تُعد كسور العظام من الإصابات الشائعة التي قد تحدث نتيجة الحوادث، السقوط، أو حتى بسبب بعض الحالات الطبية التي تؤثر على قوة العظام. وتزداد أهمية التوعية بأنواع الكسور وأسبابها وطرق علاجها، لما لها من دور كبير في تجنب المضاعفات وتحقيق الشفاء السريع. لمعرفة المزيد عن هذه الجوانب، يمكنكم الاطلاع على كسور العظام: أنواعها وأسبابها وطرق علاجها.
ولا تقتصر هذه الإصابات على البالغين فقط، بل تعتبر كسور الأطفال من الحالات التي تتطلب عناية خاصة، نظرًا لطبيعة أجسامهم المتنامية وسرعة الشفاء لديهم، إلا أن سوء التعامل معها قد يؤثر سلبًا على النمو والحركة. ي
كما يمكنكم متابعة آخر أخبار الصحة من خلال موقع الشرق، للاطلاع على أحدث المستجدات والتوصيات الطبية المتعلقة بسلامة العظام والصحة العامة.
1. التعافي بعد التثبيت: البداية في العلاج الطبيعي
عند تعرض الشخص لكسر في العظام، تتم عادةً مرحلة العلاج الأولي التي تشمل وضع الجبيرة أو الجراحة لتثبيت العظم. بعد أن يتم التأكد من التئام العظم بشكل جيد، يبدأ العلاج الطبيعي لتحفيز العضلات والمفاصل على التعافي. في بداية العلاج، يتجنب المعالجون أي حركات قد تؤدي إلى أضرار إضافية، حيث يتم التركيز على تقنيات لتقليل الألم والتورم، مثل استخدام الثلج أو تقنيات التحفيز الكهربائي.
من الأهمية بمكان أن يبدأ العلاج الطبيعي في وقت مناسب بعد التئام العظم، إذ إن التأخير في بدء العلاج قد يؤدي إلى تصلب المفاصل أو ضعف العضلات المحيطة بالعظم المكسور.
2. استعادة القوة والمرونة: التمارين والتمدد
بمجرد التئام الكسر، يتم التركيز في العلاج الطبيعي على تحسين المرونة واستعادة قوة العضلات حول المنطقة المصابة. أحد الأهداف الرئيسية هو تجنب التيبس في المفاصل الذي قد ينتج عن قلة الحركة خلال فترة التثبيت. يُعمل من خلال تمارين التمدد و تقوية العضلات تدريجيًا على استعادة نطاق الحركة الطبيعي للمفصل المحيط بالعظم المكسور.
تمارين القوة التي تركز على العضلات المحيطة بالمنطقة المصابة تساعد في إعادة الأداء الكامل للجسم بشكل تدريجي. تتضمن هذه التمارين تحريك العضو المصاب ببطء وزيادة مستوى الصعوبة تدريجيًا بناءً على تقدم الشفاء.
3. تقنيات العلاج المتقدم: التحفيز الكهربائي والتدليك العميق
بالإضافة إلى التمارين التقليدية، يمكن أن يتضمن العلاج الطبيعي تقنيات متقدمة مثل التدليك العميق و التحفيز الكهربائي. هذه التقنيات تُستخدم لتحسين التدفق الدموي إلى المنطقة المصابة، مما يعزز من عملية الشفاء. كما أنها تعمل على تخفيف الألم وزيادة مستوى الراحة لدى المريض، مما يعزز القدرة على إجراء التمارين بشكل فعال.
في بعض الحالات، قد تُستخدم تقنيات التدليك العميق للتخفيف من التوتر في العضلات المحيطة بالعظام المكسورة، ما يساعد في تحسين الحركة والتقليل من التورم الناتج عن الكسر.
4. التوجيه والتثقيف: العودة إلى النشاطات اليومية بأمان
جزء كبير من العلاج الطبيعي يتعلق بتوجيه المريض حول كيفية العودة إلى الأنشطة اليومية بشكل آمن. بعد الإصابة، يواجه المرضى تحديات في التعامل مع الأعمال التي تتطلب حركة أو رفعًا، وقد يكون لديهم خوف من إعادة الإصابة. يساعد المعالج الطبيعي في تثقيف المريض حول كيفية تحريك الطرف المصاب بطريقة صحيحة لتجنب المزيد من الإصابات.
العلاج الطبيعي لكسور الأطفال
العلاج الطبيعي لا يقتصر على البالغين فقط، بل يلعب دورًا كبيرًا في إعادة تأهيل الأطفال بعد تعرضهم للكسور. نظرًا لأن عظام الأطفال مرنة وسريعة الشفاء، فإن العلاج الطبيعي يكون ضروريًا للمساعدة في التحفيز على النمو السليم وتقليل التأثيرات السلبية التي قد تحدث نتيجة لكسور العظام المتكررة أو الإصابة.
الخلاصة
العلاج الطبيعي هو عنصر أساسي في إعادة التأهيل بعد كسور العظام. فهو لا يساعد فقط في تقليل الألم والتورم، بل يعمل أيضًا على تحسين القوة والمرونة واستعادة الوظيفة الطبيعية للأعضاء المصابة. من خلال التمارين الموجهة، وتقنيات العلاج المتقدمة، والتوجيه بشأن الأنشطة اليومية، يُعد العلاج الطبيعي عاملاً رئيسيًا في تسريع عملية الشفاء وتحقيق التعافي التام بعد الإصابة.