الكرة السعودية: الأخضر يقترب من المونديال بعد الفوز على اندونيسيا

فريق التحرير19 أكتوبر 2025
السعودية

شهدت الكرة السعودية أمسية مليئة بالإثارة يوم الأربعاء الموافق العاشر من أكتوبر 2025 بعد أن حقق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم فوزًا ثمينًا بنتيجة 3-2 على منتخب إندونيسيا، ضمن أولى مباريات المجموعة الثانية من ملحق تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026. هذا الانتصار الـ16 يضع «الأخضر» على أعتاب التأهل ويبرز دور اللاعبين الشباب مثل صالح أبو الشامات، الذي تألق في أول مشاركة له على المستوى التنافسي.

أداء استثنائي من صالح أبو الشامات

انطلق الجناح الشاب صالح أبو الشامات بقوة في المباراة، حيث سجل هدف المنتخب الأول في الدقيقة 17، كما صنع تمريرة عرضية حاسمة حصل منها فراس البريكان على ركلة جزاء ترجمها إلى الهدف الثاني. تميز أبو الشامات بالسرعة والمراوغة، ليثبت أنه لاعب مؤثر وقادر على صناعة الفارق في المواقف الحاسمة. هذا الأداء جعله نجم المباراة بلا منازع، وأشاد به المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، مشيرًا إلى إرادة اللاعب القوية للظهور في مونديال 2026.

البريكان والبراعة في تنفيذ الركلات

المهاجم فراس البريكان أظهر خبرة كبيرة في المباراة، حيث سجل هدفين، أحدهما من ركلة جزاء بعد تمريرة أبو الشامات. أداؤه المتزن تحت الضغط كان مفتاح الانتصار، وبرز التعاون بينه وبين زملائه في خط الهجوم. البريكان، الذي أبدى التزامه بخطط المدرب والتوجيهات، أكد في المؤتمر الصحافي بعد المباراة على أن ركلة الجزاء كانت قرارًا مشتركًا مع الجهاز الفني وأنه سعيد بالفوز ومبارك للجماهير السعودية.

مواجهة التحديات في الدقائق الأخيرة

شهدت المباراة لحظات حرجة في الوقت بدل الضائع بعد طرد لاعب الوسط محمد كنو في الدقيقة 90+3، إثر تلقيه بطاقتين صفراوين متتاليتين لم تفصل بينهما سوى ثوانٍ قليلة. ويُعد هذا الطرد الثاني للاعب خلال التصفيات المونديالية الحالية، إذ سبق أن تلقى بطاقة حمراء مباشرة ضد الصين قبل 393 يومًا، في مباراة انتهت بفوز السعودية 2ـ1.

على الرغم من غياب كنو عن المواجهة المقبلة ضد العراق، تمكن الفريق من الحفاظ على فوزه بنتيجة 3-2، مما يعكس قوة شخصية اللاعبين وقدرتهم على التعامل مع الضغوط المفاجئة واستكمال المباراة بكفاءة عالية.

تحركات الجماهير وردود الفعل

تفاعل المشجعون السعوديون على منصة «إكس» بشكل كبير، حيث تجاوزت المشاركات 80 ألف منشور بعد دقائق من نهاية اللقاء. الجماهير عبرت عن فرحتها بالفوز، وأشاد البعض بأداء أبو الشامات، معتبرين أنه خطوة حاسمة نحو التأهل. التعليقات أظهرت وعي الجماهير بأهمية التركيز على المباراة القادمة ضد العراق وعدم الانغماس في سلبيات اللقاء الماضي.

وجهة نظر المدربين

أشاد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد بردة فعل لاعبيه بعد التأخر المبكر، مؤكدًا أن الفريق صنع العديد من الفرص وأظهر فعالية واضحة في الهجوم. رينارد شدد على أهمية استغلال الفرص وقت تفوق الفريق، لكنه أقر بأن بعض الأخطاء الفردية ظهرت خلال اللقاء. بالمقابل، وصف الهولندي باتريك كلويفرت، مدرب منتخب إندونيسيا، النتيجة بـ«السيئة» وأكد أنه سيتحضر جيدًا لمواجهة العراق، مشيرًا إلى صعوبة تنسيق اللاعبين الذين انضموا متأخرًا للفريق.

الطريق نحو التأهل

مع هذا الانتصار، اقترب المنتخب السعودي من حسم تأهله إلى مونديال 2026، حيث يكفيه التعادل أو الفوز في المباراة القادمة ضد العراق لضمان الصدارة في المجموعة الثانية من ملحق التصفيات. العمل الجماعي، قوة اللاعبين الشباب، وخبرة المهاجمين مثل البريكان كلها عوامل ستساهم في تحقيق الهدف المنشود.

في النهاية

أثبت المنتخب السعودي مرة أخرى قدرته على مواجهة التحديات والصعوبات، معتمدًا على مزيج من الشباب والخبرة داخل الفريق. أداء أبو الشامات والبريكان يعكس جودة اللاعبين المحليين وقدرتهم على التألق في اللحظات الحاسمة. ومع الدعم الجماهيري الكبير، يبقى «الأخضر» قريبًا جدًا من تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، ليواصل كتابة صفحة مشرقة في تاريخ الكرة السعودية.