ما بين شبكة العنكبوت النووية الأوكرانية.. وعملية البيجر الإسرائيلية

ما بين شبكة العنكبوت النووية الأوكرانية.. وعملية البيجر الإسرائيلية
شبكة العنكبوت النووية

ملفت للنظر تلك العلاقة بين العمليات الاستراتيجية الأوكرانية أول أمس وعملية البيجر الإسرائيلية ضد حزب الله في قلب العاصمة بيروت! في كلتا الحالتين إنه اختراق سيبراني غير مسبوق بعملية أطلق عليها شبكة العنكبوت النووية Spider Web نفذت بالمسيرات التابعة للطيران الحربي الأوكراني التي ضربت عصب البنية التحتية وأعادت رسم خطوط النار بين موسكو وكييف.

شبكة العنكبوت النووية

بالمقابل كان الرد السريع المبدئي من روسيا هي ضربة عسكرية صاروخية أودت بمنصب قائد القوات البرية الأوكرانية، وأقرت كييف بمقتل 12 جندي أوكرانيا أثناء تدريبات، بينما أفادت وزارة الدفاع الروسية أن منظومة إسكندر M الصاروخية الروسية استهدفت موقعاً تتمركز فيه إطلاق طائرات مسيرة أوكرانية انتحارية وبعيدة المدى في بلدة تشوكوييف، بمقاطعة خاركييف، اسفرت عن تدمير 6 طائرات مسيرة و 8 آليات عسكرية ونحو ثلاثين مسيرة انتحارية جهزها الأوكرانيون استعداداً للإطلاق لإعادة عملية احتلال كورسك بالقوات.

بالعودة إلى عملية الهجوم على الرادارات الاستراتيجية ومناطق النفط الروسية بالمسيرات وطائرات الهليوكبتر، وعملية البيجر الإسرائيلية، فإن هذه العمليات تشترك في أمور مهمة، أولها فترات التخطيط والتحضيرات الاستخباراتية والفنية واللوجيستية، حيث إن كل من هذه العمليات استغرق ما يزيد عن سنة للإعداد والتنفيذ عبر الهجوم من داخل كرافانات، معدة كبيوت متنقلة إلا أن القوات الأوكرانية كانت قد وضعت طائرات حربية مجهزة لهجوم من داخل الأراضي الروسية داخل تلك الكرافانات دون أن تنتبه إليها القوات الروسية.

شبكة العنكبوت النووية الأوكرانية

وبالفعل تم ضرب طائرات وقاذفات نووية، ودمرت القاذفات الاستراتيجية الروسية أربعين طائرة عسكرية وغواصات نووية مما أحدث سلسلة انفجارات مميتة وصل مداها إلى سيبريا، في أقصى العمق الروسي. فيما تسببت الضربة الاستخباراتي الأوكرانية غير المسبوقة إلى خسائر تقدر بأكثر من 2 مليار دولار، بشبكة العنكبوت النووية.

أما وجه الشبه الثاني فهو أن الدول أو الجهات التي تضررت من تلك العمليات تهتم، في الأساس، بالتأثير المعنوي وهيبة منظومة الدفاع العسكرية الجوية التي تمتلكها، هذا فضلاً عن البروباجندا القتالية التي تسوق لها روسيا ببراعة، بعكس الدول المنفذة التي تعمل في صمت شديد وتهتم بالتأثير المادي. وهذا يزيد من قدرتهم على تقدير المواقف الاستراتيجية والتوقع السليم لإجهاض مثل هذه العمليات أو منعها قبل تنفيذها.

يتوقع الكثير أن الاستخبارات الأمريكية قد تكون ضالعة استخباراتيا في تلك العملية كمحاولة لدفع بوتن للجلوس مع ثنائي التسوية ترامب وزيلينسكي، حتى يتسنى لترامب تحقيق ما أراده منذ أن قدم إلى البيت الأبيض لرفع صوته عاليًا مهللا “أنا رجل سلام” حتى لو كانت الحقيقة غير ذلك.