كتب: شاهندة محمد
تعتبر الفنانة “سعاد حسني” ممثلة و مغنية متعددة المواهب حيث كانت تقوم بالتمثيل والغناء وفن الاستعراض في العديد من أعمالها، وتعد واحدة من أشهر الفنانات في مصر والوطن العربي ولقبت “سندريلا الشاشة العربية”، في إحتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، احتلت المركز الثاني ضمن إستفتاء أفضل ممثلة في القرن العشرين ، وأختار النقاد ثمانية أفلام من بطولتها في قائمة أفضل مئة فيلم مصري لتصبح بذلك الممثلة صاحبة الرقم القياسي بالمشاركة مع فاتن حمامة .
ميلادها:
ولدت “سعاد” في حي بولاق في القاهرة،لأب ترجع أصوله إلى الشام، فوالدها هو محمد كمال حسني البابا الخطاط العربي الشهير أنتقلَ من سوريا برفقة والده “حسني البابا” ، حيث كان مغنيًا معروفًا في دمشق ، ثم في القاهرة في عام 1912، ليُعين خطاطًا في المعهد الملكي للخط العربي، ووالدتها “جوهرة محمد حسن صَفّور” مصريَّةو تنتمي هي الأخرى لعائلة حِمصية. وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وكان ترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتين فقط «كوثر» و«صباح»، وثماني إخوة لأبيها منهم أربع ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة.
وقد انفصلا والديها عندما كانت في الخامسة من عمرها،وقد تزوجت الأم مرة ثانية من «عبد المنعم حافظ» مفتش التربية والتعليم في “القاهرة”، وفي حضانتها بناتها الثلاث “كوثر ،سعاد ،صباح”، ولم تدخل سعاد مدارس نظامية واقتصر تعليمها على البيت .
نشأتها :
اكتشف الفنانة “سعاد” الشاعر “عبد الرحمن الخميسي” الذي أشركها في مسرحيته “هاملت” لشكسبير ثم ضمها المخرج هنري بركات لدور البطولة في فيلمه حسن ونعيمة عام 1959، ثم توالت بعدها في تقديم الكثير من الأفلام خلال فترة عقدي الستينيات والسبعينيات.
أعمالها :
قدمت الفنانة “سعاد” مسلسل تلفيزيوني واحدًا فقط ، و ثماني مسلسلات إذاعية .
كذلك قدمت 82 فيلم سينمائي منهم :
خلي بالك من زوزو
صغيرة على الحب
الكرنك
الزوجة الثانية
العريس يصل غدًا
الست الناظرة
المشبوه
للرجال فقط
البنات والصيف
الجوع
افغانستان لماذا
حب في الزنزانة
الاختيار
على من نطلق الرصاص
السفيرة عزيزة
غريب في بيتي
عصفور الشرق
أين عقلي
زوجتي والكلب
موعد على العشاء
بداية مرضها :
عندما كانت تصور مسلسل “هو وهي”، بدأت أعراض وآلام الإصابة في العمود الفقري عندها بالظهور، إذ كانت تعاني من تآكل في الفقرتين (العجز والقطنية)، وأزدادت الآلام أثناء تصويرها فيلم “الدرجة الثالثة” في العام 1987، حيث بدأت معاناتها الحقيقة مع الألم بعدما أصيبت بضغط في الأوعية الدموية وتمزّق في الشرايين جعلها تشعر بآلام لا تطاق في القدمين، ما سبّب لها إصابات وآلامًا كبيرة في الظهر والعمود الفقري، أثناء فترة الإصابة هذه، عرض عليها المشاركة في فيلمها الأخير “الراعي والنساء” وقامت رغم الأوجاع التي تعتريها بالموافقة على العمل، مما زاد من الضغظ عليها، بسبب تفاقم وضعها الصحي، ما اضطرها في عام 1992 إلى أن تسافر في رحلة علاجية إلى فرنسا من أجل إجراء عملية جراحية في عمودها الفقري، إذ قام خلالها الجراح المعالج بتثبيت الفقرتين من خلال صفيحة معدنية، لتعود بعدها بمدة إلى القاهرة لتمارس حياتها العادية والطبيعية، لكن سرعان ما عادت إليها ذات الآلام بقوة أشد من سابقاتها، لتصاب بشلل في الوجه، نتج عن التهاب فيروسي في العصب السابع، ما جعلها تخضع للعلاج بأخذ الكورتيزون، الذي سبب لها زيادة كبيرة في الوزن، وهو ما أثّر على حالتها النفسية، لكن ما فاقم وضعها الصحي بشكل كبير هو وفاة والدتها، الذي ترك عظيم الأثر على نفسها، ما جعلها تقطع العلاج بالكورتيزون فجأة ودون تمهيد، لتصاب بعد ذلك بنكسة “عودة المرض”، أجبرتها على السفر على حسابها الخاص إلى لندن للعلاج ، حيث أن قرار العلاج على نفقة الدولة لم يصدر إلا بعد بدء مراحل العلاج الفعلي بسبع سنوات وسرعان ما تم قطعه ، وكلها امل في العودة، لينتهي بها الحالة قتيلة هناك، وذلك قبل أيام من عودتها إلى القاهرة.
وفاتها :
توفيت إثر سقوطها من شرفة شقة في الدور السادس من مبني ستوارت تاور في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلًا لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية، لذلك يعتقد الكثيرون، خاصة عائلتها أنها توفيت مقتولة، ولكن بعد ثورة 25 يناير والقبض على صفوت الشريف أعادت شقيقتها فتح القضية والمتهم الأول فيها هو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق.
اهتمت مصر بالوفاة وطلب الرئيس المصري محمد حسني مبارك آنذاك من سفير مصر في لندن “عادل الجزار” سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة،وكان في أستقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقاربها.