المؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام في أكاديمية الشروق: بصمة نسائية مُلهمة

المؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام في أكاديمية الشروق: بصمة نسائية مُلهمة
المؤتمر العلمي الثامن للإعلام في أكاديمية الشروق

في رحاب أكاديمية الشروق، وعلى مدار يومين من الحوارات العميقة والجلسات الفكرية الناضجة، أضاءت الأستاذة الدكتورة ولاء إبراهيم عقاد، عميدة كلية الإعلام بنات – جامعة الأزهر، واحدة من أهم محاور المؤتمر العلمي السنوي الثامن، حين تصدّرت الجلسة الافتتاحية الأولى بكلمة حملت طابعًا أكاديميًا رصينًا، ونظرة ثاقبة لطبيعة الدور الذي تضطلع به الدراما العربية في صياغة وعي المجتمعات وتشكيل هوية الأفراد.

المؤتمر العلمي الثامن للإعلام في أكاديمية الشروق

قدّمت العقاد نموذجًا متميزًا للتكامل بين الرؤية الأكاديمية والإحاطة العملية بواقع الإعلام العربي، مؤكدة أن الدراما ليست ترفًا ثقافيًا بل أداة استراتيجية لصناعة الإنسان، وتعزيز الانتماء الوطني، وتوثيق لحظات البطولة والتضحية التي تسكن ذاكرة الشعوب.

إسهام الدكتورة ولاء العقاد في فعاليات المؤتمر

خلال الجلسة النقاشية الأولى، التي حملت عنوان “الدراما العربية وتشكيل هوية المجتمعات”، قدمت العقاد ورقة علمية محورية تناولت فيها أهمية الدراما كقوة ناعمة قادرة على ترسيخ القيم المجتمعية، وبناء الهوية الوطنية، خاصةً في ظل بيئة إعلامية متغيرة ومنصات رقمية تفرض أنماطًا جديدة من التلقي والاستهلاك.

وأشارت إلى أن الجيل الجديد بات يُقبل على متابعة الأعمال الدرامية من خلال المنصات الرقمية لما توفره من حرية زمنية وغياب للفواصل الإعلانية، مما يعزز من التفاعل والارتباط بالمحتوى المقدم. كما شدّدت على أن هذه البيئة الرقمية تُحمّل صُنّاع الدراما مسؤولية مضاعفة لتقديم أعمال ترتقي بالذوق العام، وتحترم الخصوصية الثقافية والاجتماعية.

وفي سياق حديثها، أكدت على ضرورة إبراز النماذج الوطنية وقصص التضحية في الأعمال الدرامية، مشيرة إلى أن الدراما الهادفة يمكن أن تكون مرآة صادقة لتاريخ الشعوب، ومصدر إلهام للأجيال الجديدة.

توصيات الدكتورة ولاء العقاد

أنهت الدكتورة ولاء عقاد كلمتها بتوصيات تمثل خريطة طريق للنهوض بالإعلام العربي، ومنها:

1. ضرورة الاستفادة من الدراسات الأكاديمية في مجال الإعلام والدراما، لضمان صياغة محتوى يجمع بين الرؤية العلمية والإبداع الجمالي.

2. تعزيز التعاون بين الجامعات ومؤسسات الإنتاج الإعلامي لتكوين فرق بحثية وفنية مشتركة تعمل على بلورة أعمال درامية تُسهم في بناء الإنسان.

3. الاعتماد على التقنيات الرقمية كوسيط فعال لنشر المحتوى، مع الالتزام بمعايير الجودة والاحتراف في الأداء الإعلامي.

وقائع المؤتمر: الإعلام شريك في بناء الإنسان والتنمية

جاء المؤتمر هذا العام تحت عنوان “الإعلام وبناء الإنسان”، وهو العنوان الذي عبّر عن روح المرحلة ورؤية الدولة المصرية ضمن إطار رؤية مصر 2030، حيث ناقش المؤتمر ستة محاور رئيسية، شملت:

  1. الإعلام وتشكيل الهوية الوطنية.
  2. الإعلام والتعليم والتربية الإعلامية.
  3. التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
  4. تسويق المبادرات الحكومية.
  5. التحديات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
  6. الإعلام وحقوق الإنسان.

شارك في مؤتمر أكاديمية الشروق عدد من الأساتذة والباحثين من مصر والدول العربية، وجاءت الجلسات العلمية ثريةً بالحوارات والتوصيات والمقترحات التطبيقية.

رعاية وقيادة مؤتمر أكاديمية الشروق

حظي المؤتمر برعاية كريمة من الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، الذي أشاد بدور الإعلام في دعم التوجهات الوطنية وتعزيز التنمية البشرية. كما ترأست المؤتمر الدكتورة سهير صالح، عميدة المعهد الدولي العالي للإعلام، التي أشارت إلى أهمية هذه اللقاءات العلمية في فتح آفاق جديدة لتطوير الخطاب الإعلامي

تكريم رموز إعلامية ملهمة

في لفتة وفاء وتقدير، تم خلال حفل ختام مؤتمر أكاديمية الشروق تكريم كل من:

  • الدكتورة منى الحديدي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، على عطائها الأكاديمي الطويل.
  • الكاتبة الصحفية سناء البيسي، تقديرًا لمشوارها الصحفي الحافل بقضايا المرأة والمجتمع والثقافة.

ختامًا: نحو إعلام يصنع الوعي ويُشكّل المستقبل

جاء مؤتمر “الإعلام وبناء الإنسان” في أكاديمية الشروق كمنصة جامعة للخبرات والرؤى من مختلف الأطياف الفكرية والإعلامية، ليؤكد أن الإعلام الواعي هو أحد أهم روافد بناء الإنسان. وقد تجلّى هذا التوجه بقوة في كلمة ومشاركة الدكتورة ولاء إبراهيم العقاد، التي ألقت الضوء على الإعلام الدرامي باعتباره أداة استراتيجية لبناء الهُوية، وصياغة وعي جديد، في ظل بيئة إعلامية متطورة تفرض تحديات ومسؤوليات متجددة.