تحدى الصعاب وكسر حاجز اليأس.. ما هي قصة صلاح جمال طالب جامعة الزقازيق؟

تحدى الصعاب وكسر حاجز اليأس.. ما هي قصة صلاح جمال طالب جامعة الزقازيق؟
صلاح جمال

لم تشكل الأيام الصعبة في حياتنا عائقا دائم ولكن تلك ما هي إلا اختبارات الرضا والصبر من الله، إن أسلم الاستجابة قبولها هينة فيدهشنا الله بعطياه، وكما يُقال دائما “إن الصبر مفتاح الفرج”، ومن بين ثنايا العتمة تضيء دروب لم تكن في البال، ويُرسل الله أشخاصا شخصها في نفع الناس مهما كلفهم الأمر صعوبة، إنها لرحلة طويلة كللها الصبر والمثابرة، شخصية شابة أثرت بدعمها في من حولها، إنه طالب بجامعة الزقازيق أحب أن يترك بصمته في زملائه مع نهاية آخر سنوات دراسته.

حرصنا على إجراء حوار مع الطالب الجامعي صلاح جمال، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التمريض جامعة الزقازيق، مواليد عام 2000 بمركز صان الحجر بمحافظة الشرقية، وفي السطور التالية نسلط الضوء على أبرز ما قاله لنا.

جامعة الزقازيق

بدأ صلاح جمال حواره بالحديث عن دخوله كلية التمريض جامعة الزقازيق والتي كانت بناءً على رغبة شقيقه وأسرته، والذي اكتشف بعد ذلك أن مجالها مفيد فأحبها، وقال أنه كان سيندم إذا لم يدخلها أو رفض؛ لأنه بعد التوسع في مجالها فهمها أكثر ورآه مجالا ليس بقليل كما يُرى من أغلب الناس، بل يكفيه كما قال دعوات الناس له.

تابع “جمال” حواره يتحدث عن سنوات الدراسة والتي لم تكن أمرًا هينًّا وكانت صعبة إلى حدٍ ما، ولكنها كانت تمر بكرم الله ومن هنا أخذ خطوته الأولى في نفع زملائه.

قرر صلاح الطالب بجامعة الزقازيق أنها طالما باتت صعبة يحاول تسهيلها بأي شكل ليهونها على نفسه وعلى زملائه، وأنه مادام وقته كُلل للدراسة فقط ولم يتفرع لغيرها فلما لا يحاول أن يساعد دفعته.

شرع صلاح في تفريغ التسجيلات الصوتية للأساتذة في كليته وكان يذاكرها جيدا ثم يحاول أن يقدمها في صورة أسهل لزملائه، وكما ذكر أنه كان يعرف أنهم لم يستطيعوا حضور المحاضرات النظرية؛ لإنشغال بعضهم في عمل بجانب الدراسة ومنهم من يعول أسرته وينفق عليها، فحاول أن يخفف عنهم ليوفر لهم وقتا أكثر للمذاكرة وفهم المعلومة.

أضاف أنه كان يسجل المحاضرة مقطعا صوتيا في وقت لم يتعدى النصف ساعة يحتوي خلالها على المهم في المحاضرة فقط فيذاكرها زميله ويجيد فهم المحاضرة فيحصل على درجات وتقدير أعلى في المادة.

أشار صلاح بالذكر إلى شقيقه “السيد” والذي قال عنه أنه مثله الأعلى وهو الداعم له هو وأسرته كاملة وخاصة آخر سنة له وذلك لما مر خلالها من ظروف صحية ولكنه لم يستسلم لها ولم تعيقه عن مساعدة زملائه وذلك لأنهم كانوا قد اعتمدوا عليه فلم يخيب ظنهم وأكمل.

وجه طالب كلية التمريض بجامعة الزقازيق جمال شكره الخاص لزملائه وأنهم سبب الدعم له وكما قال أنه من غير مساندتهم لم يكن ليكمل.

أردف صلاح في حديثه أنه كان يساعد بشرحه إضافة أسئلة عليه حتى تساهم في تثبيت المعلومة والتي تكون مشابهة لأسئلة الامتحانات وكان شغله الشاغل هو أن تنتهي السنة الدراسية صعودا لمرحلة قادمة وكافة زملائه معه دون أن يرسب منهم أحد.

طالب جامعة الزقازيق
طالب جامعة الزقازيق

أخص بالذكر تفاصيل أخرى عن بداياته في فكرة تقديم محتواه أنه بدأ وهو في أواخر السنة الدراسية الثانية له بالجامعة والتي كانت “الفرقة الثالثة” عندما طلب منه أحد زملائه توضيح بعض المعلومات في مادة التثقيف الصحي فقام بشرحها له وفهم زميله ومن هنا قام بتعميمها على كافة زملائه.

وقال أنه كان يجد قرابة 85% من الأسئلة التي كان يقوم بصياغتها وطرحها على زملائه أثناء الشرح داخل الامتحان حتى وصلت لنسبة 90%، وتابع أن حُلمه القادم هو إكمال دراسات عليا في مجال التمريض عامة وفي تخصصي النساء والتوليد، والمسنين خاصة؛ لأنهم يفضل محتواهما وكانا أكثر الأقسام التي أحبها داخل الجامعة.

لفت صلاح طالب جامعة الزقازيق الإنتباه في حواره إلى دخوله الكلية والتي لم يدخلها بعد إتمام مرحلة الثانوية العامة مباشرة بل سبقها دراسة معهد فني صحي شعبة تمريض وذلك عقب الثانوية، وكان قد سمع الكثير من الكلام عن المهنة والمجال وكان في بادئ الأمر لم يتقبلها ولكن مع مرور الوقت عرف قيمتها الحقيقية التي لم يراها الكثيرون، بل أضاف أنه لو يكن جزءا منها اليوم كان سيحزن كثيرا، فهي غيرت في شخصيته الكثير رُغم شعوره بأن حقها قد هُدر ولم تأخذ قيمتها بين الناس.

وحرصنا أن يكون ختام الحوار برسالة خاصة له من إحدى زملائه كان نصها: “يتعب و يسهر ، يحاول ولا ييأس ، يتمسك بالسعى ليقتضى حتمية الوصول ، و الوصول هنا هو مساعدة دفعته بكل ما أُتيح له من السبل.

أىُّ عطاءٕ هذا الذى يجعلك تفعل الكثير بدون مقابل !.. قليلون فى هذا العالم من يفعلون الخير بصدق وأنت منهم.

أعلم ان كلمة شكراً لا توفيك حقك ولكنها أبسط شئ يمكننا قوله ف شكراً من القلب لمن ضحى بوقته و جهده لمساعدتنا، سيظل اسمك محفور بذاكرتنا دائماً، لن ننسى أبداً ما قدمته لنا من الدعم فى الوقت الذى كنت أحق به، لن ننسى جهدك الكبير طوال العام وفى ليالى الامتحانات المرهقة جداً ، أسأل الله أن يَمُن عليك بالنجاح و التوفيق أينما كنت وان تُستجاب دعواتنا لك”.