زي النهاردة..ذكرى ميلاد سندريلا الشاشة المصرية “سعاد حسني”

زي النهاردة..ذكرى ميلاد سندريلا الشاشة المصرية “سعاد حسني”

تقرير:شاهندة محمد 

سعاد حسني هي ممثلة مصرية مشهورة،لقبت ب سندريلا الشاشة المصرية وذلك لجمالها و تألقها في جميع أدوراها السينمائية،قامت بالعديد من الأعمال على شاشات السينما المصرية،وحققت في جميعها نجاح باهر وحصلت على العديد من الجوائز،وتم تكريمها من قبل الرئيس الراحل “أنور السادات” في 1979.

نشأتها

ولدت “سعاد” في حي بولاق في القاهرة، لأب ترجع أصوله إلى الشام، فوالدها هو محمد كمال حسني البابا الخطاط العربي الشهير انتقل من سورية برفقة والده “حسني البابا” ، الذي كان مغنيًا معروفًا في دمشق إلى القاهرة في عام 1912،لتعيينه خطاط في المعهد الملكي للخط العربي.

كما أن والدتها جوهرة محمد حسن صفور مصرية، تنتمي هي الأخرى لعائلة حمصية،وكان لها ستة عشر أخا وأختا،وكان ترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتين فقط “كوثر،صباح”، وثماني إخوة لأبيها منهم أربع ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة.

ثم انفصلا والديها عندما كانت في الخامسة من عمرها، واقترنت الأم بالزوج الثاني “عبد المنعم حافظ” مفتش التربية والتعليم في “القاهرة”، وفي حضانتها بناتها الثلاث “كوثر ،سعاد ،صباح”.

كما أنها لم تدخل مدارس نظامية واقتصر تعليمها على البيت، و كان أول لقاء بينها وبين عمها أنور البابا الفنان السوري عام 1963 في منزل الفنان اللبناني محمد شامل.

حياتها الشخصية

تزوجت “سعاد” خلال حياتها خمس مرات، أول زواج لها كان عرفي غير مثبت، من عبد الحليم حافظ الذي أثاره بعض من عائلتها والمقربين منها وأكده بعض الصحفيين المصريين مثل مفيد فوزي صديقه الذي أكد قيام هذا الزواج.

كما أضاف في إحدى الندوات في الإسكندرية “إنه يحتفظ بمستندات وشريط كاسيت هام لهذه الواقعة ولكنه لا يريد استغلال مثل هذه القضايا الشخصية”، وقد ظل هذا الزواج غير معترف به من قبل عائلتها إلى ما بعد وفاتها.

من ثم جاءت “جانجاه عبد المنعم” أختها غير الشقيقة عبر موقع الإنترنت الذي أنشأته حول سعاد وقالت أن عائلتها اعترفت أخيرا بزواج “سعاد” من عبد الحليم حافظ، وأضافته لقائمة أزواجها ليصبح عدد زيجاتها خمس زيجات.

كذلك اختلفوا على أن تاريخ وفاتها 21 يونيو 2001 يطابق نفس يوم مولد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929، وقد دام زواجهما العرفي قرابة ستة أعوام حيث افترقا عام 1965.

بعد ذلك بعام تزوجت “سعاد” من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريبا حيث تطلقا في عام 1968، ثم اقترنت بعلي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان في عام 1970، واستمر زواجها منه طيلة أحد عشر عاما، إلى أن افترقا في عام 1981.

ثم في السنة ذاتها تزوجت زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلى مراد وقد كان طالبا في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا أنهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط من الزواج بسبب معارضة والدة “فطين”.

الجدير بالذكر أن آخر زيجاتها كانت في عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته، وعلى الرغم من كثرة زيجاتها، إلا أنها لم تلبس ثوب الزفاف في أي منها أبدا، ولم تنجب أي ابن أو بنت لها رغم تعدد مرات حملها من علي بدر خان، حيث كان ينتهي بالإجهاض، بسبب الضغط الذي كانت تتعرض له خلال عملها.

حياتها الفنية

صاحب الفضل في اكتشاف موهبتها الفنية هو الشاعر عبد الرحمن الخميسي، فقد أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور “أوفيليا”، ثم ضمها المخرج هنري بركات لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة وأصدر الفيلم في عام 1959.

ثم توالت بعدها تقديم الكثير من الأفلام وثماني مسلسلات إذاعية،وتعتبر أفلام حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلي، وشفيقة ومتولي، والكرنك، وأميرة حبي أنا من أشهر أفلامها، بالإضافة إلى فيلمها خلي بالك من زوزو الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو “زوزو”.

