Take a fresh look at your lifestyle.

مابين “المؤثر والمنقذ” ماهي حكاية عمرو العربي طالب جامعة الزقازيق؟

من رحم الظروف والعوائق تُخلق أجيال قادرة على تحطيم الصعاب بل تسعى إلى التأثير في من حولها بالخير والإفادة، نماذج شابة كللت وقتها في الدعم والمساندة، لم يمنعهم صعوبة المحتوى وما يعرقله ولكنها عزمت على ترك بصمة لا تنسى، قد يطول الحديث عن الكثير من الشخصيات التي تركت أثرًا، ولكن نسلط الضوء في السطور التالية على طالب بجامعة الزقازيق حول من نقاط ضعف عملية تقديم والقاء المحتوى المنهجي مرجعا له في تطوير نفسه في مساعدة زملائه، لن يقف عند ذلك بل كان شغله الشاغل مراعاة الجانب النفسي لديهم في تجهيزها.


عمرو العربي طالب جامعة الزقازيق

هذا الطالب هو عمرو محمد السيد العربي الشهير بين زملائه بـ عمرو العربي، من مواليد عام 2000 بمدينة ههيا بمحافظة الشرقية، درس في كلية التمريض جامعة الزقازيق، يعمل في مستشفى الأمراض النفسي جمال أبو العزايم في مدينة العاشر من رمضان.

وكنا قد حرصنا على إجراء حوار معه وخاصة بعد لفتات الشكر والامتنان له التي قُدمت له من شركاء مسيرته التعليمية والذين لم ينسوا ما قدمه لهم وأشادوا بمجهوده العالق في مشوارهم التعليمي على صفحات التمريض العامة ليصبح عمرو العربي من ضمن الشخصيات الشابة المؤثرة التي لا يزال أثرها باقٍ.

بدأ عمرو العربي حواره معنا بالحديث عن بدايات مشواره ومسيرته التعليمية والذي بدأ بالإبتدائي ثم تباعا الإعدادي ثم مدرسة التمريض انتقالا إلى معهد التمريض بالزقازيق وبعد حصوله على مجموع مرتفع تقدم إلى دخول كلية التمريض جامعة الزقازيق، بل هذا كان إصرارا من صديقه والذي يدعى ‘مصطفى عماد’ حيث أشاد القول به بوقوفه بجانبه طوال سنوات صداقتهما.

وتابع عمرو أن فكرة الشرح بدأت معه منذ سنوات التعليم الأولى في التمريض والذي كان لا يعرف أن يذاكر مواده سوى بالشرح لصديقه مصطفى وكان ذلك إما بالاجتماع في مكان ما أو بمكالمة هاتفية، حيث أكد عمرو على أنه لم يكن يفهم محتوى المواد إلا بتلك الطريقة، ومن هنا نشأت فكرته في التعميم على دفعته كاملة.

أشار “العربي” أنه منذ دخوله المعهد وهو قد بدأ تجربته الصغيرة في تنزيل تلخيصات تسهل على زملائه فهم مضمون المحاضرات، ومن ثم مع مرور الوقت تمت طباعتها وشرائها وفي هذه الفترة كان قد وقع اختيار ليدر للمعهد يمثل محافظته بين باقي معاهد الجمهورية.

طالب جامعة الزقازيق

وعبر عمرو طالب جامعة الزقازيق عن مدى امتنانه لكل رسالة شُكر أُرسلت له عقب كل مساعدة قدمها لزملائه، والذي كان يحتفظ بها ليقرأهم في حينٍ آخر قد يشعر عنده بالإرهاق أو الإحباط، فكانت بمثابة داعمه النفسي الذي يهون عليه.

ذكر “العربي” أنه كان ينظر في إطار تقديمه التلخيصات إلى نقاط الضعف التي يقع بها الأساتذة في الشرح ليسهلها على زملائه بل كان يتخذ التجربه على نفسه أولا ثم يطور من طريقته والتي بدأت بتلخيصات كتابية، ثم على الكمبيوتر وآخرا مقاطع صوتية صغيرة المدة.

أوضح عمرو أنه كان قبل أخذ أي خطوة كان يطلب رأي دفعته ابتداءً من المعهد حتى سنوات الجامعة وذلك عن طريق استفساء في قناة قد نفذها لهم ينشر عليها محتواه.

