بقلم : إسراء عبدالحافظ
معنى إسلاموفوبيا الخوف من الإسلام أو الخوف الجماعي المرضي من الإسلام، وكذلك الخوف من المسلمين، إسلاموفوبيا هو : رهاب الإسلام.
ظهرت آثار هذا المفهوم المغروس في أذهان الشعوب الغربية وخاصة فرنسا على شكل مظاهر يمكن تلمسها في واقع المجتمعات الغربية، من حقد موجه ضد الإسلام.
والمسلمين في أفعال عدائية وتمييز عنصري خاصة ضد المهاجرين العرب، فظهرت الشعارات والآراء والهتافات التي تشحن النفوس بالأحقاد والكراهية ضد كل ما هو إسلامي.
وآخر ظاهرة عداء للإسلام تصريحات غاشمة للرئيس الفرنسي ماكرون، سأذكر البعض منها من صحف عالمية ومحلية:-
قال : أن الدين الإسلامي يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم و التي لا نراها في بلادنا فقط، وأضاف أنه أعلن أن فرنسا ستتصدى “للانعزالية الإسلامية”.
والتي تسعى إلى إقامة نظام مواز له قيم أخرى، مشددًا على كونها “أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصوليين والمشاريع الدينية السياسية”.
حيث اعتبر ماكرون أن السلطات تتحمل جزءًا من المسؤولية في تطور ظاهرة “تحول الأحياء إلى مجتمعات منغلقة”، مضيفًا “أن الإسلاميين بنوا مشروعهم على تراجعنا وتخاذلنا”.
كما دعا في الوقت نفسه إلى فهم أفضل للإسلام وتعليم اللغة العربية، و قيل أنه يتوقع أن يفصل الرئيس الفرنسي تصريحاته التي ألقاها في فبراير حول وضع حد لجلب أئمة من الخارج.
وفرض رقابة مالية أكثر صرامة على المساجد الخاضعة لـ”تدخل خارجي”، وشدد الإليزيه أن هذا القانون هادف.
ومن ناحية أخرى ذكر أن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموسوي يتشارك تماما أهداف الوثيقة، ومنها مكافحة من يوظفون الديانة الإسلامية لغايات سياسية.
لكنه حذر كذلك من وقوع أضرار الفرنسي بتصريحاته، والتي أعقبها ردود أفعال حاسمة ،كانت منها بيان شيخ الأزهر أحمد الطيب .
والتي انتقد فيها ما اعتبره إصرار بعض مسؤولي الدول الغربية على استخدام مصطلح ” الإرهاب الإسلامي”.
وحذّر الطيب، في سلسلة تغريدات نشرت عبر حساب الأزهر على تويتر، من التأثيرات السلبية لاستخدام ذلك المصطلح لما يترتب عنه من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به، ومن تجاهل معيب لشريعته السمحة.
كما كان هناك رد من مجمع البحوث الإسلامية في بيان شديد اللهجة يرفض اتهامات ماكرون للإسلام.
“البحوث الإسلامية”: اتهام الإسلام بالانعزالية دعوة صريحة للعنصرية والكراهية، حيثما ذكر مجمع البحوث الإسلامية.
أيضًا استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة، والتي اتهم فيها الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين.
والتي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به، علاوةً على ذلك أكد المجمع رفضه الشديد لتلك التصريحات التي تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان.
وأكد أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف.
كما يؤكد المجمع على أن إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة.
و من ناحية أخرى، يدعو المجمع هؤلاء إلى ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة، لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء، كما أنه يدعم خطاب الكراهية ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية.
يُشار إلى أن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي رد عبر حسابه على فيسبوك على تصريحات الرئيس الفرنسي زعم فيها أن الدين الإسلامي ديننا لا يمر بأزمة ولن يمر، فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، إسلام هو وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا، لسنا في خوف على ديننا.
كما ذكر ولا نحتاج أيها الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة، وأضاف أن الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشاكل المستعصية على السلطات، فهو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي، فالإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان”.
ووجه القره داغي حديثه لماكرون : ” أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم، نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينـية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين !. ”
وهذه كانت تصريحات ماكرون الغاشمة وردو الأفعال، علينا جميعا أن نواجه بكل قوة بعون الله بالرد على أي قول أو فعل ضد الإسلام، علينا أن نطيع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الإسلام الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلاص من الشرك، وهو أحد مراتب الدين الثلاث التي هي الإسلام والإيمان والإحسان.
