كرة القدم هي لغة العواطف. في العراق، كان الرجال هم من يتحدثونها لفترة طويلة. لكن الزمن يتغير. اليوم، تظهر بطلات جديدات على الملاعب العراقية، هن الفتيات اللواتي يكسرن الصور النمطية ويدفعن الكرة إلى الأمام رغم كل الصعوبات. كرة القدم النسائية — ظاهرة كانت تعتبر حتى وقت قريب مستحيلة في مجتمع محافظ، تتحول تدريجياً إلى رمز للأمل والثبات والحداثة.
وهذا ليس مجرد رياضة. إنه تحول اجتماعي. إنه نضال من أجل الحق في الوجود واللعب والفوز.
جدول المحتويات
- 1 الحواجز الاجتماعية والثقافية
- 2 تاريخ تشكيل المنتخب النسائي العراقي
- 3 التقدم المحرز في السنوات الأخيرة
- 4 دعم من المنظمات الدولية
- 5 المدربات والكابتنات والقيادات الجديدة
- 6 الاهتمام العام ووسائل الإعلام
- 7 كرة القدم النسائية والاقتصاد: الإمكانات والتحديات
- 8 جدول: الإنجازات الرئيسية للمنتخب العراقي للسيدات (2010-2025)
- 9 حركة لا يمكن إيقافها
الحواجز الاجتماعية والثقافية
لا تواجه كرة القدم النسائية في العراق مشكلة نقص الملاعب أو التمويل فحسب. بل إن أقوى خصم لها هو التقاليد. فالمفاهيم المتجذرة في وعي المجتمع حول ”دور المرأة“ لم تترك مجالاً للرياضة لفترة طويلة.
لكن الجيل الجديد من الفتيات يفكر بشكل مختلف. إنهن لا يسعين إلى تغيير الثقافة، بل يرغبن ببساطة في الحصول على مكان لهن في الملعب. غالباً ما تكون عائلاتهن أول من ينتقدهن، لكنهن يصبحن لاحقاً أول معجبيهن. في مدن مثل بغداد والبصرة، بدأت تظهر فرق نسائية هواة. وعلى الرغم من إدانة الأصوات المحافظة، فإن كل تدريب هو خطوة نحو التغيير.
مع هذه التغيرات الاجتماعية، تتغير الثقافة الرياضية نفسها. في السابق، كانت المراهنات مرتبطة حصريًا بالبطولات الرجالية. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ الاهتمام يتحول تدريجيًا. في خضم هذا التطور، بدأت تظهر منصات مثل موقع مراهنات في العراق، التي تسجل ازدياد الاهتمام بالمباريات النسائية — وهذا ليس مجرد اتجاه، بل علامة على اندماج أعمق للرياضة النسائية في اقتصاد الترفيه. وعلى الرغم من أن هذا النظام ليس كاملاً بعد، إلا أنه لم يعد مجرد استثناء.
وهذا يفتح الباب أمام أشكال جديدة من الدعم: الرعاية، والبث، وحتى المنتجات التي تحمل أسماء الرياضيات. والأهم من ذلك، أنه يظهر للفتيات أنهن لم يعدن ”غير مرئيات“ على الملعب.
تاريخ تشكيل المنتخب النسائي العراقي
بدأ كل شيء بفكرة. فكرة صغيرة ولكنها طموحة. في عام 2012، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم رسميًا عن نيته إنشاء منتخب وطني للسيدات. كانت ردود الفعل متباينة – البعض ضحك والبعض الآخر أيد الفكرة. لكن في غضون أشهر قليلة، تم تجميع الفريق الأول، الذي تألف في الغالب من فتيات متحمسات من بغداد وأربيل وكركوك.
كانت المباريات الأولى مؤلمة – الهزائم 0-7، 1-6، والتوتر والدموع. لكن أهم شيء هو أن الفريق نجا. لم يتفكك. على العكس، في كل عام كان لديه المزيد من الأسماء الجديدة والأحلام الجديدة.
تدريجياً، بدأت هياكل الشباب تتشكل. فالفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و16 عامًا يرين بالفعل المنتخب الوطني العراقي للسيدات هدفًا حقيقيًا. وهذا، دون مبالغة، تحول تاريخي.
التقدم المحرز في السنوات الأخيرة
كانت السنوات الخمس الماضية نقطة انطلاق حقيقية لكرة القدم النسائية. ما الذي تغير؟
- تم افتتاح أول أكاديميات للفتيات
- إقامة بطولات إقليمية للسيدات بانتظام.
- تلقي لاعبات العراق دعوات من أندية في الأردن أو لبنان أو حتى تركيا
المهم: بدأ المنتخب الوطني في الفوز. في عام 2024، فاز العراق في مباراة ضد سوريا بنتيجة 2-1. لم يكن هذا الفوز مجرد انتصار رياضي – بل كان مكافأة معنوية لجميع الفتيات اللاتي يلعبن رغم كل الصعاب.
