ملتقى صالون أيامنا الثقافى فى دورة انعقاده الثالثة ” دور الأحزاب السياسية والحياة السياسية المصرية إلى أين ” 

علي الشيخ6 مارس 2021آخر تحديث :
ملتقى صالون أيامنا الثقافى فى دورة انعقاده الثالثة ” دور الأحزاب السياسية والحياة السياسية المصرية إلى أين ” 

 

 

تقرير: إسلام يوسف 

 

فى استمرار انعقاد الملتقى الثقافى التنويرى أيامنا برعاية حزب العربى الناصرى بالمنوفية للدورة الثالثة على التوالى تحت عنوان ” دور الأحزاب السياسية والحياة السياسية المصرية إلى أين ؟

دارت كلمات ونقاشات حول الموضوع الملتقى تحدث فيها د.السيد الزرقانى الكاتب الصحفى والروائى والسياسى عن تاريخ نشأة الأحزاب السياسية فى مصر منذ عام 1907 وصولا إلى عام 2012 وأصبح لدينا 106 حزب فى مصر ، وأنواع الأحزاب سلطة ومعارضة وكرتونية لا وزن لها والتحالفات الإنتخابية وغيرها من الأمور الخاصة بالأحزاب والحياة السياسية ، كما تحدث الأستاذ مؤمن ماهر أمين عام حزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى عن رؤية الحزب فى المرحلة السابقة وعن الحياة الحزبية وتأثيرها على الوعى السياسى والمعارضة ودورها فى بناء الديمقراطية والتحالفات الهشة لصالح الأفراد التى دخلوا إليها .

وجاءت كلمة الأستاذ إسلام يوسف عضو اللجنة الإعلامية لصالون أيامنا الثقافى كالأتى :

 

” فى البداية أشكر الأستاذ السيد الزرقانى على حسن الاستفاضة من كلامه عن تاريخ الأحزاب منذ النشأة حتى يومنا هذا وكما اشكر الأستاذ مؤمن ماهر على توضيحه جوانب من الحياة السياسية المصرية فى غاية الأهمية لابد من الأخذ بها فى الإعتبار فى إطار الدعوة للديمقراطية الحقيقية .

بداية حديثى عن أنواع الأحزاب المصرية من النشاة حتى وقتنا هذا :