كما أنها شاركت مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم القادسية الذي حكا قصة معركة القادسية بالتفصيل،بدأت التمثيل عام 1959 ووصل رصيدها السينمائي 91 فيلم منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد وهو “هو وهي”، وثماني مسلسلات إذاعية، وكان أول أدوراها السينمائية في فيلم حسن ونعيمة عام 1959، وآخرها هو فيلم الراعي والنساء عام 1991 مع الفنان أحمد زكي والممثلة يسرا.

كذلك كانت آخر أعمالها عمل إذاعي شعري صوتي باسم “عجبي” من رباعيات صلاح جاهين سجلته لصالح إذاعة BBC العربية في لندن، بالإضافة إلى تقديمها قصيدة “المكنجي” لصلاح جاهين .

أعمالها

لها حوالي 82 فيلمًا منهم:

خلي بالك من زوزو
صغيرة على الحب
الكرنك
الزوجة الثانية
العريس يصل غدا
الست الناظرة
المشبوه
للرجال فقط
البنات والصيف
الجوع
افغانستان لماذا
حب في الزنزانة
الاختيار
على من نطلق الرصاص
السفيرة عزيزة
غريب في بيتي
عصفور الشرق
أين عقلي
زوجتي والكلب
موعد على العشاء.

كما مثلت مسلسل تلفزيوني واحد يدعى “هو وهي” بالإضافة لثماني مسلسلات إذاعية.

الجوائز التي حصلت عليها

حصلت على جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 ،وذلك عن دورها في فيلم غروب وشروق.

كما حصلت على جائزة من وزارة الثقافة المصرية خمس مرات عن أفلام الزوجة الثانية، وغروب وشروق، وأين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي.

كذلك حصلت على جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري خمس مرات عن أدوارها في أفلام أين عقلي، والكرنك وشفيقة ومتولي وموعد على العشاء وحب في الزنزانة.

و جائزة من مهرجان الإسكندرية عن فيلم الراعي والنساء،
و أفضل ممثلة من جمعية فن السينما عن فيلم الراعي والنساء.

من ثم أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التلفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي.

ثم حصلت على شهادة تقدير من الرئيس الأسبق لمصر أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني.

أسرار لا يعرفها أحد عنها 

في حياة النجمة سعاد حسني الكثير من الأسرار والألغاز والقصص والحكايات واليوم هو ذكري ميلاد السندريلا التي ملأت حياتنا بهجة وحب ومرح ولكن نهايتها كانت مأساوية.

قامت سعاد حسني برفض اغراءات المال من أجل الحجاب،حيث رفضته رغم ملاحقة وإلحاح فنانات تائبات وإغرائها بالمال.

كذلك كانت تعالج نفسيا من مرض انفصام الشخصية لفترة قصيرة،و كانت لا تنجب على الرغم من زواجها 5 مرات وأجهضت مرتين.

أيضا كانت تعاني من تآكل في الفقرتين”العجزية و القطنية”،و
أصيبت بشلل في الوجه وإلتهاب فيروسي في العصب السابع.

الجدير بالذكر أنها أصيبت بمرض الاكتئاب بعد وفاة الشاعر صلاح جاهين،و لم تتلق تعليم نظامي في مدارس ولم تحصل علي أي شهادة،و كانت تعشق ممارسة لعبة البلياردو وتكاد تكون مدمنة للعبة.

وفاتها

توفيت إثر سقوطها من شرفة شقة في الدور السادس من مبني ستوارت تاور في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدل لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها ،كما أعلنت الشرطة البريطانية.

لذلك يعتقد الكثيرون خاصة عائلتها أنها توفيت مقتولة، ولكن بعد ثورة 25 يناير والقبض على صفوت الشريف أعادت شقيقتها فتح القضية والمتهم الأول فيها هو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق.

حيث اهتمت مصر بالوفاة وطلب الرئيس المصري محمد حسني مبارك آنذاك من سفير مصر في لندن عادل الجزار سرعة انهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة، وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقاربها.

حقيقة قتلها
إضافة إلى اتهامات عائلتها بأن هنالك جهة أمنية كانت وراء قتل سعاد حسني، سبق لاعتماد خورشيد كذلك أن اتهمت خلاله صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري الأسبق، بقتل الفنانة سعاد حسني وعمر خورشيد، ذلك بعد أن استأجر مجرمين لقتل سعاد حسني، حيث قتلت في شقتها وألقيت من الشرفة في لندن.

