- كتب:عمر أبو الحسن
ذكرت صحيفة “ملييت” التركية، أنه كثر الحديث مؤخرا خلف الكواليس عن مزاعم لتوحد حزب المستقبل الذي يقوده أحمد داود أوغلو، مع حزب الديمقراطية والتقدم الذي يتزعمه علي باباجان.
وأوضحت “ملييت” في تقرير للكاتب ظافر شاهين، ترجمته “عربي21″، أن الحزبين اللذين لم يحققا القفزة المتوقعة، يعكفان على الاتحاد بينهما، تحت مسمى واحد، وسيكون قائده باباجان، مشيرة إلى أن العمل جار على إعداد اللائحة التنظيمية والإدارية للحزب، وإذا تم رفع العتبة الانتخابية إلى 5 بالمئة، فسينضم حزب السعادة إلى هذا التحالف.
كما تابعت بأنه يجب تقييم هذه المعلومات التي تأتي خلف الكواليس مع تصريحات زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، والذي قال مؤخرا: “اعتقدنا أن عبد الله غل وداود أوغلو وباباجان، يمكن أن يؤثرا على قاعدة حزب العدالة والتنمية بنسبة 20- 30 بالمئة، لكن هذا لم يحدث”.
وأشارت إلى أن كارامولا أوغلو أراد أن يرسل رسائل إلى هذا الثلاثي، ويقول لهم بشكل غير مباشر، لقد فشلتم، والمطلوب منكم هو التوحد والعمل على خفض التصويت لأردوغان بنسبة 5 بالمئة على الأقل.
وتساءلت الصحيفة، بحسب استطلاعات الرأي، بأنه: هل يؤدي اندماج الأطراف الثلاثة (حزب السعادة + توحد حزبي داود أوغلو وباباجان) إلى تحقيق تآزر فعلا؟
وأجابت بأن الأمر يبدو صعبا، وحديث كارامولا أوغلو مؤخرا عن باباجان وداود أوغلو وغل، يعني في الواقع اعترافا وإعلانا بأن هذه الأسماء الثلاثة ليس لها أي وزن معين في قاعدة حزب العدالة والتنمية.
كذلك تابعت الصحيفة، بأن السمة المشتركة بين الأشخاص الثلاثة، أنهم جاءوا بفضل أردوغان، إلى مناصب الرئاسة ورئاسة الوزراء ووزارات مهمة، ومنذ مغادرتهم حزب العدالة والتنمية، بدلا من طرح رؤية جديدة، اكتفوا بانتقاد أردوغان فقط وحاولوا نسب كافة الإنجازات والنجاحات التي بنيت في السلطة خلال الـ19 عاما إلى أنفسهم.
ورأت أن “هذه الشخصيات من خلال ترديد ’قلنا لأردوغان، ولم يستمع‘، من خلال بعض قنوات المعارضة، نجحوا في جعل أنفسهم مشهورين، لكنهم لم يتمكنوا من تحريك حتى ورقة واحدة داخل قاعدة حزب العدالة والتنمية، ولذلك اعتبرهم كارامولا أوغلو بالفشلة”.
وأضافت: “أنهم يحاولون الآن البقاء سياسيا من خلال انتقاد أردوغان.. ورغم سيرتهم الذاتية إلا أنهم لن يستطيعوا تحقيق شيء أمام الرئيس التركي”، مشيرة إلى أن أي خطوة في إطار الاندماج لن يغير شيئا.
هل تركيا أمام تحالف ثالث؟
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، علق على ما أوردته “ملييت”، قائلا، إنه يجد صعوبة في إمكانية الاتحاد بين باباجان وداود أوغلو اللذين ينظران إلى نفسهما على أنهما من النخبوية المميزة.
وأشار في مقال على صحيفة “حرييت”، إلى أن داود أوغلو عرض على باباجان أن يكون رئيسا لاتحاد بينهما قبل تشكيله حزبه، لافتا إلى أن غل وباباجان لم يرغبا بذلك سابقا.
واقترح سيلفي، أنه على الرغم من صعوبة الاتحاد، فإن الأفضل أن يترأس التشكيل الجديد عبد الله غل، وبالتالي فإن من الممكن النظر إذا كان لهذه النخبة التي طعنت أردوغان في ظهره تأثيرا على المجتمع أم لا.
ورأى أن المعطيات تشير إلى خطى تحالف ثالث وليس اندماج فقط، حيث إن كارامولا أوغلو يواجه خطرا بفقدان مقعده برئاسة الحزب بسبب التحالف مع حزب الشعب الجمهوري.
وتابع بأن كارامولا أوغلو يسعى لتطبيق صيغة مشابهة لـ”نموذج 1991″، والذي تحالفت فيه الأحزاب “الرفاه”، و”الديمقراطي الإصلاحي”، و”حزب العمل القومي”، في “تحالف المقدس”، وتمكنوا من تجاوز عتبة الـ10 بالمئة لدخول البرلمان.
أيضا لفت إلى أن خفض عتبة الانتخابات إلى 5 بالمئة أثارت حماس الأحزاب الثلاثة، ويجري الحديث عن تحالف بينها للتخلص من عبء التحالف مع “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي”.
وأشار إلى أن هناك رغبة من داود أوغلو وكارامولا أوغلو، لكن غير المعروف ما إذا كان عبد الله غل سيعطي الضوء الأخضر لتحالف بعيدا عن “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي”، وأضاف: “لاحظوا هنا أنا أقصد غل وليس باباجان”.
هل يتأثر حزب الجيد بما يحدث؟
وشدد على أن هذا التطور قد يؤثر على حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار، وإمكانية التحالف بين الأحزاب الثلاثة، سيضع أكشنار في وضع يصعب فيه شرح البقاء في تحالف مع “الشعب الجمهوري”، و”الشعوب الديمقراطي”، ولهذا فإن أي اتفاق بين “السعادة” و”المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم”، سيسهم في جعل أكشنار تعيد حساباتها.
وأكد أنه إذا تم خفض عتبة الانتخابات إلى 5 بالمئة، فإن حزب الجيد لن يكون لديه حاجة للتحالف مع حزب الشعب الجمهوري، وسيجد صعوبة في الشرح لقواعده عن أسباب التحالف.
يذكر أن الأحزاب التركية، اندمجت ضمن إطار تحالفين في الانتخابات الماضية، وحافظت على شكلها رغم الخلافات السائدة في الأوساط السياسية في البلاد.
ويحافظ “تحالف الجمهور” المكون من حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية على كيانه وسط محاولات لضم أحزاب جديدة له، فيما يعاني “تحالف الأمة” المعارض والمشكل من أحزاب “الشعب الجمهوري” و”الجيد” و”السعادة” و”الشعوب الديمقراطي” خلافات وانقسامات حادة.
ورغم تشكيل داود أوغلو، وباباجان، أحزابا جديدة لكنهما حتى اللحظة لم يحسما أمرهما بعد للانضمام في “تحالف الأمة” المعارض رغم الزيارات المتبادلة بين الأطراف مؤخرا.
وتتضح معالم التحالفات في ، بشكل أوضح وتتأثر مع اقتراب الانتخابات، لكن قواعد داخل أحزاب المعارضة ترفض بقاء التحالف مع “الشعوب الديمقراطي” الذي يواجه قضية الحظر في المحكمة الدستورية.