الجزء الأول : أحزاب السلطة

وهم الذين يتصدرون العمل السياسى فى الدولة حتى منذ البداية الوفد والدستورى صراع من أجل السلطة فريق مع الملك وفريق معارض للملك وللإنجليز وموع المواطن المصرى رغم اختلاف التوجه إلا أنهما اشتركا فى نفس الخانة أحزاب السلطة حتى عام 1952 وثورة يوليو تحول حزب السلطة إلى الإتحاد الإشتراكى الذى هيمن على السياسة وعدم وجود معارضة أى كانت وامتد ذلك إلى الرئيس السادات الذى أرجع الحياة الحزبية ولكن بشروط كل تجمع فكرى ضمهم إلى حزب معين لديه نفس الرؤية حتى وصلت الأحزاب إلى 4 أحزاب تحمل الأفكار السياسية للمجتمع المصرى آن ذاك ، وحتى قدوم مبارك عام 1981 اعاد الحزب الوطنى وانضم إليه وأصبح حزب الوطنى الديمقراطى الإجتماعى مسيطر على الحياة السياسية المصرية كاملة حتى أصبح من يريد النجاح فى الإنتخابات ينضم إلى ذلك الحزب مع اسكات جميع قوى المعارضة إما بالترغيب أو التهديد والسجن والمضايقات الأخرى فى العمل والمكانة الإجتماعية للفرد المعارض وامتد حتى عام 2012 بعد ثورة 25 يناير وعدم وجود تيار مدنى قوى يعقب الحزب الوطنى سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على الحياة الحزبية والسياسية بقيادة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للإخوان وحاز على أغلبية النواب والشيوخ بسبب ضعف الحياة المدنية الحزبية وبعثرتها وتفككها وصرات القيادات العليا للأحزاب من الذى يتولى رئيس الحزب ، وكان حزب المعارضة الحركة الوطنية حزب الفريق أحمد شفيق مرشح رئاسة الجمهورية عام 2012 ولكن لم يلعب دور المعارضة لتضيق النطاق عليه من أتباع الإخوان فهرب إلى خارج الدولة حتى لا تناله أيدهم فتراجعت الحياة السياسية الحزبية فى مصر حتى ظهور حركة تمرد التى أشعلت فتيل الثورة وتجمع بعض الأحزاب المدنية الوطنية فى تيار جبهة الإنقاذ ” ولكن التواجد نسبى قليل جدا لأنهم لا قوة أرضية لهم على الشارع المصرى بخلاف ائتلاف الأغلبية الصامتة الصامتة الذى ظهر كقوة على الشارع السياسى فى المظاهرات بالآلاف فى مختلف الميادين ونقطة تحول فى الأيام الأخيرة خصوصا يوم 21-4 -2013 دعت الاحزاب التيار المدنى جبهة الإنقاذ للوقوف حول الرئيس والمطالبة بالإصلاحات بينما الشارع يغلى بالثورة لأن الرؤوس خافت على نفسها من الطيران تلك الحقيقة المرة التى يخفيها الجميع وما إن قامت ثورة 30 يونيو حتى وجدنا أنفسنا أمام نفس المأذق لايوجد قواعد شعبية للأحزاب السياسية فسيطر عليها رأس المال ورجال الأعمال فى أول انتخابات عام 2015 وسبقها اسهال الأحزاب انتج لنا 20 حزب قوى والباقى لاوزن له فى الشارع كان على رأس تلك الأحزاب المصريين الأحرار فاز بأغلبية مجلس النواب ولكن لم يسطيع تشكيل الحكومة بسبب الخلافات مع التيارات السياسية الأخرى فكان هناك 28 حزب سياسى فى البرلمان والأغلبية للمستقلين فجاءت فكرة التكتلات الحزبية حتى ينهوا الصراع وقد كان .

 

فى انتخابات 2020 التى كانت تجرى فى الشهر 12 دخلت ضمن التحالف كتلتين أيضا من أجل مصر والمستقلين ولكن لم تتواجد الإنتخابات حزبية منفردة إلا من بعض الأحزاب فى المقاعد الفردية .

 

الجزء الثانى : هم أحزاب المعارضة

والمعارضة هى الرؤية المخالفة للوزراء السلطة التنفيذية ” الحكومة ” والتى تتعارض مع رؤية وصالح الرجل البسيط فى الشارع فتمثل المعارضة هنا وجهة نظر الطبقة التى جاءت منها الظهير الوطنى المكمل لرؤية الأغلبية ولكن الحقيقة هى ظهور المعارضة بشتى الأشكال من أول ما ظهرت لمخالفة حزب الوطنية الوفد الذى يهاجم الحكومة والملك والإحتلال وكانت أحزاب المعارضة للوفد فأسقاطه لمصلحة الإنجليز والملك وليس من أجل الوحدة الوطنية والمشروع القومى المصرى وكان الوفد يمثل حزب المعارضة أيضا للإحتلال والملك وهذه نزعة وطنية منه ، وهناك تيارات أخرى كانت تمثل معارضة مسلحة وهم الجماعات الإسلامية مرة نجدهم يعارضون الملك والإحتلال ومرة يعارضون حزب ااسلطة للوصول مكانه للحكم اشتركوا فى اغتيالات والعمليات المسلحة وقتل قيادات عليا فى الجهاز التنفيذى لإعلان وجودهم فى الشارع حتى مجىء عام 1952 الثورة اتجهت الرؤية إلى اتجاه واحد فغاظت تلك الجماعات ودبروا لإغتيال عبد الناصر بالمنشية لأنه رفض رؤيتهم فى الوصول لأكبر عدد من مناصب الحكومة المعينة للثورة ، وفى عهد السادات ومع بدايات حكمه ظهر فصل الإتحاد الإشتراكى لكى يقفوا السادات عن إدارة الدولة لأن ولائهم كان لروسيا التى بينها وبين السادات خلافات شديدة وصل بهم الأمر فى عيد العمال بمنعه من الحديث حتى لايكمل يكمل كلمته فستطاع أن يشد الحماس الجماهيرى ليأخذ الدفعة بصالحه فدبوا محاولة لقتله وترهيبه بالرسائل ولم تفلح وأخرها تقديم الاستقالة الجماعية عام 1972 حتى يكون هناك فراغ تنفيذى فقبل الإستقالة وشكل حكومة جديدة التى كانت لها الدعم القوى فى نجاح حرب اكتوبر ، وحل الاتحاد الإشتراكى ، وبعد الحرب كانت المواجهة بينه وبين التيارات اليسارية واليمينية معا لأن المحرك كان أمريكا واتفقوا جميعا على قتل السادات يوم الإحتفال .

