أدى هجوم مسلح دامي في باهالجام، وهي منطقة سياحية، تقع في الشطر الهندي من كشمير، الشهر الماضي إلى تصعيد حاد بين باكستان والهند، ورغم نفي باكستان عدم ضلوعها في دعم أو تحريض أي طرف إلا أن الهند استمرت في إطلاق إتهاماتها ضد باكستان وعليه إستمر تبادل الجانبان في إطلاق النار عبر خط السيطرة، ما أدى إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية لتنطلق بالأمس شرارة حرب واسعة مؤذنة باندلاع صراع عسكري واسع النطاق بين الدولتين النوويتين، مما يمثل اخطر مواجهة ثنائية منذ عام 2019.
الحرب بين الهند وباكستان
حيث تجسد الصراع الهندي الباكستاني وقتها في اشتباك بين جيشي الدولتين في منطقة كشمير تعود خلفيته للرابع عشر من فبراير من ذات العام حينما قام مسلحون من الجانب الهندي من كشمير بقتل 40 فردًا من قوة الشرطة الاحتياطية المركزية، وعلى الرغم من إنهاء وقف إطلاق النار وقتها لهذا الصراع العسكري غير الحاسم.
فلقد زعمت كل من الهند وباكـستان أنها انتصرت، وتتبدل الأحداث وتتسارع بعدها لتجري في النهر مياه كثيرة تبقي على الصراع بين البلدين دائرا سواء على النفوذ السياسي أو حتى المنافسة العسكرية، ومع تطور أحداث كشمير الأخيرة في إبريل الماضي يتجدد الصراع ثانية ويتخذ منحى أكثر خطورة بعد إعلان الجيش الهندي بالأمس مقتل ثمانية مدنيين في قصف باكسـتاني.
من جانبها حثت الأمم المتحدة الهند وباكـستان على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بعد تصاعد التوترات خلال اليومين الماضيين والتي شملت تعليق التأشيرات وإغلاق الحدود لكن دون جدوى في ظل استمرار المناوشات التي أدت إلى تصعيد خطير خلال الـ24 ساعة الماضية.
تبادل إطلاق النار بأسلحة “غير تقليدية”
في هذا الصدد قال المسؤول في الشطر الباكستاني من كشمير سيد أشفق جيلاني يوم الجمعة الماضي أنه وقع إطلاق نار بين موقعين في وادي ليبا، لكن باستخدام أسلحة خفيفة وبناء عليه لم يتأذى أحد من السكان المحليين وصرح بأن المدارس مفتوحة لكن على ما يبدو أن سعي نيودلهي إلى إرضاء الرأي العام الذي تؤججه بعض وسائل الإعلام قد حوله إلى تصعيد “عابر للحدود” أدى إلى إسقاط باكستان لخمس مقاتلات حربية هندية من بينها “رافال” الفرنسية و”سوخوي” الروسية بصواريخ PL_15 وهو من أحدث الصورايخ الصينية التي ادرجتها باكستان في مقاتلاتها الحديثة مثل JF_17BLOCK lll وهذا النوع من الصواريخ يتمتع بقدرة عالية على تدمير كبير لسلاح الجو متعدد الأغراض كتلك المقاتلات التابعة للقوات الجوية الهندية وطائرات بدون طيار.
“كان ذلك دفاعاً عن النفس”.. هكذا زعمت باكستان، حيث قامت بإسقاط طائرات رافال ـ وهي مقاتلات متعددة الأدوار متطورة مصنوعة في فرنسا ـ بالإضافة إلى طائرة ميج 29 ومقاتلة سو 30 الروسيتين قبل وقت قصير.
ومن الجدير بالذكر أن كلا البلدين يفتخر بأسطولين قتاليين ضخمين وطيارين مدربين تدريبًا عاليًا، حيث يظهر دليل ـ فلايت جلوبال ـ للقوات الجوية العالمية لعام 2025 أن الهند تمتلك 616 طائرة مقاتله، مقارنة ب 387 طائرة لباكـستان.
ويتميز كلا السلاحين الجويين بمزيج معقد من الأصول القتالية، حيث تقوم الهند بتشغيل سبعة أنواع قتالية مقابل خمسة لباكسـتان، أما سلاح الجو الباكستاني، وإن كان أصغر حجمًا فيمتلك طائرات عالية الكفاءة، مثل جيه إف ـ 17 ثاندر، فضلاً عن مقاتلات F_16 الأمريكية.
ويبقى السؤال في ظل تراجع تأثير الوساطة والجهود الدولية بين البلدين إلى أي مدى يمكن أن تصل الحرب بين باكستان والهند في إطار الاشتباكات الجوية الدائرة بينهما خاصة مع توعد البلدان بالرد على الآخر.