محمد جلال في حِوار مع الكاتبة أميرة مصطفى مؤسسة كيان ” لِمن هجر ” 

علي الشيخ26 ديسمبر 2020
الكاتبة أميرة مُصطفى

حوار: محمد جلال

في بداية حوار يتمتع بالمُتعة والإثارة، وتشويق يُبهر الروح، ويُنير القلب، فدعونا نعرف من هي داعمة الشباب، ومكان التقاء الأدباء؟

_أنا أميرة مصطفى، أملك تسعة عشر عامًا من مواليد عام ٢٠٠٢ من محافظة كفر الشيخ (مدينة الحامول)، أدرس في كلية التجارة فرقة أولى، مؤسسة كيان لِمن هُجر لجميع المواهب، الكيان يضم فوق المئتي كاتب وكاتبة وأنا المسئولة عنهم ومعي فريق يسعى لأجل الوصول ، وإن شاء الله أول ظهور لنا عمليًا سيكون في معرض الكتاب لسنة ٢٠٢٢ بعملين أحدهما كتاب قصصي والآخر خواطر وبدأنا في التجهيزات لهما، ولن يكون آخر ظهور لنا بإذن الله.

بحُكم إنتمائِك لفئة الكُتاب، فما الذي يجعل الكاتب ناجحًا؟

أهم شيء أن يكُن لديه هدف ويسعى لهدفه هذا لأجل تحقيق الوصول له، ستقابله الكثير من المصاعب ولكن عليه أن يتخطاها لكي يصل إلى حلمه، وأن يأخذ الآراء السلبية كدافعًا له ولتحقيق حلمه، وأن يتطلع الكاتب إلى آفاق جديدة وإلى التجديد، وقبل ذلك يكون قارئًا متميزًا لعمالقة الأدب من أمثال الكتَّاب الذين أحدثوا تغييرًا لا ينُسى في حياة اللغة العربية، كما أحدث فضيلة الدكتور “أحمد خالد توفيق” الذي نتخذه قدوة لنا ومن ثمَّ يكون ملَكة لغوية ومفردات تساعده على الكتابة دون تكرار للمعاني.
وأن يكون في اللغة وإن كان في بداية طريقه كالثُعبان في وسط حقل من العشب يتحرك بسلاسة بقلمه لا توقفه صخرة ولا جبل.
وأيضًا طريقة سرد الكاتب من أهم الأشياء التي تميزه فكلما ارتقت طريقة سرده ولغة الحوار لديه ككاتب عن طريق الكتاب مع القارئ كلما ارتقى الكاتب.

الحديثُ عن كِتاباتك يطول شرحه، وسلامة اللغة في ألفاظك مُبهجة للروح، فتميلين إلى الحُب ومن ثُم إلى واقعنا المرير مع مزيج من الخيال الروحي، فحدثينا عن لون كتاباتك المُتردد؟

أحبُّ اللغة العربية الفصحىٰ وأميلُ للتعمق فيها، فهي كما يقول أغلب الكُتاب غذاءٌ لِروحي، كما اللغة غذاء لعقلي.
أكتب نصوصًا وخواطر، وفي بعض الأحيان روايات.
أحدث ما كنتُ أكتبه هو رواية توقفت عن كتابتها لفترة وسأستأنفها قريبًا بإذن الله.

لكونك مؤسسة فريق عريق، يحوي على كثير من العُظماء المتصنعون باللُطف، فمن أين أتت إليكِ فكرة تكوين كيان لكُتاب يحملون اسم لُمن هُجر؟

_أنا من الأساس شخص مُحب للقراءة دايمًا وأغلب وقتي كُنت أقضيه في قراءة الكُتب والروايات، مع الوقت وجدت نفسي أكتب جُملًا مُرتبة بدون قصد، انضممت بالصدفة إلى مجموعة للكتابات ومن هُنا بدأت أفكر في إنشاء مجموعة خاصة بكتاباتي، وبالفعل حدَث، أصحابي بدؤوا في مساعدتي وبدأت أُفاجأ بوجود أشخاص من القاهرة والأسكندرية ومحافظات أخرى في مجموعتي وهذا بحكم أنني من محافظة كفر الشيخ، بدأت المجموعة يكتمل وأقوم بعمل غيره وبدأت أشعر بمسئولية أكبر عليّ، ومن ثم طلب بعض من أصدقائي المشاركة في النشر على مجموعات لِمن هُجر، بدأوا بنشر كتاباتهم على المجموعات وتحسين مستواهم بل وإنشاء مجموعات خاصة بهم، ومن هُنا جاءتني فِكرة أن أجعله فريق للكتابة وأساعد فيه المبتدئين ليستطيعوا الوصول وهذا كان من خلال إذخال كُتاب معروفين ومعهم آخرين مبتدئين فكان المكان معروفًا نسبيًا والناس يفضّلون كتاباتنا تقريبًا والحمدلله استطعنا تحقيق نجاحًا إلى حدٍ ما.

