والشيء المثير للجدل الذي حدث مؤخرًا هو أن يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 مايو، وتحديدًا الساعة 8 مساء بتوقيت القاهرة، سجلت وكالات الرصد الفلكي حول العالم كله واحدة من أعنف الانفجارات الشمسية اللي تم تسجيلها في السنين الأخيرة.
كان هذا الانفجار، كما صنفه العلماء من النوع X-1.2..، وتصنيف X هذا هو أقوى تصنيف على الإطلاق، حيث تقوم التصنيفات الخاصة بالانبعاثات الشمسية على خمس درجات هما: (A,B,C,M,X)، ويتم قياسهم بمقياس لوغاريتمى مثل الزلازل، بحيث يكون B أقوى من A عشر مرات، و C أقوى من A بحوالي 100 مرة، و X قوتها تعادل تقريبًا مليار قنبلة هيدروجينية.. وهذا تحديدًا ما حصل يوم الثلاثاء الماضي وأعقب ذلك، خلال يوم الأربعاء الماضي، أن الشمس ضربت الأرض بأربعة انفجارات، بينهم أقوى انفجار في هذا العام على الاطلاق، وهو من تصنيف X-2.7.. ويعني أنه أقوى من سابقية بأضعاف المرات.
ما هي تلك الانفجارات وكيف تؤثر علينا؟
عندما يحدث الانفجار عاصفة شمسية، ينتج عنه “توَهُج شمسي” ويخرج معه شيء اسمه CMEs أو “انبعاث كتلي إكليلي Coronal Mass Ejections”، وهي باختصار عبارة عن بلازما شمسية مشتعلة وجسيمات مشحونة وعالية الطاقة، تنطلق من سطح الشمس بسرعة وتصل لـ 1000 كيلومتر في الثانية، وتأخد من يوم لـ 3 أيام حتى تصل إلى الأرض! وعندنا تصل تبدأ الكارثة، أولا لأنها تؤثر على أجهزة الاتصالات والراديو والـGPS، مما يعني أن الطيارات والمراكب من الممكن أن يحدث لهم خلل في الملاحة، وتصبح الشبكات غير مستقرة، وهذا فعلاً ما حدث يوم الأربعاء الماضي. كما تم رصد أعطال إذاعية وملاحية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في نفس توقيت الانفجارات!
وما يزيد القلق والتوتر عندما يصل التهديد للأقمار الصناعية، والتي تكون في طريق هذه الانفجارات مباشرة، وبسببها قد تتعرض بعض الأقمار للحرق أو التلف أو الخروج من مدارها، وجدير بالذكر أن هذه الأقمار يكون معظمها مرتبط بخدمات الاتصالات والانترنت، وهذا يعني أن الإنترنت نفسه من الممكن جدا أن يتأثر تأثيراً بالغا. أما عن محطات الكهرباء، ولو حدثت عاصفة مغناطيسية قوية جداً من هذا النوع، فمن الممكن أن تتسبب فيما يعرف بالبلاك أوت او انقطاع كهربائي شامل في بعض المدن الأمر الذي قد يخرج العالم كله عن الخدمة فقد يستغرق اصلاح هذه الأعطال ساعات او أيام حتى يستطيع المختصون تحديد حجم الضرر لو كانت العاصفة قوية.
كما يشير بعض الخبراء أن جسم الإنسان نفسه يمكن أن يتأثر، وفي بعض الحالات تم تسجيل نماذج شعرت بصداع أو قلق أو تغيرات مزاجية، أو حتى خلل في هرمونات الجسم بسبب التغيرات الكهرومغناطيسية التي حصلت في الغلاف الجوي بسبب الانفجارات الشمسية الشديدة، لكنها كانت حالات فردية غير مؤكدة.
وينتظر العالم العديد من المفاجآت التي قد تحدثها الشمس كما حدث في الماضي بعد أن ضربت الشمس الأرض بقوة وسميت وقتها في عام 1879 بعاصفة كارينجتون، لأنها لو تكررت فلن تكون بقوة حدث كارينجتون، بل أن تأثيرها سيكون أخطر بمراحل لأن العالم الحديث الآن يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا وشبكات الطاقة والكهرباء في كل شيء تقريبًا.. وختاما لا يسعنا إلا أن نقول “ربنا يجيب العواقب سليمة”.