في وسط كل ذلك، وتحديداً في الربع الثالث والأخير من العام 2017م، بدأت قوات اللواء 63 بمحور علب بقيادة اللواء ياسر مجلي أولى مهامها العسكرية والميدانية وحررت عددا من المواقع العسكرية الاستراتيجية كجبل سبحطل وجبل بتر وجبل قعم، كما يرافقها في ذلك العديد من الوحدات العسكرية الأخرى للتقدم جنوبا نحو مركز مديرية باقم بعد تطهير منطقة علب كليا وتقهقهر الحوثيين الى جبال مركز مديرية باقم الوعرة، وبعمليات نوعية أصبحت طلائع الجيش الوطني بمحور علب تشكل تهديدا مباشرا لعقر دار عبدالملك الحوثي بمحافظة صعدة.
إن نجاح قوات اللواء 63 هو نجاح لنظرية القوات الخاصة الذكية التي نجحت قيادة اللواء وضباطها ومقاتليها بالوصول إليها بالإضافة إلى دعم التحالف العربي منقطع النظير وخصوصا الأخوة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي كان لهما دور الإسناد والدعم الفني والاستشاري وتوفير الغطاء الجوي للعمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية.
على الجانب الآخر، وبرغم قوة تسليح “مليشيات الحوثي”، ومتانة ترتيبات وحداتها القتالية، إلا أن ذلك لم يمنع من انهزامها ومنيها بخسائر فادحة في العتاد والأرواح والتقهقر على الأرض امام قوات عسكرية مشكلة حديثا، فقد شكلت قيادة “ جنرال باقم ” عاملًا مهمًا أيضًا، فالرجل، الذي يقودهم أثبت نجاعة مطلقة، ولم يخسر من رجاله إلا قله مقارنة بغيرها من الوحدات الأخرى او مقاتلوا مليشيات الحوثي الذين يموتون بالعشرات والمئات يوميا بمختلف الجبهات القتالية، شي مدهش في بيئة شديدة العدائية كتلك.
ليس الأمر دعاية مضخمة كما هي العادة، فـ “اللواء ياسر مجلي ” يعمل في بيئة شديدة القسوة مناخًا وتضاريسًا، يخرجون في درجات حرارة تصل إلى اكثر من 40 درجة صيفًا وسالب 15 شتاءً. ويرسلهم الجنرال في عمق أراضي الحوثيين.
فقد كانت فلسفته واضحة تمامًا كما قالها ، أنه لا يؤمن بإجراءات الحماية القصوى، ولا يؤمن بالجلوس في مركز القيادة والتمتع بدرع عسكري سميك، وإنما تركز فلسفته على الخروج والذهاب لقلب مناطق “العدو” وقتاله بلا رحمة.
بعد ذلك أتى الدور على عمليات عسكرية أخرى، حيث كُلّف ” اللواء ياسر مجلي ” بمنصب قائد محور علب اضافة لإستمراره قائدا للواء 63 مشاه بالمحور نفسه.
هناك حيث طالت مهام جنرال باقم لتشمل كافة الوحدات العسكرية بمحور علب ولعلها تكون بوابة أخرى لتحرير مديرية باقم كليا والوصول الى مركز محافظة صعدة وغيرها من المحافظات كعمران وصنعاء والتي تعتبران مركز سيطرة الحوثيين بالوقت الحالي.
في محور علب نجح الرجل وخلال مدة وجيزة من بناء قوة عسكرية هائلة مدججة بأسلحة نوعيه وتخطيط عالي وتكتيك قتالي مرن، ونجح بتحقيق انتصارات متسارعة،وإلحاق بالعدو الحوثي خسائر فادحة بالعتاد والأرواح وتحرير الكثير من الأراضي، كما نجح الرجل بإستقطاب العديد من المقاتلين، من ما تسبب لمليشيات الحوثي بعزلة نفسيه كبيره تعيشها بجبهاتها مع المسرح العملياتي لمحور علب.
لا يمكننا بدقة تحديد الوقت الذي وضعت فيه قيادة المملكة العربية السعودية والتحالف العربي عيونهم على الجنرال ياسر مجلي إلا أنه من المؤكد أن لعائلة الرجل وإمتدادها التاريخي وترابطها الوثيق مع قيادة المملكة العربية السعودية ومكانتها القبلية الكبيرة في اوساط الشعب اليمني ونفوذها الكبير الذي تتمتع به واستشعارها بمدى خطورة مليشيات الحوثي ومقارعتها لتلك المليشيات بوقت مبكر فقد جعل هذا من الجنرال مجلي محل أهتمام كبير من قبل قيادة الدولة اليمنية والأشقاء بالمملكة العربية السعودية.
يمكننا أن نستنتج بشكل يقترب من الجزم أن الأمور لم تسر عبثًا في العلاقة المتصاعدة بين الطرفين فتنبئ بأنه يتم اعداده لما هو أهم من ذلك.