وعند سؤاله عن أصعب اللحظات التي مرت عليه فقال عندما حصل على مجموع كلية التمريض وكان مترددا حينها بين قبول تكليف المعهد وإكمال دراسته في الجامعة حتى نصحه صديقه مصطفى عماد بالإكمال بها وأنها ستضيف له.

لم ينسى عمرو أساتذته في المعهد والذي أثنى عليهم وأشاد بدعمهم له وتشجيعه على دخول الكلية وهن الدكتورة هدى ورشا ونجاح وذلك في المقام الثاني بعد أهله وآخرا ذكر أنه صلى صلاة استخارة وبالفعل دخلها.

وأردف طالب جامعة الزقازيق في حديثه عن تلك القناة التي أنشأها لمساعدة دفعته والتي أطلق عليها “Trust yourself” والتي بدأت بـ عدد 50 شخص حتى تخطت 2500 طالب وطالبة، وبدأ ينظر في تقديم المحتوى إلى ما يعرقل الفهم لدى الطالب من شرح الأساتذة في الكلية وتبسيط اللغة التي يشرحون بها وكانت كلها بالإنجليزية.

حرص عمرو كما ذكر لنا أنه كان يراعي الجانب النفسي لدى الطالب ويحاول أن يبث بداخله احساس الطمأنينة بإنجاز مهام مذاكرة المحاضرات، فكان يسجل مقاطع صوتية قصيرة الوقت حتى لا يمل زملاؤه ويشعرون بأن المحاضرات قليلة رُغم كثرة عددها، وعن التلخيصات الكتابية فكان شديد الحرص أيضا على تقليل عدد الصفحات، وكل تركيزه وشغله الشاغل هو الجانب النفسي الذي يلعب عليه.

أضاف عمرو أنه لم يأخذ أي مقابل مادي من هذا الدعم نهائيا ولم يتخذه نشاطا تجاريا بل كان يحب عمل الخير فحسب ورغم أنه قد كلفه الكثير من وقته الذي كرسه من أجل إفادة زملائه وكان حاجزا بينه وبين الكثير من أمور حياته الخاصة وقضاء وقتا مع أسرته إضافة إلى ظروف عمله في مستشفى الأمراض النفسية “جمال أبو العزايم” الذي كان يعمل بها مع دراسته لأنه كان يحب الانفاق على نفسه مساندة منه لأهله الذين لم يفكر في زيادة عبء مصروفات التعليم عليهم.

وأجاب طالب جامعة الزقازيق على سؤالنا له عن طموحاته القديمة والقادمة فقال كان حُلمه وهو صغير أنه يصبح ضابطا ولكن قد منعته بعض الظروف من ذلك، وأما عن حُلمه الجديد فهو أن يصبح له صوتا مسموعا في مجال التمريض يحاول أن يطور من خلاله في المهنة ويقدم لها الكثير إشارةً منه أن هذا المجال يستحق كل شيء جدير بالإشادة وان قيمته لا تقل أهمية عن أي كلية من كليات المجال الطبي.

أجاب عمرو أيضا عن سؤالنا له بكيفية التعامل والتوفيق في الوقت بين الكلية والتي تطلب منه حضور دائم من أجل السكاشن والعملي، وعمله، ومذاكرته، وشرحه لزملائه، فقال أن كل ذلك لم يكن سهلا عليه لأنه لم يجد وقت الجلوس مع أهله، بل كان يقيم في سكن المستشفى أيام متتالية دون العودة إلى منزله، وعند حضور العملي كان يأخذ إذن من المستشفى ليحضر، وقد يذاكر في المستشفى أو في الأيام القليلة التي كان يقضيها في منزله ولم يكن لديه أي وقت لعمل أي شيء ترفيهي ولكن كان ذلك يسعده كما قال وخاصة عند الذهاب للجامعة وهو يرى زملائه يشكرونه بحفاوة وفرحة.

إرشادات لعمرو العربي

وكان اختتام حوارنا برسالة  له خصصت من أحد زملائه وزميلاته والتي نصت على: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ) وهذا ما ينطبق عليك فعليًا، فقد بذلت مجهودا كبيرًا مع دفعتك التي طالما أحبتك، كانت روحك خفيفة على قلوبنا وشرحك في أذهاننا، كنت مصدراً للتفاؤل ويد عون لمن يحتاجك، تستحق لقب منقذ اللحظات الصعبة بجدارة .

شكراً لك على كل ما قدمته لتلك الدفعة المميزة التي تميزت بوجود أشخاص تشبهك، وأخيرًا لن ننساك.

التعليقات مغلقة.