وفى عهد مبارك كانت المعارضة رمزية كهدية من النظام لبعض الافراد فى صورة 5 مقاعد إلى 10مقاعد حتى عام 2005 ومع الضغوطات وصل عدد نواب المعارضة 77 عضو كانت القشة التى قصمت ظهر مبارك وهى التعديلات الدستورية عام 2005 وعدم وجود معارضة نهائيا وان الرئيس مدى الحياة بعد اسقاط أيمن نور ونعمان جمعة ومحاولة اغتياله ولم تفلح فأغلق حزب الغد .

بعد ثورة 25يناير وأثناء حكم الإخوان كانت لا توجد معارضة لا من القوة المدنية ولا النظام يريد معارضة ، والآن الرؤية واحدة لعمل الأحزاب والأحزاب المعارضة مقاطعة الاستحقاقات الإنتخابية اعدم تكافىء الفرص للمنافسة ولسيطرة رجال المال السياسى على الحياة السياسية والإنتخابية فى مصر .

 

الجزء الثالث : الأحزاب الكرتونية

هى الأحزاب اسم لافعل لاظهير لها ولا يوجد أعضاء بها فى الشارع وهذا بسبب تكوينها من الباطل بشراء التوكيلات العضوية التأسيس أما التواجد كعضو داخل الحزب لايوجد ، وأن تواجدت فهى أحزاب المعارضة من أجل المعارضة خالف تعرف لاتقدم بديل للذى تعارض عليه لغياب الهدف والرؤية لهم عن مصلحة العامة للدولة .

 

المشاركة الجماهيرية والحزبية :

 

طرح سؤال لماذا الجماهير لا تشارك فى الأحزاب ؟

لعدم وجود ثقة بين الناخب والمرشح أو الحزب على أرض الواقع والذى يهم المواطن هو الخدمات الفاسدة يريد من يصلحها ولقمة العيش ، الخدمات المسؤول عنها الجهات السيادية والجهاز الإدارى المحلى والوزراء فى متابعة التنفيذ ودور مجلس النواب والأعضاء متابعة الإداريين ومحاسبتهم إذا قصروا فى عملهم لكى يصل ذلك إلى المواطن الذى انتخبهم ، الهدف الثانى للمواطن هو لقمة العيش لو قلنا له تعالى شارك فى مؤتمر انتخابى اول كلمة سيقول لك هتدينى كام ؟ لإنك أوقفت جزء من يوميه الذى يعمل به .

ومن الأسباب العزوف عن الإنتخابات للأحزاب السياسية عدم وجود كوادر لها قادرة على شد المواطن لها وإنما بعد الفوز النائب المرشح لايراه الشارع إلا فى الإنتخابات المقبلة وذلك أدى إلى شيوع فكرة ” ياعم إللى ينجح ينجح وهما اللى هيفوزوا إللى تبعهم .

