجد ولكن الهادف “إبراهيم إمام ” كان له رأي آخر في هذا الشأن، ولم يتحدث فقط ولكن حديثه أثّر في أناس كثيرين، وصاحب الجملة الشهيرة ”أنا مش شيخ، أنا مسلم عادي“ وجاء توضيح الجملة أن المشيخة هي مكانة عظيمة لم يصلها بعد.

 

ممكن تعرفنا أكثر من هو “إبراهيم إمام” وكيف بدأ مشوار الدعوى؟

 

إبراهيم إمام شاب مسلم ليس لديه أي ميزة عن غيره إلا أن ستر الله وتوفيقه يحوطه من كل جانب، مقصرٌ أنا، لكن كريم هو، وبلا جهد كافي مني أصبحت هذا الشخص، إبراهيم إمام الساخر الهادف، بكرمه هو لا باجتهادي، فاللهم لك الحمد

أما طريقي إلى الله فلم يبدأ بقصة كبيرة تُحكى، ولكني كنت دوما أحب الله وأحب الصلاة، قبل بداية مشواري في الفيديوهات مباشرة، كنت أمرّ بظروف لم أمر بها طوال حياتي، كنت تائهًا متألمًا ومنكسرًا ولا أعلم أين الدواء ولا من أين النجاة، ثم وجدت نفسي أسير إليه، لا أعلم كيف ولِما، ولكنني اندفعت إليه بكل عجزي وضعفي وحزني .. فقواني وأرشدني، ووفقني وسددني، حتى أصبحت أحمده كل يومٍ أنه اختار ليَ البلاء، حتى يدلني إليه، حتى أعود من طريق لا أظن أن نهايته كانت ستكون إلا الهلاك، فاللهم لك الحمد.

 

لماذا وضع “إبراهيم إمام” لقب الساخر الهادف شعارا له؟ ولماذا تستخدم الحس الفكاهي في توصيل رسالتك؟

 

الساخر الهادف هو اسم أخذ منّي فترة كبيرة إلى أن كونته بهذا الشكل، أردت شيئا يعبر عني، وفي نفس الوقت يميزني، والحمد لله كنت موفقًا في الاختيار، وهو اسم مناسب للمحتوى الذي أقدمه، فأنا أقدم محتواي بشيء من الفكاهة، وينتهي الفيديو بتوصيل رسالة معينة وفكرة مفيدة بإذن الله، وأيضا أستخدم الحس الفكاهي لأن هذا جزء من حياتي ومن طبيعتي، وهناك فئات ليست بالقليلة، لا تصل إليها الرسالة إلا بعدما يشعرون أن الذي يتكلم معهم هو واحد منهم، وأنا واحد منهم بالفعل، أتعامل بكل تلقائية ولا أدعي المثالية أبدًا، كلكم خير مني، وبجمع تلك الأمور تجد ما أسميه أنا “الساخر الهادف”.

 

– هل طريق الدعوة إلى الله يسبب إخلالا أو ضررا لطريقك العلمي وخصوصا أنك تدرس الطب؟ وكيف توفق بينهما؟

 

كرم الله وتيسيره لي في طريقي العلمي يأتي كله بدون مبالغة عن طريق اجتهادي في طريقي إلى الله، فطريق الله كله خير، وليس الوقت “القليل جدا من وجهة نظري” الذي أبذله في طريقي مع الله هو الذي يؤخرني، بالعكس، فهو الذي يفتح لي أبواب الخير والعطاء الكثير من الله تعالى، وليس هناك تعارض بين الدراسة وبين كونك تسير إلى الله! ولم أفهم وجهة نظر الناس في النظر لمثل هذه المسألة، فعلى الرغم أنه من الممكن أن أسافر وأخرج وألعب وأشاهد المباريات وأقوم بزيارة الأقارب وأسهر للصباح مع الأصحاب ولا يمثل هذا كله تعارض مع الدراسة، لكن نأتي عند سويعات الدين المحدودة وندّعي أنه يمثل لنا العطلة والتأخير والعائق الأكبر عن الدراسة! وهذا للأسف آفة كبيرة وفكرة من الشيطان لصرف الناس عن طريق الله، ولعلنا نفهم.

 

– ما هي المصادر والمراجع التي تعتمد عليها في توصيل رسالتك؟ وهل من الممكن أن يكون هناك دعاة كبار يعتمد عليهم “إبراهيم إمام” كمصادر لمعلوماته؟ ومن هم؟

 

في المعلومات الدينية فالحمد لله مشايخنا كثُر ولا يتأخر أحد منهم في تقديم المعلومة أو البذل من وقته، والمشايخ والعلماء لا يقوم الدين إلا بهم، وأي أمر يحتال عليّ أقوم بجمع أكبر قدر من المعلومات من كل العلماء الموثوق في علمهم، ثم بفضل الله أصل للمراد في النهاية ودعني لا أخص أحدا بالاسم حتى لا أنسى أحدا، جزاهم الله عنا كل خير.

 

لكن المعلومات الأخرى فبحسب المعلومة، إذا كانت مشكلة علمية أبحث عنها في المراجع العلمية، وإذا كان موضوع اجتماعي أحاول أن أجمع معلومات من المجتمع وعن طريق الناس، ثم بعدها أبحث عن مرجع موثوق لكي أجمع منه حل ووصف علمي للمشكلة الاجتماعية بحيث نعرض المشكلة بالحل لكيلا نضيع وقت الناس.