هذه ليست ثورة. هذا تطور. لكنه تطور لا رجعة فيه.
دعم من المنظمات الدولية
بدون الدعم الخارجي، ربما لم يكن هذا التقدم ليتحقق. FIFA و AFC و UNDP — جميعها أدرجت العراق في برامجها لتطوير الرياضة النسائية. وقدمت منحًا ومعدات ومدربين.
في عام 2023، وصلت إلى بغداد مجموعة من الخبيرات من إسبانيا وألمانيا. أجريت دورات مكثفة لمدة أسبوع للمدربين الفنيين للفرق النسائية، وتبادلوا الخبرات، ووضعوا الاستراتيجيات. وقد كان لذلك تأثير حقيقي: بعد هذه الدورات، تضاعف عدد الفرق المدرسية تقريبًا.
كما ساهم الشركاء الدوليون في إنشاء بنية تحتية شاملة للجميع، مثل الملاعب المزودة بغرف تغيير الملابس النسائية ومناطق آمنة.
المدربات والكابتنات والقيادات الجديدة
لكل حركة أبطالها. وكرة القدم النسائية في العراق ليست استثناءً. إحدى هؤلاء البطلات هي زهرة قديم، أول قائدة عراقية تقود فريقًا إلى المستوى الدولي.
قصتها بسيطة لكنها استثنائية. بدأت باللعب في ساحة المنزل مع إخوتها، مختبئة من والديها، وهربت إلى أول حصة تدريبية لها. وهي اليوم تدرب الفتيات في الموصل.
وهناك المزيد والمزيد من أمثالها. فالنساء المدربات اللواتي تغلبن على التحيز ضدهن يشكلن الآن جيلًا جديدًا. وهذا أفضل مؤشر على التغيير.
الاهتمام العام ووسائل الإعلام
بدأت وسائل الإعلام تلاحظ لاعبات كرة القدم. لم تصل بعد إلى عناوين الصحف، لكنها لم تعد مهمشة تمامًا. في عام 2022، بثت قناة حكومية نهائي الدوري النسائي. تظهر على TikTok مقتطفات من المباريات وتعليقات وحتى حسابات للمشجعين.
أصبحت الشبكات الاجتماعية أداة رئيسية لتعزيز كرة القدم النسائية. وهذا يتيح للاعبات بناء صورتهن الخاصة، بغض النظر عن وسائل الإعلام التقليدية.
والأهم من ذلك: لم تعد الفتيات يخشين التعبير عن آرائهن بصوت عالٍ. أصبحن مسموعات. أصبحن مرئيات.
كرة القدم النسائية والاقتصاد: الإمكانات والتحديات
حتى الآن، لا يدر كرة القدم النسائية في العراق أي أرباح. لكن هذه مسألة وقت. يتزايد عدد الرعاة، وتبدأ العلامات التجارية في الاهتمام بالتعاون مع الفرق.
في الوقت الحالي، المصادر الرئيسية للدخل هي:
- المنح المحلية من الاتحاد
- التبرعات من الأفراد
- الدعم من المنظمات الدولية
وعلى الرغم من أن رواتب لاعبات كرة القدم لا تزال ضئيلة، إلا أن هناك إمكانات. إذا استمرت التغطية الإعلامية في النمو، فسوف ينتبه رجال الأعمال عاجلاً أم آجلاً. كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي سلعة.
جدول: الإنجازات الرئيسية للمنتخب العراقي للسيدات (2010-2025)
السنة | الحدث | النتيجة |
2012 | الظهور الأول في بطولة إقليمية | الخسارة في الدور الأول |
2016 | الفوز في مرحلة التصفيات | التأهل إلى دور المجموعات |
2021 | افتتاح أول أكاديمية لكرة القدم للبنات | 70 فتاة ضمن البرنامج |
2024 | الفوز على منتخب سوريا | 2:1 |
هذه الأرقام ليست سوى البداية. لكنها تظهر مسار النمو. والأهم من ذلك هو إيمان اللاعبات الراسخ بقضيتهن.
حركة لا يمكن إيقافها
كرة القدم النسائية في العراق لا تزال في مهدها. إنها غير كاملة، وهشة، لكنها حية. لديها وجوهها الخاصة، انتصاراتها وهزائمها.
على الرغم من الخوف والضغط الاجتماعي والصعوبات المالية، تخرج الفتيات إلى الملعب. ويلعبن. وبالتالي، فإن المستقبل قريب. ومن يدري، ربما بعد بضع سنوات سنرى العراق في بطولة آسيا للسيدات. وسيكون ذلك إنجازًا حقيقيًا.