قصف ريف تل التمر الواقع في شمال سوريا للأغلبية المسيحية في عيدهم 

علي الشيخ13 يناير 2021آخر تحديث :
قصف ريف تل التمر الواقع في شمال سوريا للأغلبية المسيحية في عيدهم 

 

بقلم: عمر ابو الحسن الباحث في الشئون التركية

 

يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع احتفالات الطائفة الآشورية المسيحية بالأعياد، حيث أقامت قداس “عيد القيامة” في كنيسة القديسة وسط بلدة تل تمر ذات الغالبية المسيحية، تحت مظلة الخوف من القصف.

 

وارتفع قرع أجراس الكنيسة على أصوات الرصاص والقنابل ونيران المعارك التي تحاصر البلدة الصغيرة الواقعة على نهر الخابور، على بعد 40 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة.

 

واقتصرت أجواء الاحتفال على أداء التراتيل الدينية والترانيم الخاصة، وغابت عن شوارع تل تمر، التي تعد الموطن الأصلي للأقلية الآشورية في سوريا، مظاهر الزينة المضيئة واللوحات الراقصة والكرنفالات التي كانت تجوب أزقتها وتطرق الأبواب، مهنئة المحتفلين بالعيد.

 

وأثقلت المعارك التي تشنها الميليشيات الموالية لأنقرة على ريف البلدة منذ العملية الأخيرة المسماة “نبع السلام”، التي نفذتها الحكومة التركية ضد الأكراد في أكتوبر 2019، واحتلوا شريطا حدوديا بطول 120 كيلومترا على امتداد الحدود السورية التركية، إلى جانب مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وألحقوهما بالدولة التركية، بعد أن وصلت نيران قذائفهم إلى مشارف بلدة تل تمروفي صبيحة عيد القيامة، وسعت آلة الحرب التركية قصفها على الريف الشمالي لناحية تل تمر، واستهدفت قرية الفكة والدردارة، والقرى المنتشرة على الطريق الذي يربط تل تمر وزركان في الريف الشمالي لناحية تل تمر.

 

الشماس شليمون برشم، وهو رجل دين في كنيسة القديسة، تألم من غياب المهنئين بالعيد، حيث خلت مقاعد الكنيسة من زوار قرى الخابور ممن كانوا يحرصون على حضور القداس في كل عام.

 

لكن تلك القرى باتت فارغة ومهجورة من أهلها منذ 2015، حين هاجم تنظيم “داعش” الإرهابي قرى الخابور واختطف عشرات المسيحيين.

 

ولم يخف برشم في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، حزنه من هجرة غالبية سكان البلدة بسبب شبح الحرب الذي تلوح به أنقرة منذ أكثر من عام.

 

وقال: “المعارك التي تبعد 3 كيلومترات فقط عن البلدة أجبرت العائلات على الفرار وترك منازلهم وأملاكهم والبحث عن فرصة حياة وسلام، إما في نزوح داخلي باتجاه الحسكة والقامشلي ومدينة حلب، أو طلبا للجوء في الخارج”.

 

وتابع: “كانت موجة الفرار الكبيرة للعائلات المسيحية قد بدأت منذ هجمات تنظيم داعش على قراهم، وتدميره أكثر من 10 كنائس واختطاف مئات المدنيين آنذاك، قبل الإفراج عنهم بمقابل مادي كبير”.

 

وأضاف أن الميليشيات الموالية لتركيا استولت العام الماضي على أملاك المسيحيين في تل أبيض ورأس العين، ودمرت الكنائس ونهبتها،وياتي ذلك ضمن عمليات النبع السلام التي أعلنتها تركيا منذ عام 2017

الاخبار العاجلة