في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تمكنت الفنانة منة مدحت، البالغة من العمر 28 عامًا، من إعادة إحياء الفنون اليدوية والخط العربي بطريقة مبتكرة وفريدة.
بداية منة مدحت
أكدت منة في تصريح خاص لـ موقع “الانطلاقة نيوز” أنها اكتشفت موهبة الرسم وهي في المرحلة الإبتدائية، لافته إلى أنها كانت ترسم على أي شيء تراه وتحاول تقليده.
ولفتت إلى أن الشرارة الحقيقية جاءت في عام 2020، عندما قررت أن تبدأ مشروعها الفني باستخدام أدوات بسيطة مثل الأوراق وأقلام الخط، لترسم وتكتب جملًا وكلمات مميزة.
لم تكتفِ منة بذلك، بل استخدمت طوابع من مجلدات والدها وشرائط كاسيت قديمة، وبعد ذلك قررت مشاركة إبداعاتها على حساباتها الرسمية على السوشيال ميديا عبر صفحة أطلقت عليها اسم “Menna Gallery”، سعيًا لحلم طفولتها بامتلاك جاليري خاص يعرض لوحاتها.
سرعان ما لاقت أعمال منة مدحت إعجابًا كبيرًا من الجمهور، خاصة بعد أن بدأت في كتابة أدعية بخط يدها خلال شهر رمضان المبارك، مما جعلها تكتسب شعبية واسعة.
لكن رحلة منة لم تكن خالية من التحديات. بعد أن قررت تحويل هوايتها إلى مشروع أونلاين وبيع الجوابات الفنية، واجهت صعوبات في البداية بسبب عدم تقبل الفكرة من بعض الناس. تقول منة: “كانت فكرة شراء الجوابات غريبة على البعض، لكني لم أستسلم”.
بعد خمسة أشهر من الصبر والعمل الدؤوب، قررت منة توسيع نطاق منتجاتها لتشمل رسومات على جذوع الأشجار ودفاتر مخصصة تحمل نفس الطابع الفني القديم. وبفضل إصرارها، نجحت في تحقيق مبيعات مرضية وحصلت على اعتراف واسع بموهبتها.
لم يتوقف نجاح منة عند هذا الحد، بل ظهرت في 4 لقاءات تلفزيونية، ونشر عنها تقارير على بعض المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى حصولها على شهادات تكريم من مجموعات فنية مرموقة.
رغم كل هذا النجاح، لا تزال منة تحلم بافتتاح جاليري خاص يعرض أعمالها الفنية، وتأمل أن تخصص جزءًا منه لدعم أصحاب المواهب والحرف اليدوية. تقول منة: “كنت أعاني من قلة الدعم في البداية، وأريد أن أساعد الآخرين الذين يواجهون نفس التحديات”.
بروحها المتفائلة وإصرارها على النجاح، تثبت منة مدحت أن الفن لا يعرف حدودًا، وأن الأحلام تتحقق بالإرادة والعمل الجاد.