 

– من الذي كان يشجع “إبراهيم إمام” ووقف معه منذ البداية في مشواره الدعوي؟

 

كانت أختي هي أول شخص دعمني، وأول شخص شجعني أن أبدأ في الأمر، كانت مؤمنة بي في وقت أنا نفسي لم أكن مؤمنًا فيه بنفسي، ولا زالت هي سيدة حياتي وصديقتي وحبيبتي ورفيقتي وأختي، حفظها الله لي.

 

– بالطبع واجهت أقوال هدامة في بداية مشوارك كيف واجهتها وتعاملت معها؟

 

في بداية المشوار كنت أعلم أن أول شيء سوف يواجهني هو كلام الناس، لكني تعلمت أنك لن تجد مَن يدعمك وأنت في بداية الطريق، الكل سيسخر منك في البداية، وكان آخر اهتماماتي هو رأي الناس السلبي، لأني كنت أفعل الشيء الذي أحبه، وغالبا كنت أرد على البعض ولكن في وقت لا يحتمل عدم الرد لكي يرتدعوا ويكفوا أذاهم عني وعن غيري، ويعلموا أن هذه معصية، ولكن لا أنكر أن هناك أحيانا نقدٌ بنّاءٌ صحيحٌ، وأنا أحب هذا النقد لأني أتعلم منه، حتى لو أن صاحبه خانته الكلمات ولم يسعفه التعبير، طالما كان صادقا فبإذن الله يصلني وأشكره ولا كِبر في هذه الأمور.

 

– ما هو أغرب سؤال واجهك في مشوارك الدعوي، ولم تجب عليه لأنه كان سؤالا صادما؟

 

هذه الاسئلة تأتيني بطريقة مرعبة ومتكررة، حيث أن الكثير من الناس يسألني أسئلة بديهية لا تحتاج لسؤال شيخ أو عالم، كأن يسألني “أتوضى ازاي؟” ، أشعر حينها شعور فرح ممزوج بحزن، فرح لأنه يسأل ويريد التعلم وهذا أمر جيد، وحزن لأنه إنسان بالغ عاقل متعلم ولا يجيد بديهيات دينه، وغالبية التساؤلات التي تأتيني ويظن صاحبها أنه لا رد عليها “كقضايا الوجود والخلق وغيره” تحتاج من السائل فقط أن يتقرب من الله و أن يبدأ في تحسين علاقة قلبه مع ربه، ولكن يختار الطريق الأسهل و يسأل شيخ أو عالم أو خلافه لكي يُسقِط من على نفسه اللوم والذنب، يُخدّر نفسه! .

 

– حدثنا عن شعورك عند انتشار فيديو يجمع بينك وبين القارئ عبدالرحمن مهدي ولقىٰ انتشار كبير عبر السوشيال ميديا؟ 

 

هذا الفيديو غالي جدا على قلبي، لأن “عبد الرحمن مهدي” أخويا ولا أبالغ، أحبه في الله جدا، والجلوس معه ينقلني لعالم آخر، وفقه الله،

وسبب هذا الفيديو إني كنت عنده لأمر معين لا علاقة له بالفيديوهات أصلا، ولم نمهد لهذا الفيديو ولم نخطط له، وفجأة جاءت تلك الفكرة ونحن نتحدث وقمنا بعمل هذا الفيديو، وهو من القراء المميزين جدا بالنسبة لي

وشعوري تجاه هذا الفيديو هو إحساسي أن الله عز وجل وفقنا لأمر لو خططنا له لأيام لم يكن ليخرج بهذه الصورة أبدا، الله كريم، فاللهم لك الحمد.

 

– نرى الكثير من الشباب بعيدين كل البعد عن الله كيف توضح هذا البعد؟ و بماذا تنصحهم؟

 

غياب دور الأسرة، وغياب دور المدارس، وغياب الإعلام والفن الهادف النظيف، وتصدير النماذج السيئة الفاسدة على أنها نماذج ناجحة، وللأسف غياب دور المسجد..

هذه التجميعة كفيلة أن تدمر المجتمع المسلم أيا كانت درجة قوته، وأنصح أصدقائي وإخوتي بصحبة صالحة، وستجدونها ولكن ابحثوا جيدا، ونظرة للآخرة والموت الذي سيأتي لا محالة .. مهما تهنا وابتعدنا سنذهب إليه، فأخرجوا الدنيا من قلوبكم يا إخوتي، واجعلوها آخر همومكم، وسيروا إلى الله، فهنالك النجاة!

الطريق إلى الله آمن يا صديقي، فانتبه أن تتوقف.

 

– حابب تقول إيه لجمهورك من خلال موقع الانطلاقة نيوز؟

 

إن الطريق رغم طوله .. قصير، وكل نجاح حققناه مهما بلغ حجمه وعظمته ولكن كان لغير الله .. فهو حقير، كل طموحك .. كل آمالك .. كل سعيك .. كل إنجازاتك .. إنْ كانت لغير الله فما هي إلا كالهباء المنثور ..

هذه الدنيا ملهية مُشقِيَة، لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فلا تجعلها تستحوذ عليك أكثر من اللازم فتُهلكَك كما أهلكت مَنْ كان قبلك

إن الطريق صعب إذا لم تصحب معك القوى .. فلا تنساه حتى لا ينساك .. فتنسى نفسك

وداوم على قيام الليل وصدقة السر، وادعوا الله بقلب متعلق بعفوه ولطفه، وراجعوا أنفسكم كل يوم .. فما تدري ماذا تكسب غدا، وما تدري يا صاحبي بأي أرض تموت، ومن أين ولا كيف سيأتيك الموت، فاعمل.

اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا يا رب سببا لمن اهتدى.

الاخبار العاجلة