مهيب في تركيا

مهيب في تركيا

 

 

بقلم / محمد مصطفى (جدو)

طبعا أغلبنا عارف القناع اللي استخدموه صناع مسلسل la casa de papel و أغلبنا برضه مركز مع طوكيو بس ده مش موضوعنا النهاردة موضوعنا عن صاحب الشخصية المستوحى منه القناع ده .

الشخصية دي تطلع مين الشخصية دي تطلع الرسام الأسباني الشهير سالڤادور دالي .

ايه حكاية سالڤادور ده ياعم محمد هقولك تعالى لا مؤاخذة يعني و أنا احكيلك…

 

 

اسمه سالڤادور فيليبي خاثينتو دالي اتولد يوم 11 مايو 1904 في مدينة جرانادا أو غرناطة في أسبانيا

دالي اتولد في أسرة غنية جدا و عاش وسطهم في نعيم و مش شايل هم حاجة وضارب الدنيا جزمتين على دماغها و أبوه و أمه موفرين ليه كل حاجة اللي عيل فرفور يعني ، و من كتر الدلع فيه كنت تحسه لاسع كدة و متهور و كان هيتسبب في موت صاحبه ف مرة بسبب الهزار الرخم و ضرب أخته الصغيرة على راسها ، و كان بيستمتع فشخ و هو بيعذب القطط ، و كان بيرمي نفسه ع السلالم و يتدحرج قدام الناس متعرفش ده عبط ولا هبل بس ما علينا .

 

 

لما دالي كان عنده 7 سنين رسم أول لوحة ليه و لفت نظر مدرسينه و أهله و دخلوه أكاديمية الفنون الجميلة في سان فيرناندو و كان بيتصرف بنموذجية و عقلانية على غير العادة طبعا و كان بيبعد عن الناس اللي حواليه من زمايله .

وكان بيروح لمتحف البرادو كل أسبوع و يقف يتفرج على لوحات الفنانين العظماء و لما يرجع للأكاديمية كان بيحاول يرسم المواضيع اللي اتفرج عليها .

في الفترة دي انضم دالي للمذهب الراديكالي و ده مذهب معروف للسخرية من كل القيم المعترف بيها ، و كان ليه وضعه وسط المجموعة دي و أعضاء المجموعة كانوا مبهورين بلوحات دالي و عاجباهم جدا بسبب أفكاره الغريبة ف اللوحات .

 

 

بدأ دالي يروح للمقاهي الفنية و يدخل في نقاشات عن كل حاجة ، و تم طرده من الأكاديمية و اتمنع من الدرس بسبب دفاعه عن أحد المدرسين و ده طبعا معجبش إدارة الأكاديمية فرجع دالي لكتالونيا و اتقبض عليه هناك بسبب أفكاره الثورية و قعد في السجن لمدة شهر و خرج ، و بعد ما خلصت مدة استبعاده من الأكاديمية رجع تاني لمدريد و الأكاديمية عشان يستعيد شهرته فورا .

 

 

في سنة 1924 اهتم دالي بالمدرسة الميتافيزيقية و مبادئها و عرف مذاهب فنية كتير و فجأة اتحول اهتمامه من الثورية للبرجوازية الخاضعة لملذات الحياة . وخلال فترة دراسته بدأ دالي يقرأ شوية مؤلفات فلسفية ، و اهتم بالكامل بأعمال الفيلسوف ديكارت .

 

 

بعد ما قرأ كتاب “هكذا تحدث زرادشت” بدأ دالي في تربية شنبه بالطريقة الغريبة اللي عارفينها دي و احتفظ بيه كدة لحد ما مات ، و في خلال الفترة ما بين عام 1926 و 1930 اتجه دالي لتنظيم لقاءات مع رسامين كتير مشهورين و ده كان سبب في وضوح أسلوبه و تفوقه كمان على الرسامين دول ، و اهتم بكتابات سيجموند فرويد و نسب نفسه لفنانين باريس و أسلوبه تطور جدا في الفترة دي .

 

 

انضم دالي للمذهب السيريالي و اتأثر بيه جدا ، و تعتبر لوحة “إصرار الذاكرة” عام 1931 أهم لوحات دالي ، واللوحة دي بتصور عدد من الساعات المعووجة و مستقرة في منظر طبيعي هادي وبشكل مخيف .

في أواخر التلاتينات راح دالي لنيويورك و كان شهرته واسعة و فنه معروف هناك وبقى ليه معجبين ف كل مكان ، و عاش حياة الأغنياء و الأرستقراطيين في المدينة.

 

 

و عشان يحقق الشهرة العالمية أكتر و أكتر بدا يستخدم أساليب مش مظبوطة زي تأييده لحكم فرانكو الديكتاتور الأسباني ، و رسمه للقائد الألماني هتلر في أوضاع عجيبة و مريبة و رسمه في كذا لوحة بشكل أنثوي ، و هنا بقى أعضاء الحركة السيريالية خافوا و فصلوا دالي من الحركة ، و كان دالي بيحب الفلوس جدا كان كلب فلوس و أطلقوا عليه لقب “جشع الدولارات” .

 

 

في عام 1948 رجع دالي لكتالونيا و صالح أبوه بعد فترة مقاطعة طويلة بينهم ، و رسم عدد من اللوحات الدينية منها لوحة “مادونا بورت ليجات” و هي تمثل عذراء بوجه زوجته جالا .

 

 

دالي كان كتب سيناريو فيلم عام 1928 بعنوان “كلب أندلسي” و كان مدته 17 دقيقة و مشاهد الفيلم مش مفهومة زي أفلام نولان و داڤيد فينشر كدة و مكانش ليها تفسير عقلاني و كان من ضمن مشاهد الفيلم ده : شفرة موس بتفقع عين بنت _ راجل بيخلع بوقه من وشه _ بيانو عليه جثث حمير _ نمل بيزحف على إيد راجل _ راجل ماشي بمكنسة من إيد إنسان بيكنس بيها الشارع .

و الكوميدي بقى إن الفيلم اسمه كلب أندلسي و مفيهوش أي كلب أندلسي .

في عام 1930 كتب فيلم تاني اسمه “العصر الذهبي” و كان برضه مالوش تفسير زي فيلم كلب أندلسي .

 

 

في 1964 أصدر دالي كتاب اسمه “يوميات عبقري” و الكتاب ده مأخوذ من دفتر يومياته في الفترة بين عام 1953 و 1963 ، ويعتبر الكتاب ده تكملة للسيرة الذاتية بتاعت دالي اللي اسمها ” الحياة السرية لسالڤادور دالي” اللي بيعتبر أكتر كتب دالي إثارة .

 

 

في سنة 1984 اتحرق دالي في أوضته في ظروف مريبة و ممكن تكون كانت محاولة انتحار بس عاش بعدها 5 سنين و مات دالي في يوم 23 يناير 1989 .