يبحث العديد من الجمهور عن أقصر يوم في التاريخ، وذلك بعدما أعلن عدد من علماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية أن أمس الثلاثاء، سجل ثاني أقصر يوم في التاريخ كوكب الأرض، متجاوز الرقم القياسي السابق الذي لم يمضي عليه سوى أسبوعين، وذلك نتيجة تسارع غير مسبوق في دوران الأرض حول محورها.
جدول المحتويات
أقصر يوم في التاريخ
وبحسب البيانات الحديثة، فقد شهد كوكب الأرض في 10 يوليو دوران أسرع من المعتاد، حيث نقص طول اليوم بمقدار 1.36 ميلي ثانية عن المعدل الطبيعي البالغ 86,400 ثانية، أي ما يعادل 24 ساعة كاملة.
أسباب غامضة لتسارع دوران الأرض
لا يزال السبب وراء تسارع دوران الأرض غير محسوم بشكل تام، لكن علماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية يكادون يتفقون على أن عدّة عوامل متشابكة قد تسهم في أقصر يوم في التاريخ الغير المسبوقة:
- الجاذبية المتغيرة للقمر رغم أن القمر عادة يؤدي لتقصير دوران الأرض عبر ظاهرة المد والجزر، فإن مواقع معينة مثل ذروة ميلان القمر عن خط الاستواء تسبب تسارعات قصيرة في سرعة الدوران.
- التغيرات في الغلاف الجوي كما يعد الضغط والرياح المرتبطة بظواهر مثل المد الجوي شبه اليومي عامل مسرع للدوران الأرضي.
- ذوبان الأنهار الجليدية وذوبان الجليد القطبي يسبب انصهار الجليد في القطبين انتقال الكتلة نحو المحيطات، مما يقلل عزم القصور الذاتي للأرض، وبالتالي يعجل سرعتها الدورانية.
- تحولات داخلية في اللب المعدني للأرض، إضافة إلى ضعف المجال المغناطيسي للكوكب، قد يقلل من مقاومة الدوران مما يسرع حركتها.
- إعادة التوازن المداري للأرض والقمر تشير بعض الدراسات المدعومة من وكالة ناسا إلى أن الأرض قد تكون دخلت ما يعرف بـ”نقطة توازن مداري” مع القمر، تمنحها دفعة طفيفة في السرعة.
تواريخ قياسية لتسارع دوران الأرض
شهدت السنوات الأخيرة تسجيل عدد من الأيام الأقصر في التاريخ منذ بدء رصد دوران الأرض في سبعينيات القرن الماضي، حيث رصدت تغيرات دقيقة في طول اليوم نتيجة تسارع دوران الكوكب وفيما يلي أبرز هذه التواريخ:
- في 5 يوليو 2024، سجلت الأرض أقصر يوم على الإطلاق، حيث كان أقصر بـ1.66 ميلي ثانية من اليوم الطبيعي.
- في 30 يونيو 2022، بلغ النقص في طول اليوم 1.59 ميلي ثانية.
- أما في 19 يوليو 2020 و9 يوليو 2021، فسجل تقصير بمقدار 1.47 ميلي ثانية في كلٍ منهما.
- بينما شهد عام 2023 استقرار نسبي، مع تباطؤ طفيف في دوران الأرض، دون تسجيل أية أرقام قياسية جديدة.
وفي ختام الحديثنا عن أقصر يوم في التاريخ يذكرنا بأن كوكبنا ليس مجرد كرة صخرية تدور بانتظام، بل هو نظام حي يتفاعل مع قوى داخلية وخارجية معقدة وبينما لا نشعر بهذه التغيرات الدقيقة، فإنها تؤثر على أنظمة الملاحة، والاتصالات، وحتى ضبط الوقت العالمي، إن فهم هذه الظواهر يعزز إدراكنا لمدى ترابط العلم بالحياة، ويحفزنا على مواصلة البحث في أسرار الكون.