لكُل كاتب مهما كان في قمة إبداعه، لابُد وأن يكُون هناك كاتبًا آخر ترك في قلبه أثر وفي عقله فكرة، فمن هم الكُتاب الذين تلمذتي على أيديهم؟

الكاتب العظيم أحمد خالد توفيق، الكاتب نجيب محفوظ، الكاتب محمود العقاد، الكاتب طه حسين، الكاتب أحمد مراد، الكاتب الأجنبي دوستويفسكي، الكاتب الشاب محمد طارق، الكاتبة حنان لاشين، الكاتبة هبة السواح، الكاتبة السورية غادة السمان، الكاتب الشاب يوسف عماد، والكاتب الجزائري واسيني الأعرج، الكاتبة أحلام مستغانمي، والروائي السوداني الطيب صالح، وبالطبع لن أنسى أحد أهم كتاب القرن العشرين الكاتب عبد الرحمن منيف، والكاتبة الرائعة رضوى عاشور.

في مَطلع الود، عن كيانِك يتحدث عنه العظمة في المضمون والدقة في الأداء فما هي طموح كيانك وطموح كُتّابه؟

هدفنا هو التقدم والرقي من خلال مساعدة الناس وتشجيعهم على القراءة أكتر والاستفادة، لِمن هُجر ليس مجرد فريق كتابة بل عائلة تضم الكثير من الكُتاب، فبالتالي هدفي هو دعم الكُتاب الآخرين الذين لم يحصلوا على فرص كافية للإفادة والاستفادة.
وتكوين عائلة تُبنى على الحب والسلام، وتعزيز روح الكتابة لديهم ومن ثمَّ ظهور أمثال هؤلاء في معرض الكتاب.

هل سيظهر لكُتاب كيانك لِمن هُجر أعمالًا ستصدر قريبًا، وما هو سبب تسمية كيانكم بهذا الاسم؟

نعم، فالكثير من كُتاب الفريق سيظهرون ولأول مَرة في معرض الكِتاب لعام ٢٠٢١ سواء كانت تلك المشاركة في كُتبٍ مُجمعة أو أعمال خاصة بهم، وكان سبب تسميتي للفريق بهذا الاسم “لِمن هُجر” من أجل إحياء اللغة العربية التي قد هجرها الكثير من الأشخاص، سوف نقوم بترميم أماكننا مرة أخرى في مطلع اللغة عن طريق القراءة كما عن طريق الكتابة وموهبة التأليف التي سوف نقوم بصقلها لنصعد باللغة مرة أخرى، سنقوم بترميم مكانة اللغة في القلوب.
فالكتابة هي المأوى للكثير والكثير، كما أن شعارنا هو “لِمن هُجر، هِجرة إلى الكتابة من كُل سوء”.

هل تُفكرين في عمل ورش للكتابة لتعليم فيها قواعد اللغة السليمة، وغيرها علي أرض الواقع؟

بالفعل لدينا ورش تعليمية لتعليم قواعد اللغة العربية وذلك لمساعدة المبتدرين ويكون الشرح في هذه الورش بطرق مبسطة كي يفهمها المستمع وتصبح اللغة العربية سلسة للذين يظنون أنها صعبة، الورشة لا تتمحور حول الشرح فقط بل يوجد أسئلة يقوم الشخص الذي يشرح بسؤالها كي يتأكد من فهم المستمعين للشرح.
وتقام أيضًا في تلك الورش العديد من المسابقات الأُسبوعية المتعلقة بقواعد اللغة، تكريم الفائزين وذلك لتشجيعهم على البقاء والاستمرار وضمهم للكيان.
بالنسبة لنزولنا على أرض الواقع بالفعل نحن نخطط لذلك وسوف نبدأ بالتنفيذ قريبًا بأول ندوة باسم الكيان وسوف تقام بالقاهرة عما قريب.

هل تُفكرين في عمل مقر لكيانكم في المستقبل؟

هذه الخطة متواجدة في ترتيباتي بالفعل ولكن سيتم تنفيذها عندما يحقق الكيان نجاحًا كبيرًا نسبيًا ونصبح معروفين للعامة ويحقق الكُتاب نجاحًا كبيرًا ومعروفًا أيضًا وبذلك يُصبح كُتاب لِمن هُجر والكيان معروفين بشكل أو بآخر.

في النهاية السعيدة، ومن وجهة نظر مُبدعتنا اليوم ومؤسسة أروع كيان في هذا الوسط فما هي نصيحتك للكُتاب المبتدئين؟

أنصح الكُتاب المبتدئين وغير المبتدئين ألا يكون إنضمامهم لعالم الكِتابة فقط وسيلة للشهرة، بل أن تكون الكتابة شغفهم وأن يكون شغفهم للكتابة نابع عن حبهم للغة العربية وألا يتخلوا عن الكتابة عند أول عثرة تقابلهم في رحلتهم الشاقة، فأنا أقول شاقة لأن رحلة الكتابة ورحلة وصول أي كاتب إلى مكانة ما تكون مليئة بالصعاب ولذلك لا تستسلموا وإن شعرتم بالرغبة في الاستسلام فتذكروا أن اللغة هي الطريق وأن سلاحك في ذلك الطريق الوعر أو تلك الغابة المحفوفة بالمخاطر هو اللغة العربية.

باقة من ألمَع الشُكر والتقدير، للكاتبة العظيمة أميرة مُصطفى مؤسسة كيان لِمن هُجر على إجراء هذا الحوار الذي سَعِدتُ به كثيرًا، داعين من الله أن يوفقكم ويُسدد خُطاكُم.