كما تابعت “خورشيد” قائلة إن سعاد حسني لم تنتحر، بل تم قتلها في لندن،مضيفة:”بعد اتخاذها قرارا بكتابة مذكراتها، وبيعها لاحتياجها الشديد للمال، للعلاج بعد أن طلبت من صفوت الشريف أكثر من مرة إرسال أموال لها، مشيرة إلى أنه لم يكن يرد على مكالماتها أبدا، مما جعلها تتخذ القرار السابق، وبمجرد علم صفوت الشريف اتخذ قراره، خاصة بعد علمه باجتماعها مع عبداللطيف المناوي لكتابة المذكرات بشكل جيد، مؤكدة أن سعاد قتلت في اليوم نفسه الذي كانت متوجهه خلاله إلى المطار للعودة إلى القاهرة، بصحبة الشرائط التي سجلت عليها مذكراتها، بعد أن قام المناوي بكتابتها”.

لافتة إلى أن أحد أقاربها ذهب إليها ليصطحبها إلى المطار، لكنه وجد البوليس أمام المبنى، فابتعد قليلا ووقف على الجانب الآخر يستفسر، فقال له الجيران إنهم سمعوا استغاثة من إحدى الشقق، لكن الاستغاثة انتهت قبل وصول الشرطة،مضيفة: إن في هذه اللحظة، سقطت “سعاد” من شرفتها، أمام أعين قريبها، الذي شاهد كل شيء لكنه يخشى الحديث، والذي أكد لها أن سعاد لم يخرج منها نقطة دم واحدة بعد سقوطها، وهو ما فسرته بأنها قتلت قبل أن يتم إلقاءها، مشيرة إلى أن هذا المبنى ملك المخابرات العامة المصرية.

كما أكدت أن نادية يسري إحدى مجندات المخابرات العامة، لافتة إلى أن المتعامل مع المخابرات الذي يفكر في كتابة مذكراته، يجب أن يقتل فورا مهما كان الثمن، مدللة على حديثها بما حدث لرجل مخابرات مصري شهير منذ فترة قصيرة، رفضت تسميته، كما رفضت أن يذكر “نيشان” اسمه أيضا قائلة له “أوعى تقول اسمه حتى لو عرفته”.

ويذكر أن التقرير الطبي تأخر عن تشريح جثمانها لأن الإجازة الاسبوعية للأطباء الشرعيين في لندن هي السبت والأحد، وتم ترشيح الجثمان ثم أنهت سفارة مصر بلندن الأوراق الخاصة بنقل الجثمان إلى القاهرة يوم الأربعاء.

ثم سافر إلى لندن لمتابعة ترتيبات الجنازة ونقل الجثمان شقيقها وهو موسيقي أيضا، وكذلك زوجها ماهر عواد السيناريست وعدد من أصدقائها المقربين.

ردود فعل أصدقائها من الوسط الفني بعد وفاتها

قال الفنان حسين فهمي الذي شاركها عدة أدوار بطولة في عدة أفلام: “خسر الفن المصري فنانة ليس لها مثيل في تاريخ السينما منذ نشأتها في أكثر من شيء، مثل تثقيفها لذاتها وموهبتها وروحها وإنسانيتها وتنوع أدوارها ورفضها للزيف”.

كذلك قالت الممثلة الشهيرة منى زكي التي مثلت دور سعاد حسني في مسلسل السندريلا: “بعد أن قرأت سيرتها أصبحت على يقين بأنها لم تنتحر، بل كانت محبة للحياة بقوة ومتفائلة جدا”.

كما قال الممثل نور الشريف والذي شاركها في عدة أعمال: “سعاد حسني أهم ممثلة ونجمة على الإطلاق”.

بينما قال علي بدرخان (زوجها السابق): “كل يوم يزداد حزننا عليها، خاصة مع استمرار استغلالها ونهش لحمها بكل الطرق، حيث كثر الحديث عن سبب موتها، بين القتل والانتحار، وهي أقاويل و إشاعات ليس لها داع الآن.

و أضاف كل ما أستطيع أن أقوله باختصار أن سعاد حسني تم استغلال ماضيها المشرف في الفن وشهرتها وتعلق الناس بها.

من ثم قال الفنان أحمد زكي الذي شاركها عدة أدوار: لم أحتمل نبأ وفاة سعاد حسني، إنها صاعقة أصابت روحي.