مناقشة رواية جبل التيه للروائية منى العساسي في قصر ثقافة كفر الزيات

ياسمين درويش1 ديسمبر 2021آخر تحديث :
الروائية منى العساسي
الروائية منى العساسي

عقد قصر ثقافة كفر الزيات، أمس الثلاثاء، اجتماعا لمناقشة رواية “جبل التيه” للروائية منى العساسي بحضور العديد من الكتاب والنقاد وعلى رأسهم الكاتب والناقد أحمد محمد زايد.

وأكد الكاتب والناقد أحمد محمد زايد أن الرواية تختلف تماما عن كل ما قرأ، فالرواية تدمج بين عوالم مختلفة، الواقع والأساطير، حيث كتبت العساسي الرواية بوعي تام وحرفية فائقة الجودة.

وراء السرد القصصي مخزون ثقافي كبير

وتابع زايد: تحمل الرواية العظيم من الدلالات والإسقاطات على واقع سياسي واجتماعي واقتصادي معاش، وراء السرد القصصي مخزون ثقافي ومعرفي وفلسفي كبير مغلف بالخيال اللامحدود.

كذلك أكد زايد على تحرر الزمان في الرواية من كافة القيود، قدمته العساسي بانسيابية تامة، من الحديث إلى القديم ثم العود إلى الحديث، كما قدمت الروائية منى العساسي أماكن معلومة صراحة كمحطة مصر، وأماكن معلومة ضمنا كقرية الغريق وجبل التيه.

أيضا أكد زايد على تماسك لغة الرواية، مشيرا إلى أنها كُتبت بالفصحى وفي بعض مواضعها اشتملت على تراكيب مبتكرة لا تخلو من الصورة الشعرية، وإن تضمنت في بعض مواضعها أخطاء لغوية.

منى العساسي في قصر ثقافة كفر الزيات
منى العساسي في قصر ثقافة كفر الزيات

رواية جبل التيه

وأكد زايد أن البناء الدرامي للرواية اتسم بوحدة البناء وتماسك المضمون مع تغيير التقنية، حيث بدأ الخط الدرامي كخط بياني يعلو ويهبط طبقا لحالة الحكي ، وبالنسبة للحبكة الدرامية نجحت الكاتبة في منح المتعة والتشويق طول النص الذي دفعني لإكمال قراءة الرواية.

تعليق الناقد محمد صالح على الرواية

من جانبه علق الشاعر والناقد محمد صالح على الرواية قائلا: “أخذنا عالم التيه إلى عالم أكثر خصوبة يتسم بالصراع بين الخير والشر يمتاز بالثقافة العالية والمعرفة المتعددة واللغة المتماسكة، لابد للمبدع الحقيقي أن يثير الدهشة والمتعة لدى المتلقي ليجبره على إكمال قراءة روايته، وهذا ما فعلته العساسي في الرواية.

وتابع صالح: استطاعت العساسي أن تصنع شخوص الرواية ببراعة ودقة وظهر ذلك جليا في شخصيات كل من؛ أمينة وخالد وإسماعيل، الذين وصلوا إلى نهاية العمل وهم بكامل ما شحنتهم به الكاتبة من مقدرة بدنية وعقلية وثراء في المعرفة.

مناقشة رواية جبل التيه
مناقشة رواية جبل التيه

من جانبها أكدت الروائية منى العساسي أن جبل التيه رواية تنتمي إلى الواقعية السحرية فيتناول النص الواقع الممزوج بالخيال الأسطوري، وذلك ربما يكون مربك بعض الشئ للقارئ، فتم البناء الفني للنص بناءً على تناولين:

أولا: التناول الواقعي الذي يطرح مأساة أسرة ريفية من خلال علاقة أمينة وأسرتها بالريف المصري وصدمة الفقد، وكذلك طرح آلام ومشاكل الشباب في وقتنا الحالي، خالد بمريم والتي تجسد لنا حالة انسداد الأفق التي يعاني منها المجتمع بشكل عام.

ثانيا: الجانب الأسطوري الذي يكون الملجأ عندما يعجز الإنسان عن فهم متغيرات العالم، فيجد نفسه في مواجهة حالة من الغموض، فيلجأ مباشرة للبحث عن عوالم رمزية خيالية كالخرافات و، حيث التحليل غير المنطقي، واختلال ميزان الخير والشر.

الروائية منى العساسي
الروائية منى العساسي

وتابعت العساسي: لذا نجد في جبل التيه أن الأسطورة كانت بالنسبة لـ أمينة هي الطريقة المثلى لتحقيق الذات ومواجهة الشر الذي يشار إليه في الرواية بالغريق، وليليث وعالم الجحيم.

الاخبار العاجلة