مخاطر تعرض الأرض لأعنف عاصفة شمسية وتأثيراتها على الكرة الأرضية

مخاطر تعرض الأرض لأعنف عاصفة شمسية وتأثيراتها على الكرة الأرضية
أعنف عاصفة شمسية

كشف الستار عن حقيقة أن الانفجارات الشمسية التي حدثت منذ عدة أيام، هي أقوى من أي شيء رأيناه في الدورة الشمسية الحالية، والتي بدأت منذ عام 2019 ولم تصل لذروتها بعد، وذلك بمتابعة تصريحات وكالات الفضاء والرصد الفلكي في الساعات الأخيرة.

أعنف عاصفة شمسية

فتأثيرات أعنف عاصفة شمسية يمكن أن تتسبب في إحداث مشاكل كبيرة في شبكات الطاقة والبنية التحتية التكتولوجية في العالم كله، وحتى أنها يمكن أن تسبب أضراراً بالغة للبشر والحجر .

 ما هي الدورة الشمسية وما مدى خطورتها؟ 

الدورة الشمسية أو الـ Solar Cycle هي عبارة عن دورة حياة طبيعية تحدث للشمس كل حوالي أحد عشر عامًا، ويحدث بها تغيّرات كبيرة في نشاطها، خصوصًا في عدد البقع الشمسية والانفجارات التي تتم على سطحها.

تلك البقع الشمسية هي عبارة عن مناطق داكنة على سطح الشمس يكون فيها النشاط المغناطيسي عالي جدًا، وكل من حولها يكون عرضة لانفجارات شمسية ومغناطيسية قوية جدًا حتى أعنف من مليارات القنابل النووية، تتحكم بها الدورات الشمسية التي تمر بمرحلتين أساسيتين:

أولهما هي مرحلة الحد الأدنى الشمسي (Solar Minimum)، والتي يكون فيها عدد قليل جدًا من البقع الشمسية، ونشاط شمسي ضعيف، وتوهجات وانفجارات قليلة ولا تذكر..

ثم المرحلة التانية، وتسمى بالحد الأقصى الشمسي أو ال (Solar Maximum)، وهي التي تمثل المشكلة، لانه وتحديدا في هذه المرحلة، تزداد أعداد البقع الشمسية والانفجارات الضخمة، وتزيد فيها التوهجات الشمسية الفتاكة التي تعتبر من تصنيف X-class وهو الأقصى والأقوى على الإطلاق، وهذا الحال هو بالظبط ما نمر به حاليًا، ويسمى بـ (ذروة الدورة الشمسية رقم 25).

علاوة على ذلك، فإن الشمس الآن تمر بمرحلة ثوران عنيفة جدًا أعنف عاصفة شمسية، وكأنها بركان ينفجر وينشر حممه في كل مكان، لكن الفرق هو أن الشمس تنشر انفجارات مغناطيسية من جسيمات عالية الطاقة، يمكن أن تسبب كوارث تقنية على كوكب الأرض!

والشيء المثير للجدل الذي حدث مؤخرًا هو أن يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 مايو، وتحديدًا الساعة 8 مساء بتوقيت القاهرة، سجلت وكالات الرصد الفلكي حول العالم كله واحدة من أعنف الانفجارات الشمسية اللي تم تسجيلها في السنين الأخيرة.

كان هذا الانفجار، كما صنفه العلماء من النوع X-1.2..، وتصنيف X هذا هو أقوى تصنيف على الإطلاق، حيث تقوم التصنيفات الخاصة بالانبعاثات الشمسية على خمس درجات هما: (A,B,C,M,X)، ويتم قياسهم بمقياس لوغاريتمى مثل الزلازل، بحيث يكون B أقوى من A عشر مرات، و C أقوى من A بحوالي 100 مرة، و X قوتها تعادل تقريبًا مليار قنبلة هيدروجينية.. وهذا تحديدًا ما حصل يوم الثلاثاء الماضي وأعقب ذلك، خلال يوم الأربعاء الماضي، أن الشمس ضربت الأرض بأربعة انفجارات، بينهم أقوى انفجار في هذا العام على الاطلاق، وهو من تصنيف X-2.7.. ويعني أنه أقوى من سابقية بأضعاف المرات.

ما هي تلك الانفجارات وكيف تؤثر علينا؟

عندما يحدث الانفجار عاصفة شمسية، ينتج عنه “توَهُج شمسي” ويخرج معه شيء اسمه CMEs أو “انبعاث كتلي إكليلي Coronal Mass Ejections”، وهي باختصار عبارة عن بلازما شمسية مشتعلة وجسيمات مشحونة وعالية الطاقة، تنطلق من سطح الشمس بسرعة وتصل لـ 1000 كيلومتر في الثانية، وتأخد من يوم لـ 3 أيام حتى تصل إلى الأرض! وعندنا تصل تبدأ الكارثة، أولا لأنها تؤثر على أجهزة الاتصالات والراديو والـGPS، مما يعني أن الطيارات والمراكب من الممكن أن يحدث لهم خلل في الملاحة، وتصبح الشبكات غير مستقرة، وهذا فعلاً ما حدث يوم الأربعاء الماضي. كما تم رصد أعطال إذاعية وملاحية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في نفس توقيت الانفجارات!

 

وما يزيد القلق والتوتر عندما يصل التهديد للأقمار الصناعية، والتي تكون في طريق هذه الانفجارات مباشرة، وبسببها قد تتعرض بعض الأقمار للحرق أو التلف أو الخروج من مدارها، وجدير بالذكر أن هذه الأقمار يكون معظمها مرتبط بخدمات الاتصالات والانترنت، وهذا يعني أن الإنترنت نفسه من الممكن جدا أن يتأثر تأثيراً بالغا. أما عن محطات الكهرباء، ولو حدثت عاصفة مغناطيسية قوية جداً من هذا النوع، فمن الممكن أن تتسبب فيما يعرف بالبلاك أوت او انقطاع كهربائي شامل في بعض المدن الأمر الذي قد يخرج العالم كله عن الخدمة فقد يستغرق اصلاح هذه الأعطال ساعات او أيام حتى يستطيع المختصون تحديد حجم الضرر لو كانت العاصفة قوية.

كما يشير بعض الخبراء أن جسم الإنسان نفسه يمكن أن يتأثر، وفي بعض الحالات تم تسجيل نماذج شعرت بصداع أو قلق أو تغيرات مزاجية، أو حتى خلل في هرمونات الجسم بسبب التغيرات الكهرومغناطيسية التي حصلت في الغلاف الجوي بسبب الانفجارات الشمسية الشديدة، لكنها كانت حالات فردية غير مؤكدة.

وينتظر العالم العديد من المفاجآت التي قد تحدثها الشمس كما حدث في الماضي بعد أن ضربت الشمس الأرض بقوة وسميت وقتها في عام 1879 بعاصفة كارينجتون، لأنها لو تكررت فلن تكون بقوة حدث كارينجتون، بل أن تأثيرها سيكون أخطر بمراحل لأن العالم الحديث الآن يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا وشبكات الطاقة والكهرباء في كل شيء تقريبًا.. وختاما لا يسعنا إلا أن نقول “ربنا يجيب العواقب سليمة”.