ما هو سبب الحرب في سوريا وكيف بدأت؟

فريق التحرير27 يوليو 2025
سوريا بعد الحرب

تتصدر أخبار سوريا المشهد الإقليمي والدولي منذ عام 2011، مع التحولات العميقة التي شهدتها البلاد على المستويين السياسي والإنساني. من الحراك الشعبي السلمي إلى الصراع المستمر، عبّر السوريون عن تطلّعهم إلى سوريا حرة تضمن الكرامة والعدالة لجميع أبنائها. ورغم التحديات، لا يزال الأمل قائمًا ببناء سوريا جديدة على أسس المواطنة والحرية، لتكون وطنًا جامعًا لكل السوريين دون استثناء.

كيف بدأت الحرب في سوريا؟

بدأت الحرب في سوريا في مارس 2011، ضمن موجة الربيع العربي التي اجتاحت عدة دول في الشرق الأوسط. خرجت مظاهرات سلمية في مدينة درعا جنوب البلاد، مطالبة بالإصلاحات السياسية، والإفراج عن معتقلين سياسيين، وتحسين أوضاع المعيشة، وسط أجواء من القمع السياسي المستمر منذ عقود في عهد الرئيس بشار الأسد.

لكن ردّ السلطات السورية على تلك الاحتجاجات كان عنيفًا؛ إذ استخدمت قوات الأمن القوة المفرطة، والرصاص الحي، والاعتقالات، ما دفع المتظاهرين إلى توسيع مطالبهم والمطالبة برحيل النظام. ومع تصاعد القمع، تحولت المظاهرات السلمية إلى حركة تمرد مسلح، لتبدأ بذلك شرارة الحرب.

الأسباب الرئيسية للحرب في سوريا

رغم أن الشرارة الأولى كانت مظاهرات شعبية، فإن الأسباب الحقيقية وراء الحرب متعددة ومعقدة، وأبرزها:

  1. القمع السياسي وغياب الحريات: عانى الشعب السوري لعقود من الحكم الأمني وغياب الديمقراطية، وانتشار أجهزة الاستخبارات، وتقييد الحريات العامة والإعلامية.
  2. الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية: ساهمت البطالة، وارتفاع الأسعار، وسوء توزيع الثروات، في تأجيج الغضب الشعبي، خاصة في المناطق المهمشة.
  3. الطائفية والتقسيم المجتمعي: استُخدمت الورقة الطائفية من قِبل أطراف داخلية وخارجية، ما زاد من تعقيد الصراع، ووسّع الفجوة بين مكونات المجتمع السوري.
  4. التدخلات الإقليمية والدولية: سرعان ما أصبحت سوريا ساحة لتصفية الحسابات بين قوى دولية مثل روسيا وأمريكا، وإقليمية مثل إيران وتركيا والسعودية، ما أطال أمد الحرب وزاد من مآسي المدنيين.

أخبار سوريا اليوم: أين تقف الأزمة؟

بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب، لا تزال أخبار سوريا تتصدر عناوين الصحف بسبب استمرار الأزمات الإنسانية، والنزوح، والانهيار الاقتصادي. رغم تراجع حدة المعارك في بعض المناطق، ما زالت البلاد تعاني من:

  • أزمة اقتصادية خانقة وانهيار في الخدمات الأساسية.
  • وجود عسكري أجنبي في مناطق مختلفة من البلاد.
  • انقسام سياسي بين الحكومة والمعارضة، مع ضعف جهود الحل السياسي.
  • انعدام الاستقرار الأمني في مناطق شمال شرق البلاد وبعض الجيوب الغربية.

سوريا حرة وسوريا الجديدة: هل من أمل؟

رغم الدمار والمعاناة، لا يزال هناك أمل في بناء سوريا الجديدة، دولة تقوم على الحرية، والعدالة، والمواطنة، وتُعيد لمواطنيها كرامتهم وحقوقهم. تطالب أطياف واسعة من الشعب السوري والمعارضة السياسية والمجتمع المدني بإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن انتقالاً سلميًا للسلطة، وعودة اللاجئين، ومحاسبة المتورطين في الجرائم.

كما تسعى جهود أممية ودولية إلى تفعيل مسار الحل السياسي استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات نزيهة.

تأثير الحرب على اللاجئين السوريين والمجتمع الدولي

أحد أبرز تداعيات الحرب في سوريا هو أزمة اللاجئين التي أصبحت من أكبر الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. فقد اضطر ملايين السوريين إلى مغادرة وطنهم طلبًا للأمان، منتشرين في دول الجوار مثل لبنان، الأردن، وتركيا، بالإضافة إلى موجات لجوء واسعة نحو أوروبا. هذه الأزمة أثارت جدلاً عالميًا حول سياسات الهجرة واللجوء، وكشفت عن الحاجة الماسة إلى حلول سياسية حقيقية لإنهاء الصراع. وفي الوقت ذاته، أظهر السوريون في المهجر قدرة على التكيّف والمساهمة في المجتمعات التي استقبلتهم، رغم صعوبة الظروف والتحديات.

خاتمة

اندلعت الحرب في سوريا نتيجة تراكم طويل من الظلم والاستبداد والفقر، لكنها تحوّلت إلى نزاع معقّد بفعل التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية. ومع ذلك، يظل حلم سوريا حرة يعيش في وجدان شعبها، وتبقى أخبار سوريا محط اهتمام العالم حتى يتحقق السلام والعدالة. فطريق سوريا الجديدة يبدأ بإرادة السوريين أنفسهم، مدعومين بإجماع دولي حقيقي يضع مصلحة الشعب أولاً.