نجوم ميلان: تألق هائل وإرث تاريخي في موسم 2025-2026

فريق التحرير29 أكتوبر 2025
موعد مباراة ميلان وبيزا

يواصل ميلان تأكيد مكانته كأحد أبرز الأندية الإيطالية، الذي يضيئ سماء “السيري آ” بمستويات مذهلة. هذا الموسم، ومع بداية مشوقة في الدوري الإيطالي 2025-2026، يقدم نجوم ميلان عروضاً قوية جعلته يتصدر الترتيب بعد جولات قليلة، في منافسة حامية مع إنتر ميلان ونابولي حامل اللقب. الأداء الحالي للفريق يعكس مدى التنظيم التكتيكي والمرونة الهجومية التي يتمتع بها المدرب ماسيميليانو أليغري، والتي تسمح له بتبديل اللاعبين واستخدام تشكيلات هجومية متنوعة حسب قوة الخصم.

رافائيل لياو: نهاية النحس وبداية التألق

بعد فترة طويلة امتدت لأكثر من 500 يوم دون تسجيل هدف في ملعب سان سيرو، استطاع البرتغالي رافائيل لياو إعادة الحياة إلى هجوم ميلان. في مواجهة فيورنتينا الأخيرة، سجل لياو هدف التعادل بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، ثم حسم اللقاء بهدف ثانٍ من ركلة جزاء حصل عليها زميله سانتياغو خيمينيز. هذه اللحظة لم تكن مجرد هدف عادي، بل كانت بمثابة عودة قوية لياو إلى التألق، مؤكداً دوره الأساسي في تشكيلة الفريق الهجومية.

أليساندرو كوستاكورتا، أسطورة ميلان، شدد على أن لياو لاعب لا يمكن الاستغناء عنه عندما يكون في كامل لياقته البدنية والفنية، مشيراً إلى قدرته على تقديم الحلول الهجومية الحاسمة للفريق. وأضاف كوستاكورتا: “عندما يلعب لياو مع بوليسيتش، يمكنهما إلحاق الضرر بأي دفاع”، ما يوضح أن تكامل اللاعبين هو سر قوة ميلان الحالية ويعزز من خطورة الفريق في المواجهات الحاسمة.

سانتياغو خيمينيز: النجم الصاعد وإلهام كوستاكورتا

من جانبه، يقدم المهاجم المكسيكي سانتياغو خيمينيز أداءً مثيراً للإعجاب رغم تحديات تسجيل الأهداف. كوستاكورتا وصفه بأنه يذكره بالأرجنتيني هيرنان كريسبو خلال فترة لعبه مع بارما، مشيراً إلى أن خيمينيز يمتلك قدرة فريدة على التعامل مع المدافعين وتقديم مساهمات هجومية مهمة. تدريبه الجاد والتزامه التكتيكي يجعله أحد العناصر الإيجابية في الفريق، ويكمل جهود زملائه مثل كريستيان بوليسيتش وكريستوفر نكونكو، ليشكلوا معاً خطاً هجومياً متكاملاً قادر على تهديد أي دفاع في الدوري الإيطالي.

صدارة ميلان في الدوري الإيطالي

حقق ميلان انتصاراً مهماً على فيورنتينا 2-1، وهو الفوز الذي رفع الفريق إلى صدارة الدوري برصيد 16 نقطة. المباراة شهدت أجواء حماسية في سان سيرو، حيث افتتح فيورنتينا التسجيل في الدقيقة 55 قبل أن يقلب لياو النتيجة لمصلحة ميلان. الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان رسالة قوية لبقية فرق الدوري بأن الروسونيري جاهزون للمنافسة على اللقب، ويعكس قدرة ميلان على قلب النتائج واللعب تحت الضغط.

هذا الأداء الهجومي المميز يعود بشكل كبير إلى المرونة التكتيكية التي يعتمدها أليغري، والتي تسمح له باستخدام اللاعبين بشكل متنوع حسب مجريات المباراة، مع مزيج من السرعة والمهارة الفردية التي يقدمها لياو وبوليسيتش، بالإضافة إلى القوة البدنية والتواجد الذكي لخيمينيز ونكونكو.

التأثيرات المحتملة للمباريات الخارجية

شهدت بعض الدوريات الأوروبية محاولات لنقل مباريات إلى خارج القارة، مثل مباراة برشلونة وفياريال إلى ميامي، مما أثار جدلاً واسعاً حول جدوى هذه الخطوات. وعلى الرغم من ذلك، يبدو الدوري الإيطالي أكثر حرصاً على منع تحويل المباريات المحلية إلى فعاليات تجارية خارجية بشكل منتظم. هذا النهج يعكس حرص الاتحاد الإيطالي على حماية اللاعبين وضمان استقرار المنافسة المحلية، مع التركيز على الأهمية الرياضية للقاءات على حساب المكاسب التسويقية.

إرث ميلان: قاعة الشهرة والأساطير

في إطار احتفالات ميلان بمرور 125 عاماً على تأسيس النادي، تم افتتاح “قاعة الشهرة” لتكريم أساطير النادي الذين ساهموا في تشكيل إرثه العريق. تشمل القاعة أسماء كبيرة مثل فرانكو باريزي، فيليبو إنزاغي، ماركو فان باستن، وأندريه شيفتشينكو. هذه المبادرة لا تحتفل فقط بالأرقام القياسية، بل تعكس القيم والروح التي جعلت ميلان رمزاً عالمياً في كرة القدم. من خلال تكريم الأساطير، يضمن النادي أن تظل الإنجازات الفردية والجماعية حية في ذاكرة الجماهير، وتشجع اللاعبين الحاليين على الالتزام بالقيم نفسها.

قاعة الشهرة تقدم نوعين من العضوية: الأعضاء المنتخبون الذين يختارهم جمهور ميلان، والأعضاء الشرفيون الذين تختارهم إدارة النادي. الهدف من المشروع هو ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز الشعور بالانتماء لدى جماهير الروسونيري حول العالم.

أفضل هدافي ميلان على مر العصور

تاريخ ميلان حافل بالهدافين الذين تركوا بصمة لا تُمحى، ومن أبرزهم:

  • جونار نوردال: 221 هدفاً
  • أندريه شيفتشينكو: 175 هدفاً
  • جياني ريفيرا: 164 هدفاً
  • فيليبو إنزاغي: 126 هدفاً
  • ماركو فان باستن: 125 هدفاً

هذه الأرقام توضح القوة الهجومية للنادي عبر العصور، وتبرز كيف ساهم اللاعبون في تحقيق البطولات المحلية والقارية، كما تعكس التنوع الهجومي عبر العقود، من السرعة والمهارة إلى القوة البدنية والذكاء التكتيكي.

الخلاصة

يمثل ميلان هذا الموسم نموذجاً للنجاح المستمر، حيث يجمع بين قوة الأداء الحالي وعمق الإرث التاريخي. أداء نجومه مثل لياو وخيمينيز يعكس المرونة التكتيكية والقدرة على المنافسة، بينما تكرم قاعة الشهرة الأساطير الذين ساهموا في بناء تاريخ النادي. مع هذه المقومات، يبدو أن الروسونيري مستمرون في كتابة فصول جديدة من التألق في الدوري الإيطالي والمنافسات الأوروبية، مؤكدين أن ميلان ليس مجرد فريق، بل هو إرث حي يضم تاريخاً من النجوم واللحظات التي لا تُنسى.