“مادلين” سفينة كسر الحصار تحمل اسم أول صيادة في غزة.. ماذا حدث مع أسطول الحرية الجديد؟

“مادلين” سفينة كسر الحصار تحمل اسم أول صيادة في غزة.. ماذا حدث مع أسطول الحرية الجديد؟
سفينة مادلين

في خطوة رمزية مؤثرة، تحمل سفينة أسطول الحرية المتجهة لكسر الحصار عن قطاع غزة اسم “مادلين”، تكريمًا لامرأة فلسطينية استثنائية، “مادليـن كلاب”، التي تجسد صمودًا أسطوريًا وتحديًا لا يتزعزع في وجه الصعاب.

من هي مادلين كلاب؟

هي أول وأصغر فتاة فلسطينية تعمل في هذا المجال الشاق في غزة، لتصبح بذلك أيقونة للنضال والعزيمة.

ولدت في عائلة صيادين، ونشأت على حب البحر ومساعدة والدها في عمله منذ نعومة أظفارها. لكن القدر كان يحمل لها تحديًا كبيرًا في سن مبكرة.

عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، أصيب والدها بمرض أقعده عن العمل، لتجد مادلين نفسها مضطرة لتحمل المسؤولية الكاملة عن إعالة أسرتها. وبشجاعة لا تلين، نزلت مادلـين إلى البحر، لتحل محل والدها على مركب الصيد، وتصبح أول فتاة تعمل في هذه المهنة التي كانت حكرًا على الرجال في غزة.

استمرت كلاب في هذا العمل الشاق لأكثر من عقدين، حتى بلغت الثلاثين من عمرها. لم تكتفِ بتحدي الأعراف الاجتماعية وتأمين لقمة العيش لأسرتها، بل سعت أيضًا لتمكين نساء أخريات، محاولة تعليم الفتيات والسيدات فنون الصيد، لتفتح لهن آفاقًا جديدة وفرصًا للعمل في مجتمع يعاني من قيود كبيرة.

مادلين كلاب والاحتلال الإسرائيلي

وعلى مر السنين، لم تسلم مادلـين ومركبها من ويلات الاحتلال، فقد تعرض مركبها للتدمير مرات عديدة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لثنيها عن عملها وكسر إرادتها. لكن في كل مرة، كانت مادلين تعود أقوى وأكثر تصميمًا، تُرمم مركبها وتعود إلى مياه غزة، متحدية بذلك كل محاولات القمع واليأس.

الآن، وفي أعقاب الحرب الأخيرة المدمرة على غزة، فقدت مادليـن أعز ما تملك: والدها ومركبها، شريان حياتها ومصدر رزقها.

ولكن حتى في هذا الخضم من الفقدان والألم، تبقى قصة مادلين كلاب منارة للأمل والصمود، دافعًا لتسمية سفينة أسطول الحرية باسمها.

تسمية سفينة مادلين

إن تسمية السفينة بـ”مادليـن” ليست مجرد تكريم لامرأة واحدة، بل هي رسالة قوية للعالم أجمع عن معاناة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري في وجه الحصار والاحتلال. إنها تذكير بأن خلف كل محاولة لكسر الحصار، هناك قصص إنسانية مؤلمة، قصص أشخاص مثل مادلين كلاب، الذين دفعوا ثمناً باهظاً بسبب الظلم الواقع عليهم.

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البحرية الإسرائيلية أجبرت السفينة على تغيير مسارها واقتادتها إلى السواحل الإسرائيلية بعد اقترابها من “منطقة محظورة”، وأكدت الوزارة أن الركاب من المتوقع أن يعودوا إلى بلدانهم.

شارك في الرحلة متطوعون من دول عدة، بينهم عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة في مجال العدالة المناخية غريتا ثونبرغ.

وكانت السفينة تحمل مساعدات عاجلة لسكان غزة تشمل حليب الأطفال، والطحين، والأرز، والحفاضات، ومستلزمات صحية نسائية، ومعدات تحلية المياه، إلى جانب مواد طبية وأطراف صناعية للأطفال.