سرطان الأمعاء (سرطان القولون والمستقيم): دليلك الشامل

فريق التحرير24 يوليو 2025
سرطان الأمعاء

يشير سرطان الأمعاء إلى الأورام الخبيثة التي تنشأ في القولون أو المستقيم، وهي أجزاء من الأمعاء الغليظة. يبدأ السرطان عادةً بتكوّن خلايا غير طبيعية في بطانة القولون، قد تتطور بمرور الوقت إلى أورام خبيثة .

عوامل الخطر وسبب الإصابة

تلعب عدة عوامل دورًا في زيادة احتمالات الإصابة:

  • نمط الحياة غير الصحي: النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمصنعة مع قليل من الألياف يزيد الخطر.
  • قلة النشاط البدني والسمنة: تُعد من أبرز العوامل المساهمة، حيث ارتبطت السمنة بزيادة مخاطر الإصابة .
  • التدخين وتعاطي الكحول: يعززان فرص تطور السرطان .
  • التاريخ العائلي والأورام الحميدة السابقة: تؤثر على خطر الإصابة.

الأعراض المبكرة

غالبًا ما تظهر العوارض تدريجيًا، ومنها:

  • تغيرات مستمرة في عادات الأمعاء: إمساك أو إسهال يستمر لأكثر من 3 أسابيع.
  • وجود دم في البراز أو نزيف في المستقيم.
  • آلام أو تقلصات في البطن، فقدان وزن غير مبرر، إرهاق شديد.
  • فقر الدم والشعور بالنعاس والتعب بسهولة.

الفحص المبكر وأهميته

الفحص الدوري بواسطة منظار القولون (كولونوسكوبيا) يمكنه الكشف عن السلائل قبل تحوّلها إلى أورام. وتمثّل المصالح الصحية الكبرى، مثل NHS في إنجلترا، أن الكشف المبكر يقلّل الوفيات بشكل ملحوظ .

دور التغذية في الوقاية

أظهرت أبحاث أن النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات يقي من الإصابة:

  • البطيخ: يقلل بمقدار 26% خطر الإصابة .
  • التفاح: يحمي من المرض بنسبة 25% .
  • الكيوي والحمضيات (كالبرتقال والليمون): يساهمان في تقليل الخطر بما يتراوح بين 9–13%.

وهذه الفواكه هي جزء من نمط غذائي متوازن غني بالألياف، والذي يعتبر خط الدفاع الأول ضد السرطان.

نصائح لحياة أكثر صحة

  • الحرص على الفحوصات الدورية بعد سن الخمسين أو بناءً على عوامل الخطر.
  • اتباع نظام غذائي صحّي غني بالخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • تجنّب السلوكيات الضارة مثل التدخين والإفراط في الكحول.
  • مراقبة الوزن والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي.

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد علاج سرطان القولون والمستقيم على عدة عوامل، منها مرحلة المرض، وموقع الورم، والحالة الصحية العامة للمريض. تشمل العلاجات الأساسية الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي في بعض الحالات. وفي المراحل المبكرة، قد يُكتفى بإزالة الزوائد أو الأورام الحميدة أثناء تنظير القولون. بينما في المراحل المتقدمة، تُستخدم العلاجات الموجهة أو المناعية لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة .

أهمية الدعم النفسي والاجتماعي

لا يقتصر تأثير سرطان الأمعاء على الجانب الجسدي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الحالة النفسية للمريض. فقد يعاني المرضى من مشاعر الخوف، والقلق، وحتى العزلة. لذا، يُنصح بالانخراط في مجموعات دعم أو استشارة أخصائي نفسي لمساعدتهم في تجاوز هذه المرحلة. تشير الدراسات إلى أن الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء يعزز من فعالية العلاج ويسهم في تحسين جودة الحياة أثناء رحلة الشفاء .

التوعية المجتمعية والفحص المبكر

تلعب حملات التوعية المجتمعية دورًا محوريًا في تعزيز أهمية الفحص المبكر لسرطان الأمعاء. إذ تساهم هذه المبادرات في نشر الثقافة الصحية حول الأعراض، والعوامل المؤثرة، وطرق الوقاية، مما يساعد في اكتشاف المرض في مراحله الأولى حيث يكون أكثر قابلية للعلاج. وتوصي الجهات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية بإجراء فحص دوري لمن تجاوزوا سن الـ 50 عامًا، أو من لديهم تاريخ عائلي بالمرض.

أحدث الابتكارات الطبية في العلاج

شهد مجال علاج سرطان الأمعاء القولون والمستقيم تطورات لافتة في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاجات المناعية والعلاجات الموجهة التي تستهدف الخلايا السرطانية دون التأثير الكبير على الخلايا السليمة. كما يتم تطوير أدوات تشخيص حديثة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والبيانات الوراثية، مما يعزز دقة الاكتشاف المبكر ويزيد من فرص العلاج الفعّال. هذه الابتكارات تبشّر بمستقبل واعد في السيطرة على المرض وتقليل نسب الوفاة المرتبطة به.

الخلاصة

سرطان الأمعاء (القولون والمستقيم) يعد من أكثر السرطانات انتشارًا، لكن الاكتشاف المبكر، وقاية نمط الحياة، والتغذية الصحيحة تقلّل احتمالات الإصابة بشكل كبير. الاعتماد على الأنظمة الصحية والمصادر الطبية الموثوقة، واتباع أسلوب حياة صحي، يمكن أن يشكّل درعًا واقيًا فعالًا ضد هذا المرض.