ثانيا ظهور الأحزاب المالية :

فكرة ظهور الأحزاب المالية قديمة الأزل فهى فلسفة للأغراض السياسية حيث تشتهر مقولة ” الإقتصال والسياسة وجهتان لعملة واحدة ” كلاهما يقوم على خدمة الأخر فى مصر الإقطاع والرأسالمية 27عائلة يسيطرون على مصر أيام العثمانيين والإنجليز وقامت ثورة 1952 وألغت الإقطاع ووزعت أراضى الإقطاع على البسطاء فتولدت كره للدولة من هؤلاء العائلات منهم من انخرط فى النسيج القومى للدولة ومنهم من شق عصا الطاعة والحقد والغل لما فعل له ولممتلكاته حتى تجىء الفرصة السانحة للإنقضاض مرة أخرى ففهى عام 1977 والإنفتاح الإقتصادى توغل رجال الأعمال فى كافة مناحى الحياة المصرية وامتد هذا إلى عهد مبارك الذى سمح بتحويل القطاع العام إلة خاص عبر بيع الشركات وغيره وأصبح المتحكم فى الدولة هم رجال الأعمال والمستثمرين وظهر أول شىء فى القنوات الفضائية الخاصة التى تخدم على مصالح رجال الأعمال ثم بعد انفجار ثورة 25 يناير لاشد أن المال سيلعب دورا فى الحياة السياسية المصرية فكونت الأحزاب ذات طابع مالى رأس ممول للحزب مثل المصريين الأحرار – مستقبل وطن وسط تغييب من القوى السياسية الأخرى التى غاب عنها استثمار أموال الداخلية للحزب فى انشاء المشروعات لأن الحزب لو تم استثماره كما يجب أن يكون لأصبح هناك دولة داخل دولة فى الإقتصاد المباشر للدولة المصرية .

 

ماهى القاعدة التى نشات عليها الأحزاب ؟

 

للأسف الشديد هى قاعدة الرأس أن الهيئة العليا الحزب من اشتراك مجموعة معينة على عدة أفكار فطرحت وجهة نظرهم ثم انضم إليهم جزء بسيط من الأشخاص وتقدموا بأوراق اعتمادهم كحزب سياسى فى مصر لكن لم يكونوا ظهير شعبى ولا أعضاء قاعدة فى القرى والمدن قبل التقدم بأوراق اعتمادهم كحزب سياسى والحجة لديهم فى هذا أننا بأفكارنا سندخل الناس إلينا وينضموا إلى حزبنا ولكن هيهات من تلك الحجة لأن المواطن سيهرب منهم لأنهم يتكلمون بلغة الثقافة العليا التى لن يفهما تعكس تعكس بعد الأحزاب عن الشارع بسبب عدم وجود قاعدة شعبية من الأعضاء لديهم وأن آفة من آفات الحياة الحزبية فى مصر هى صراع مناصب العليا للحزب كثير من الأحزاب يحدث بها انشقاقات واستقالات بسبب الصراع عاى القمة بدل من الوحدة تحت منظور واحد أصبحت الشخصنة هى عنوان سائد للقيادات العليا لتلك الأحزاب .

ماهى التكتلات والتشكيلات الفكرية الحزبية فى مصر ؟

يوجد 5 تيارات سياسية حزبية فى مصر مفرطة إلى 106 حزب هم

التيار الإشتراكى – التيار الليبرالى الوسطى – التيار اليسارى – التيار الإسلام السياسى – التيار العسكرى ذو خلفية مدنية ”

لو تم تشكيل الأحزاب على تلك التيارات لأصبح لدينا 5 كتل سياسية ضخمة فى الشعب المصرى وأثر ذلك على المشاركة الإنتخابات والإستحقاقات الأخرى لأن كل تيار سيبنى نفسه سياسيا وثقافيا وأرضيا بإنضمام أكبر عدد من المواطنين ولن ينفرد احد بالقرار لوجود تيارات خلفه يعمل لها ألف حساب ، وفى ظل التخبط هذا فإن التحذير يكمن فى إمكانية عودة التيار الإسلام السياسى للمشهد لأنه البديل للأحزاب المدنية الضعيفة وذو تأثير على المواطنين البسطاء الذين تغيب عن الوعى بحقيقته .

الاخبار العاجلة