إيران واسرائيل والخطوط المتوازية في الأراضي العربية؟؟ 

علي الشيخ5 سبتمبر 2020
السيد الرازقي

 

بقلم/السيد الزرقاني

 

– كانت ومازالت المنطقة العربية هي الميدان الرئيسي للصراعي الايدلوجي والاستعماري بما تملكه من مقومات طبيعية وبشرية تميزها عن غيرها من مناطق العالم أجمع، رغم انها تجمع قومية من اهم القوميات العربية إلا أن التغلغل الاستعماري مازال قائما بما تنازل عنه أهل القومية من ثوابتهم.

والتي كانت هي الحصن الحصين لقوتهم في وقت ما، ومن المعروف ان تلك المنطقة رهن ثلاث مشاريع استعمارية محددة ومعلومة للقاصي والداني هما المشروع الفارسي تقوده إيران بما تحاول إيهام العالم بأن الأرض العربية هي إرث شرعي للإمبراطورية الفارسية العظمي التي نجح المسلمون وابناء الجزيرة العربية في القضاء عليها بعد موقعة نهاوند عام 21هجرية، وهذا المشروع يلقي اعتراضا قويا من القوي الكبري إلا أن المصالح أحيانا ترجي التصادم الحتمي بينهما وتظل الحرب الباردة بينهما هي الاختيار الحتمي أيضاً ربما لفترة من الزمن، وثانيا المشروع الصهيوني الذي تحددت معالمه في المؤتمر اليهودي الثاني عام 1907وتحددت فلسطين بداية للبدء في المشروع الكبير وهذا المشروع يلقي تايداً كبيراً من الدول الكبرى.

منذ القدم بداية من إنجلترا التي وفرت كل السبل لمساعدة دعاة هذا المشروع والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الذي كان شريكا في اتفاقية سايكس بيكو 1916ومن الدول الأولي التي وقعت علي بيان الاعتراف بحدود اسرائيل الجديدة عام 1949علي حساب فلسطين العربية، وثالث تلك المشروعات هو المشروع العثماني و تقوده تركيا بقيادة اردوغان وهو احدث تلك المشروعات ويعتبر الاراضي العربية من المحيط للخليج هي ارث شرعي للأتراك وتنافس إيران فيما ترمي اليه.

وهذا المشروع يقوم علي أساس التناقضات القائمة بين المشروعين السابقين تخلي بعض العرب عن ثوابتهم كما حدث في ليبا وشمال سوريا والعراق وبعض القائمين علي ادارة السودان حاليا، وبالنظر الي تطور الاساليب والاستراتيجيات بين تلك المشاريع الاستعمارية نجد ان إيران واسرائيل يتنهجان سياسية الخطوط المتوازية في المنطقة العربية فمنذ عام 1925ومع اكتشاف البترول في منطقة الاحواز العربية التي تمتلك موقعا هام بالنسبة للامن القومي العربي بذلك الامتداد الطولي علي الخيلج العربي حتي مضيق هرمز الذي كان خليجاً ومضيقاً عربياً خالصًا عملت ايران علي احتلال تلك الدولة ومساحتها تفوق بكثير مساحة فلسطين.

وتعتبر هي خط الدفاع الأول الأمة العربية، وبالفعل نجحت ايران في احكام سيطرتها علي الاحواز والخليج العربي عام 1928وترتكب ابشع الجرائم الانسانية حتي الان ضد شعب الاحواز العربية، في ظل انشغال الملوك والحكام العرب آن ذاك بالحفاظ علي عروشهم، واستمرت في مخططها حتي احتلت جزر الإمارات الثلاث عام 1971،ثم تغلغلت سياسياً في البلاد العربية في صور اخري بشكل متوازي “حزب الله في الشام-الحشد الشعبي في العراق-الحوثين في اليمن” ومازال التغلغل مستمر بعلاقات تجارية وتطبيع شيعي وسياسي واقتصادي مع الدول العربية، واصبح لها اذرع اعلامية وسياسية فعالة في البلاد العربية لتخريج اجيال عربية لا تؤمن بالثوابت الأصيلة للقومية العربية العربية، وعلي الجانب الاخر نجد اسرائيل تنتهج نفس الأسلوب يكاد يتطابق مع أسلوب إيران فهي اختارت القلب العربي لتعبث به وتحقيق مٱربها العدوانية مع احتلالها لأرض فلسطين العربية لتخلق واقعًا فعلياً وعلي الاخرين التعامل مع الواقع الذي تفرضه اسرائيل ومن خلفها من القوي الكبري، ومازال حلم اسرائيل الكبري قائم حتي إشعار عربي اخر ينهي هذا الحلم، وقامت اسرائيل بالتغلغل السياسي والاقتصادي في البلاد المؤثرة”مصر-الامارات-السعودية-الأردن-المغرب”.

و مازال التغلغل السياسي والاقتصادي الاسرائيلي مستمرا بالتوازي مع ايران في ذات المناطق الحيوية بالمنطقة، وفي المساحات المتناقضة تتغلغل تركيا ولكن السؤال الحتمي برغم ان كل الشواهد تؤكد ان الكل له هدف استعماري.. فأين المشروع العربي الذي يحمل الثوابت التاريخية الناهضة لأمتنا؟؟

إذا لم يكن الرعد يصاحبه مطرًا فلن ينبت عشباً عربياً.

الاخبار العاجلة