بقلم :مصطفى شاهين
مصطفى شاهين: منذ فترات طويله ونحن نقول بأن هذا الوباء سوف ينتهي قريبًا، وندعوا الله عز وجل بقلوبٌ عامرةٌ بالإيمان حتى يتم القضاء على هذا الوباء اللعين التي أشعل نار الحرب على جميع البشرية جمعاء، وفي تواصل مستمر بالدعاء نجد أُناسٌ لا يعتبرون مما يحل بهم يخرجون من بيوتهم بكل سخرية وجبروت ساهيين عن كم الإحترازات التي يُنصح بها من قبل الجهات المسؤولة، أيامٌا مضت وأخذت أفلاذ الأكباد معها بلا رحمة ولا مسؤوليه، رغم حجم الأطباء والأجهزة المستحدثة والتطور المستمر في الحياء، لكن لا يمكنهم القضاء على كوفيد 19.
قد غلب عليه الأمر بسؤوالٌ أسئله لنفسي في كل وقت وكل حين إلى متى سيموت الأحباب والطب عاجز عن شفاءهم؟، زعم البعض بأن السبب الرئيسي في تلك الجائحة هم الطاقم الطبي الذين بذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ المرضى وقالوا بأنه لا يوجد طب ولا أطباء ولقبونهم “بالفشلة”، ولكن يتضح لنا الأمر بأن الطاقم الطبي بذلوا جهدًا جبارًا على المستوى المحلي والعالمي حتى يشفوا
مريضًا من هذا الوباء، ولكن رأيت أنا مصطفى شاهين أن الأمر خرج عن سيطرتهم وعدم إدراكهم عن ما يحدث من تحَور دائم لفيروس كورونا وإصابات المئات ووفيات العشرات كل يوم.
قد تبين من أراء المختصين والفقهاء أن هذا الفيروس إبتلاءٌ من الله عز وجل ولا يمكن لأحد مهما كانت قدرته وسلطته أن يقضي على هذا الإبتلاء العظيم، حيث أن ربَ العزة ضرب لنا أروع الأمثل في الصبر والتقاوم وعدم التناحي عن قدرته عز وجل، ضرب لنا درسًا قاصيًا حتى يبين لنا الأخطاء والفواحش التي نرتكبها كل يوم في السَر والعلني في السراء والضراء من غير تعلم ولا تعليم مما نرتكبه، أرى كل يوم كم من الأخبار والحوادث الفاضحه التي تخلج منه النفس ما بين قتل وسرقة وإغتلاس وقذف وشراء الأخرين بالمال “الرشوة”.
شهدت مستشفى زفتي والحسينية مأساة كبيرة عملت ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي وشاشات التلفاز من موتى كل من العناية المركزة المصابيين بفيروس كورونا بسبب نقض فادح في الأكسجين، وأرتباك معظم الطاقم الطبي وعدم السيطرة على الموقف اللعين التي شهدته المستشفى، موقفٌ صعب للغاية لموتى المرضى أمام أعين الأهالي وحزن قد فجع في أنحاء المستشفى وتبرير مزيف من المسؤولين حتى لا يحاسبو، هل إذا كان هناك كم فائض من الأكسجين كنا سنشاهد تلك المواقف المحزن؟، أبدًا لأن هذا قدر الله التي لا مفر منه ولا تزحزح عنه، ولكن كل وفاة سبب والسبب الرئيسي هنا ليس نقص الأكسجين بل سذاجة المسؤولين بكل سخرية أمام تلك المواقف الفاضحة.
عندما رأيت صورة الممرضة التي أنهارت من البكاء والحزن الشديد بسبب ما تشاهده من موت في كل ساعة بل كل دقيقة، لم تنهض أبدًا على التحكم النفسي وأصيبت بأنهيار عصبي قائله “ليتني كنت الضحية ولا أشاهد ذلك”، إذا كان المتوفي يموت ويرتاح فماذا عن الأهل الذين ينهاروا من البكاء بل منهم من يموت أيضًا بسبب الحسرة على الغير.
أمي ماتت أبي مات أبني ، بينتي، أختي، أخي ماتوا، ماذا يا ذو صحة فائقة سيحدث لك إذا سمعت تلك الكلمات التي يصعب تفسيرها، ليس تقصيرًا ولا مقصودًا لكنه درسًا قد ضربه الله لنا قد نتعلم من كم الحزن والأسى التي نشاهده في كل بيت اليوم، كادت عينان تظرف بالدمع بسبب مالا يتحمله القلب ووضعت نفسي مكانهم حتى أرى ما يمرون به “إحترز فإن الموت قادم إليك ولا تخجل من أمري الله بل تعلم من أخطاءك التي دهاتدك الدنيا بها”.
قد ضربت مثلاً في العنوان بأن الشعب مثل النمل والمسؤولون مثل الثعالب يسخرون من النمل السائر في ملكوت الله وكأن الشعب يسير في أراضيهم، كلنا سواسية ولا يمكن لأحد أن يتحكم في شخص بعينه لكن الله هو الحاكم والمحكم في جميع الأمور.
في أخر كلماتي لم أطلب إلا طاعة الله وولي الأمر الخائف على صحتنا، ولابد علينا من الإستجابة لهم ووضع الإحترازات الصادره من قبلهم في عقولنا وتطبيقها على الأهل والغير، والرجوع بقلوب عامرةٌ مليئةٌ بالإيمان إلى الله والخضوع في الدعاء الملحم بالذنب في كل أوقاتنا.