تعرف على العلاقات التركية العربية أثناء حرب أكتوبر

تعرف على العلاقات التركية العربية أثناء حرب أكتوبر

شهدت العلاقات العربية التركية منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، إلى يومنا هذا الكثير من المحطات الخلافية في حقب زمنية مختلفة، لم تقتصر تلك الخلافات على دولة عربية واحدة بل شملت دولا عديدة.

اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني

وكان اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني عام 1949 بداية لتدهور تلك العلاقات، مما أدى إلى ترك آثار سيئة على العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الأقطار العربية، وقد تم هذا الاعتراف بضغط أمريكي وكخطوة أولية لقبول تركيا في حلف شمال الأطلسي.

كما أنه عقب ذلك سعت تركيا كثيرا لتحسين العلاقات مع المنطقة العربية والشرق أوسطية، واستغلت أنقرة حرب 1973، لتغيير الرؤية العربية تجاهها. واقتصر الدور التركي في حرب السادس من أكتوبر/تشرين أول عام 1973 التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، في الدعم غير المباشر، اذ كان يترأس الحكومة التركية آنذاك، نعيم تويلو، وقرر تقديم دعم للقوى العربية ضد إسرائيل.

وقال الخبير السياسي بمركز “الزيتونة للدراسات والاستشارات”، رجب الباسل، أن “الدعم الإسرائيلي لليونان إبان الأزمة القبرصية، هو ما دفع تركيا لدعم مصر والقوى العربيه في حرب 1973، وتمثل الخلاف السياسي بين تركيا وإسرائيل في بدايته، في إعلان أنقرة رفضها العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والضفة وغزة عام 1967 ، كما دعت إلى احترام قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 الداعيين إلى العودة لحدود ما قبل 5 يونيو/حزيران 1967.

و رفضت القرار الإسرائيلي بضم القدس إداريا بعد احتلالها عام 1967، لكنها لم تصل إلى حد القطيعة الدبلوماسية، حيث رفضت قرار منظمة المؤتمر الإسلامي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 ولكنها رفضت في الوقت ذاته أن تكون معبرا للطائرات الأمريكية لإمداد إسرائيل بالأسلحة أثناء حرب أكتوبر/تشرين أول 1973”.

وتابع قائلا: “كما رفضت تركيا أن تكون جسرا للمساعدات العسكرية الأمريكية لمساعدة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973.

مبادرة روجرز

و أيدت تركيا مبادرة روجرز في أغسطس/اب 1970، وقرار وقف إطلاق النار خلال حرب أكتوبر 1973، ورحبت بدعوات تنظيم مؤتمر دولي للسلام في جنيف بحضور أطراف النزاع وبرعاية أمريكية سوفيتية، وبعد اتفاقية السلام المصريى الإسرائيلية عام 1979 أكدت على موقفها الداعي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في 5 يونيو/حزيران 1967″.

وأفاد الخبير الاستراتيجي التركي، رمضان أرداغ، في مقال له بالمجلة الأكاديمية للعلاقات الدولية، أن حقبة السبعينيات شهدت محاولات تركية للتقارب من الشرق الأوسط، وكللت ذلك بدعمها لمصر والعرب في حرب السادس من أكتوبر/تشرين أول.

الجمهورية التركية وسياسات الشرق الأوسط

أيضا قال الخبير الاستراتيجي التركي، التير تركمان، في مقال له بعنوان “الجمهورية التركية وسياسات الشرق الأوسط” و المنشور في إحدى الصحف التركية البحثية: “استمرت تركيا في تقديم دعمها المباشر إلى منطقة الشرق الأوسط وذلك بدعمها الجانب في حرب السادس من أكتوبر/تشرين أول 1973، ضد إسرائيل، إذ لم تسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدية انجرليك العسكرية التركية، في تقديمها لجسر المساعدات الجوي إلى تل أبيب”.