الإسلام دين الحق، فقد أرسل الله رسله جميعًا بالإسلام، فأمروا قومهم أن يوحدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأن يكفروا بما عداه من المعبودات الباطلة، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ {النحل:36}، فدين الأنبياء واحد، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}، ولكن الاختلاف بينهم في الشريعة والأحكام، قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا {المائدة:48}، وقال صلى الله عليه وسلم: الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد. رواه البخاري
وقد أخذ الله الميثاق على الأنبياء بتصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه لو جاءهم، ولما بعثه سبحانه جعل شريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع وأوجب على العالمين اتباعه، هذا ولم يستقم أتباع موسى وعيسى عليهما السلام على أمر ربهم، فعمد الأحبار والرهبان إلى التوراة والإنجيل فحرفوهما بما يتوافق مع أهوائهم، قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ {المائدة:13}، وإلا فإن التوراة والإنجيل آمران بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته، فمن كفر بمحمد فقد كفر بالتوراة والإنجيل،
ولقد حفظ الله القرآن عن التغيير والتبديل، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}،
ومن الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق: شرائعه الواقعية، فهو يبيح الزواج بالنساء، ويرغب فيه، ولا يأمر بالرهبنة والتبتل، لكنه يحرم الزنا، والإسلام يبيح المعاملات بين الناس ولكنه يحرم الربا، ويبيح جمع المال من حله ولكنه يوجب الزكاة للفقراء، ويبيح الطعام ويستثني الميتة ولحم الخنزير ونحوهما، وغير ذلك من الشرائع الواقعية التي تناسب حاجات البشر ولا تضيق عليهم.
كذلك من الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق: موازنته بين متطلبات الروح وحاجات البدن، ومن الأدلة على أن دين الإسلام هو دين الحق عدم مصادمة عقائده وتشريعاته للفطرة والعقل، فما من خير يدل عليه العقل إلا والإسلام يحث عليه ويأمر به، وما من شر تأنفه الطباع وينفيه العقل إلا والإسلام ينهانا عنه.
ومن الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق –إعجاز القرآن– فهو مع احتوائه على أكثر من ستة آلاف آية، ومع طرقه لموضوعات متعددة، فإنك لا تجد في عباراته اختلافًا بين بعضها البعض، كما لا تجد معنى من معانيه يعارض معنى، ولا حكمًا ينقض حكمًا، قال تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء:82}،
الإسلام دين العزة فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون:8].
ويقول الله تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139]، فعزة المسلمين مشروطة بتمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم وتطبيق تعاليم دينهم في واقع حياتهم.
فإذا حادوا عن منهج الله تعالى، وتركوا كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واستبدلوه بمناهج الشرق والغرب، وأصبحوا يبتغون العزة في غيره أضلهم الله تعالى وأذلهم وسلط عليهم شر خلق
الإسلام دين رحمة دين نزل رحمة للناس كافة، وليس لعرق ولا لون ولا لقوم، إنه خُلق نادر في دنيا الناس، فالأرض تئنُّ من قسوة كثير من ساكنيها، انتشرت الجرائم والرذائل، كثر القتل وعظم الدمار، مئات، بل آلاف الأطنان من القنابل الفتاكة تنزل على رؤوس البشر، فتقتل الشيخ في بيته، والعابد في مسجده ،والفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، وتقتل الرضيع في أحضان أمه..
ماذا جرى؟ ما السبب؟ إنه غياب الرحمة.
مع أن الرحمة في الحقيقة كمالٌ في التكوين الفطري للإنسان، لكنه حين انحرف عن منهج الله أصيب في فطرته، مما جعله محتاجًا لتذكيره بأهمية هذه الصفة وهذا الخلق.
هل تحب أن يرحمك الله ؟
إذًا ارحم خلقه، فقد قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
إن أهل الجنة هم من كانوا في الدنيا يرحمون الخلق ويرقون لهم: “أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال”.
إن من عظمة الإسلام وكمال الشريعة أن أمر اتباعه بالرحمة، الرحمة بالناس، بالمسلمين، بالكافرين، بل بالحيوانات، قال الله عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. وهذه أمثلة:
الرحمة بالأرملة والمسكين والبنات: قال نبي الرحمة صَلّ الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله”، رحم الضعفاء من الناس فرحمة الله في أعلى الدرجات.
الحديث عن الإسلام لن ينتهي ولا تكفي سطور فعنايته بحياتنا لا تكفي الحديث عنها في مقال، وأن من يحارب الإسلام هم الذين انحرفوا عن المنهج الصحيح الذي كان عليه الأنبياء وأصحاب موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ولكن ذلك لن يطفئ نور الله؛ بل سيصل دينه كل بيت وينال العز من تمسك به وينال الذل والصغار من أبى عنه، فعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، لا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذل الله به الكفر.
قال تعالى “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “